كذلك أيضا نقول: لا يجوز الذهاب إلى السحرة لحل هذه الأعمال الشيطانية. إذا عرفنا أن الساحر حكمه أنه كافر. فلا يجوز أن نستعين بهم، ونقول: إن فلانا مسحور فكيف تعالجونه؟ لأن علاجهم بسحر؛ ولذلك ورد في حديث جابر { أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة، فقال: هي من عمل الشيطان } ؛ يعني علاج السحر بالسحر من عمل الشيطان؛ فكما أن عقد السحر يعتبر من عمل الشيطان فكذلك أيضا النشرة التي هي من عمل الساحر أيضا من عمل الشيطان. وروي عن الحسن رضي الله عنه الحسن البصري قال: لا يحل السحر إلا ساحر؛ بمعنى أنه لا يعالجه إلا ساحر مثله؛ ولكن ذكر في صحيح البخاري عن قتادة قال: سألت سعيد بن المسيب أو سئل فقيل له: رجل به طب، أو يؤخذ عن امرأته أيحل عنه أو ينشر؟ فقال: لا بأس بذلك؛ إنما يقصدون به الإصلاح. يقول: فأما ما ينفع فلا ينهى عنه، وهذا يراد به الحل بالرقية وبالقراءة. قد وفق الله تعالى بعض القراء المخلصين إلى أن يستعملوا رقية نافعة يبطل بها عمل السحر، يبطل بها عمل الشياطين، فيقرءون هذه الآيات التي ذكرنا، ويقرءون آيات أخرى مثل المعوذتين، وسورة الإخلاص وآية الكرسي ويكررونها، فيقرءون الآيات التي فيها توحيد الله تعالى وفيها تمجيده وتعظيمه، وكذلك أيضا يعالجونه بما يتيسر علاجه به؛ فمثل هذا يعتبر حلا مفيدا. ذكر ابن القيم رحمه الله أنه قال: النشرة قسمان أو نوعان: الأول- حل السحر بسحر مثله. وصفته أن يتقرب الساحر والمسحور إلى الشيطان بما يحب؛ حتى يبطل عمله عن المسحور. فيتقربون إلى الشيطان؛ فالساحر يتقرب إلى الشيطان بما يحب والمسحور تضعف نفسه، ويصدق ذلك الساحر بأنه يقدر، وبأن عنده قدرة، وبأن عنده تمكن، فتضعف نفسه فيكون أيضا متذللا للشيطان، والشيطان إذا أطاعه هذا وأطاعه هذا تنزل على رغبته، فيبطل عمله الذي عمله لذلك المسحور. فلا شك أن هذا يعتبر عملا شيطانيا، فلا يجوز أن يوافق عليه. فأما علاجه بالرقية، وبالأدوية النافعة، وبالأدعية المفيدة؛ فإن ذلك جائز مفيد. فنقول: لا يجوز لمن وقع به شيء من هذا، أو ابتلي به أن يذهب إلى السحرة، ويقول: حلوا هذا السحر -فإن في هذا إقرار لهم؛ بل متى علم أن فلانا ساحر، أو أن في آل فلان ساحر أو ساحرة أو كاهن أو كاهنة فلا يجوز إقرارهم؛ بل يرفع أمرهم إلى المحاكم وإلى ولاة الأمور؛ حتى ينفذوا فيهم حكم الله تعالى؛ ألا وهو قتلهم كما ذكرنا عن الصحابة رضي الله عنهم الذين أمروا بقتلهم فيستريح منهم العباد والبلاد. لا شك أن تأثير السحر على العقيدة أنه يعتبر مفسدا للعقيدة ومنقصا للتوحيد، ومنقصا للإيمان؛ وذلك لما ذكرنا من أنه عبد للشيطان وعابد له، ولا شك أن من عبد غير الله فإنه قد أشرك، وأنه يدعو غير الله بمعنى أنه يدعو ذلك الشيطان باسمه فيكون بذلك كافرا مشركا والعياذ بالله. فعلى المسلمين أن يحرصوا على التحصن من هؤلاء الشياطين، ومن أعوانهم؛ حتى يحرزوا دينهم وعقيدتهم. الأسئـلة .. والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله وأصحابه ومن والاه، وبعد: فنسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكتب الأجر والمثوبة لشيخنا الفاضل، وأن ينفعنا بما سمعنا، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. أيها الأحبة في الله، إن هذا الحضور ليدل على الخير إن شاء الله، من خلال التفكر في دين الله تعالى، فشكر الله لكم. أيها الحضور. وقد وصل إلينا سيل كبير من الأسئلة التي تهتم بالسؤال عن هذا الموضوع خاصة، والتفقه في دين الله عامة، الأسئلة حول الأمور الفقهية والأمور العقدية. ونعتذر سلفا للإخوة الذين لم تطرح أسئلتهم في هذا اللقاء؛ فإن وقت الشيخ ضيق، وسنأخذ منها ما تيسر. وما لم يطرح الآن فعندكم من المشايخ إن شاء الله من يستطيع أن يجيب على بعض هذه الأسئلة. ومن أراد أن يتفقه في دين الله فعليه أن يسأل ويبحث. ونستسمح الشيخ عذراً فنقدم بين يديه بعض الأسئلة. نسأل الله تعالى أن يفتح عليه، وأن ينفعنا بما يقول. يقول السائل: فضيلة الشيخ، لقد فرح بقدوكم أهالي هذه المنطقة، فنحمد الله الذي أعانكم على الحضور إلينا؛ لتزودونا بعلومكم النافعة، فجزاكم الله خيرا. فضيلة الشيخ، إننا نرجو منكم التفضل بالإجابة على هذه الأسئلة: س: هناك صنف ممن يدعون العلاج بالأعشاب، يدعون علم الغيب، ويسألون المريض عن اسم أمه، وقد يأمرونه بما يسمى بالحلبة وهي بقاؤه في بيت مظلم عدة أيام ونحو ذلك من الأمور الباطلة؛ فما توجيهك لهم ولمن يذهب إليهم؟ جزاك الله خيرا. نرى أن هذا أيضا لا يجوز، وأنه لا يجوز الذهاب إليهم بما يظهر لنا لا مناسبة لذكر معرفة الأم فهو يقول: ما اسم أمك؟ ما مناسبة ذكر الأم دون ذكر الأب؟! هذا الذي يظهر لنا. كذلك أيضا احتجابه في بيت مظلم لا مناسبة له. فننصح بالذهاب إلى القراء المعروفين الموثوق بقراءتهم وعدم الذهاب إلى مثل هؤلاء. س: يقول السائل: بعض الناس يذهبون إلى الكهان، ويطلبون هؤلاء الكهان بذبح شاة سوداء في الليل مثلا، ثم يقوم بذبحها وتوزيعها على أهل الحي؛ فما رأيكم فيمن يأكل منها بدون علم؟ وإذا علم بذلك فماذا يفعل؟ جزاكم الله خيرا. وهذا أيضا من عمل الكهان، لا شك أن الكاهن أيضا يستخدم الشياطين، وأنه يذبح لهم، فذبح هذه الشاة السوداء دليل على أنه قصد التقرب إليهم، فتكون هذه الشاة مما أهل به لغير الله، فمن علم بأنها كذلك فلا يجوز الأكل منها، وعليه أن يدل على هذا الكاهن حتى يقام عليه الحد. س: وإذا أكلها من غير علم؟ ما أكلها وهو جاهل فلا حرج عليه. س: فضيلة الشيخ، أرجو توجيهي وإرشادي إلى طريقة أتخلص بواسطتها من الخوف من الجن؟ س: والسؤال الآخر: يوجد بعض الناس يخافون من السحرة خوفا شديدا، قد يخرجهم عن دينهم، وإذا وجهوا لم يقتنعوا، ويقولوا: بأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد سحر؛ فما نصيحتكم لمن حاله كذلك؟ نقول: عليكم بالتحصن بذكر الله وبقراءة القرآن، وبالأعمال الصالحة وبكثرة الدعاء، وبكثرة الاستعاذة من الشرور ومن الشر وأهله. وعليكم بحفظ الله، قال صلى الله عليه وسلم: { احفظ الله يحفظك } فمن توكل على الله وحفظه وحفظ طاعته وتقرب إلى الله بالعبادة؛ فإن الله تعالى يحفظه ويحرصه. وأما ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم فهو من مثل كيدهم له بجعل السم في تلك الشاة التي أهدوا بها هذا من كيد اليهود. متى عرف عداوة هذا الساحر أو هذا الكاهن تُحُفِّظَ منه وأبعد عن المجتمع؛ حتى لا يفسد فيه؛ ولكن إذا تحفظ الإنسان بذكر الله تعالى حفظه الله. س: سائل يقول: هناك من الناس من يدعي الطب الشعبي، فيعمل التمائم وهي تسمى عندنا الحروز، يربطها في أي مكان من جسمه، وربما يأمره بالجلوس في بيته أياما لا يلقى أحدا من الناس ولا يحضر الصلوات مع الناس، نأمل التوجيه حول هذا. هذا أيضا من أعمال الشياطين، فلا يجوز تصديقهم في مثل ذلك، ولا الذهاب إلى هؤلاء السحرة والكهنة الذين يأمرون بمثل هذه الأعمال؛ لما فيها من ترك الصلوات؛ ولما فيها من اجتناب مجالسة المسلمين والتزود من الخير، فهذا يدل على أنهم يعبدون الشياطين التي تأمرهم بمثل ذلك. س: ننتقل إلى موضوع عام. سؤالان: السؤال الأول- بعض الآباء يهمل تربية أبنائه، وقد .. فسقة عصاة، فبماذا توجهون الآباء نحو تربية الأبناء؟ وسؤال آخر: بعض الوالدين يدعون على أولادهم، وقد لا يكونون بحق أحيانا؛ فهل دعوة الوالدين على أولادهم مستجابة؛ ولو كانت ظلما وزورا؟ على هذا الوالد أن يحرص على تربية أولاده تربية صالحة. فأولا- يعلمهم القرآن، أو يحرص على تسجيلهم في حلقات لتحفيظ القرآن. وثانيا- يعلمهم السنة، أو يحرص على تعلمهم وحضورهم لحلقات العلم ولمجالس الذكر ولمجالس الخير. وثالثا- يحرص على أن يكون جلساؤهم وقرناؤهم من الشباب الصالح الذين يصلحونهم ويحرصون على إصلاحهم. ورابعا- يطهر منزله عن آلات اللهو عن الصحف الماجنة، وعن ما يستقبل القنوات الفضائية الماجنة، وما أشبه ذلك. فلعلهم بذلك بهذه الأسباب ينشئون نشأة صالحة إن شاء الله. وعليه أن لا يستعجل إذا رأى منهم شيئا من المخالفة؛ بل يعلمهم وينصحهم ولا يدعو عليهم، ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: { لا تدعو على أنفسكم، ولا على أموالكم، ولا على أولادكم، لا توافقون ساعة لا يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه } ؛ ومع ذلك فإن الله تعالى يعلم أن الذي يدعو على أولاده أو على ماله أنه ليس بصادق في هذه الدعوة، وأنه لا يحب الاستجابة لذلك. ولكن من شدة الغضب يحصل منه هذا الدعاء؛ ولذلك لا يستجيبه الله غالبا؛ لقول الله تعالى: { وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } ؛ ومع ذلك على الإنسان أن يعود نفسه على الدعوات الصالحة. س: شكر الله لك. سائل يقول: سمعنا بأنه سيكون في الأسبوع القادم كسوف الشمس، السؤال هو: هل يبدأ بصلاة الكسوف إلى نهاية الكسوف أم إلى أن ينتهي الشخص مثلا من الصلاة؟ وهل إذا صادف وقت صلاة الكسوف صلاة فريضة؛ هل يواصل فيها أم تصلى الفريضة؟ جزاكم الله خيرا. لا شك أن الكسوف آية من آيات الله يخوف بها عباده كما في قول الله تعالى: { وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا } وأنه من الإحداثات التي تحدث بواسطة سير القمر وسير الشمس. والأصل فيه أن القمر يحول دون الشمس؛ لأنه دونها وهما في مسار واحد، فإذا صارت الشمس محاذية للقمر حجب شيئا من ضوئها ونورها؛ وذلك بتقدير الله تعالى. ولا شك أن ذلك مما يخوف، فشرعت الصلاة فيه، في الحديث: { إذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة } . فإن كان الوقت واسعا يعني كوقت العشاء قدمت صلاة الكسوف، وإن كان الوقت ضيقا كوقت الفجر أو الظهر أو العصر أو المغرب فالأولى أن يقدم الوقت، ثم بعد ذلك تصلى صلاة الكسوف، والأولى أيضا أن يطيلها؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم استغرقت صلاته نحو ثلاث ساعات؛ حيث قرأ بها قراءة طويلة وأطال أركانها، وانصرف وقد تجلت الشمس. س: يقول السائل: ما هي الوسيلة التي تحفظنا من السحرة والشياطين؟ وهل يمكن للمخلوق أن يشفي من السحر؟ ومن هم الذين يذهب إليهم من به سحر في التداوي عندهم؟ ذكرنا الوسائل، وهي: التحصن بذكر الله، وبأذكار الصباح والمساء، وبكثرة قراءة القرآن، وبالأعمال الصالحة؛ فإن هذه تعتبر حروزا وحفظا. فأما لبس هذه الحروز التي تسمى التمائم والتعاليق فإنها كما ورد في الأحاديث: { من تعلق تميمة فقد أشرك } كذلك أيضا هناك ما ذكرنا من العلاج بالرقية الشرعية. إذا كان الإنسان صحيح المعتقد جازما بأن القراءة تشفي بإذن الله؛ فإنها تفيد. كذلك أيضا إذا كان الراقي من أهل الإيمان والتقى والصلاح أثرت بإذن الله رقيته. س: هل يأثم من أوصل شخصا إلى كاهن؟ وكذلك هل يأثم من دل شخصا عند سؤاله عن فلان وهذا الشخص يتعاطى السحر أو الكهانة؟ لا شك أنه يأثم لأنه من التعاون على الإثم وعلى العدوان، فلا يجوز؛ بل إذا عرف ساحرا أو كاهنا وتحقق من فعله فإن عليه أن يفضحه، ويدل عليه ولاة الأمور والمحاكم والهيئات؛ ليقيموا عليه الحد والعقوبة. س: فضيلة الشيخ، حفظكم الله، هناك مرض يصيب بعض الأطفال؛ وهو تليف في العظام يسمى في هذه المنطقة ... قد لا تجدي المستشفيات في شفائه، وهناك أسرة يدعون أنهم يشفون من هذا المرض بإذن الله عن طريق تدليك الطفل، ومنعه من بعض المأكولات لفترة، وبإذن الله يشفى هذا الطفل؛ هل يجوز الذهاب إليهم؟ يجوز ذلك إذا كان علاجا ظاهرا؛ أعني تدليك أو أدوية تجمع، فليس الأطباء الذين يعالجون في المستشفيات محيطين بجميع الأمراض وبعلاجها. الغالب أن دروسهم إنما هي دروس يتلقونها في مدارسهم وكلياتهم يتلقون عن أناس لم يحيطوا بجميع الأمراض؛ فلذلك قد لا يعرفون العلاج بالتدليك ولا العلاج ببعض العلاجات كالعسل الذي ذكر الله عنه { فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ } وما أشبه ذلك. بل قد يكذبون الصرع الذي هو تلبس الجان بالإنسان، ويكذبون أيضا الإصابة بالعين، ويكذبون بعمل السحر؛ لأنهم ما درسوا شيئا من ذلك، فليس كل العلوم والعلاجات قد درسوها وأحاطوا بها؛ إنما علموا ما تعلموا، فإذا كان هؤلاء الذين يستعملون التدليك، ويستعملون أدعية وحمية أن ذلك مفيد؛ فلا مانع من العلاج عندهم. س: يقول السائل: بأنه يوجد عندهم رجل ساحر يعرفه كثير من أهل القرية ولكنهم يتعاملون معه؛ فما هو الواجب عليهم تجاه هذا الرجل؟ أن يرفعوا بأمره، لا يجوز أن يتعاملوا معه. إذا عرفنا أن من تعامل معه فإنه مقر له، وأنهم دخلوا في الوعيد، سمعنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: { ليس منا من تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له } وقال صلى الله عليه وسلم: { ثلاث من فعلهن فقد كفر } ذكر منهن: { مصدق بالسحر } فالذين يصدقون بالسحر والعياذ بالله يعتبرون قد أقروه فعليهم أن يفضحوه، وأن يرفعوا بأمره؛ حتى يقام عليه الحد. س: هل العين من السحر أم لا؟ وماذا يجب علينا تجاه العيانين؟ لا شك أن { العين حق } كما ورد في الحديث. وسببها أن ذلك العائن نفسه شريرة، نفسه التي بين جنبيه والتي هي روحه شريرة، وإذا كانت تلك النفس شريرة؛ فإنه يخرج منها مواد سامة عند نظره إلى ذلك الذي يريد حسده، فتؤثر بإذن الله بذلك الذي يريد إضراره؛ سواء كان جمادا أو حيوانا أو نحو ذلك. وعليهم أن يقولوا إذا كانت نفوسهم كذلك أن يغضوا أبصارهم، وألا يتكلموا بشيء فيه ضرر على المسلمين. وأن يقولوا: { مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ } كما أمر، وعلى الذي يخاف من شرهم أن يستعيذ بالله من شرهم، ويقول: أعوذ بالله، أو أعوذ بالله من شر عائن { وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } ويقول أيضا في الرقية: { بسم الله أرقيك عن كل شيء يؤذيك وعن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك } ؛ وذلك يحصل به الحفاظ من العائنين. س: رجل ذهب إلى ساحر وتعالج عنده؛ فما واجبنا نحو هذا الرجل؟ هل نواصله بالزيارة أم لا؟ علما بأن بيننا قرابة. عليكم نصيحته وتحذيره، فإذا ندم وتاب وعزم على ألا يعود فبصفتكم أقارب له لكم أن تصلوه. وأما إذا أصر على هذا العمل وادعى أنه جائز وجادل عن هذا الساحر؛ فإن عليكم أن تهجروه إذا لم يتب. س: سائل يقول: أنكر كاتب صحفي اليوم في إحدى الجرائد دخول الجني في الإنسي واستشهد بأقوال لبعض المشائخ، وكان من قوله: لم أسمع بدخول الجني في الإنسي إلا في الدول المتخلفة إلى آخر كلامه. هكذا يقول كثير من هؤلاء الذين لم يشعروا بشيء من ذلك، فنقول: لا حاجة إلى الاستشهاد بأقوال هؤلاء الذين ينكرون شيئا حقيقيا قد دلت عليه الأدلة مثل قوله تعالى: { لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ } والأحاديث التي فيها ذكر الصرع وعلاجه والمشاهد أيضا. وكونهم يقولون: إن هذا إنما حدث أو يحدث في الأمم المتخلفة ليس بصحيح؛ بل يحدث فيهم كثيرا ولكنهم لا يعترفون بذلك؛ بل يعتقدون أنه توتر عصبي أو نحو ذلك فلأجل ذلك يعجزون عن علاجه. س: سائل يقول: فضيلة الشيخ، حفظك الله تعالى. تنتشر في بعض المناطق ما يسمى بالعزيمة، تستعمل في تبرئة المتهم في سرقة أو نحوها، ولا زال بعض الجهال يذهب إلى من يمارسها ليبرئ نفسه أو من قد اتهمه. والسؤال: هل هي من أنواع السحر؟ وما توجيهكم لمن يذهب إلى من يمارسها خصوصا وأن أكثرهم يعتمدون على كثرة المال في تبرئة المتهم؛ فمن دفع أكثر فهو برئ؟ وجزاكم الله خيرا. ذكروا أن التمائم هي التي تسمى العزائم، أو الرقى هي التي تسمى العزائم؛ فالعزائم رقية؛ لكن إذا كانت الرقية بالقرآن وبالأدعية وبالأحاديث الصحيحة فهي جائزة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: { لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا } كذلك أيضا أجاز بعض العلماء كتابة آيات في ورقة أو في إناء بحبر أو بزعفران أو نحو ذلك ثم غسلها لذلك المريض ويكون هذا مؤثرا ومفيدا بإذن الله. وأما إذا كانت بأسماء غير معروفة أو أدعية غير مألوفة فلا يجوز استعمال هذه العزائم ونحوها. س: فضيلة الشيخ، العزائم هذه وهذه طريقة أخرى، الشخص إذا عمل خطأ يأتون بحديدة تحمى بالنار ثم يلعقها بلسانه. شيخ، أوضحلك أكثر... إذا كانت هذه العزائم كما يقولون أنها علاج غير الرقية فليست مشروعة؛ يعني كونهم يجعلون فيها نارا يحمونها ثم يلعقها أحدهم فهذا من الأعمال الشيطانية فيما يظهر. الذي ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في باب ما جاء في الرقى والتمائم، قال: الرقى: هي التي تسمى العزائم. فيسمونها عزائم لأنها رقى، فأما غير ذلك فليس بمشروع. س: يعني إذا ... الذين إذا سرق ... السرقة أو نحوها ... أو حديدة محمية ... هل هذا الفعل صحيح؟ ... هذا بلا شك أنه من عمل السحرة، أن هذا الجمر وهذه الحديدة الحامية لا شك أنها محرقة، وأنه لو قالوا: إنك برئ. فقد يكون سبب ذلك أن الشيطان هو الذي يلابسه، فلا يستنكر أن الشيطان يمس النار وأنها لا تحرقه؛ لأن الشيطان خلق من النار، فكثيرا ما يذكرون أن الشيطان أو الجني إذا لابس إنسان واستولى عليه أنه يأكل النار. ذكر لنا بعضهم أن جنيا أو جنية لابست إنسانا وصار هو المستولي عليه بحيث أنه جاء إلى جمر كبار من النار وأخذ يبتلع من ذلك الجمر، فهذا دليل على أنه هذا الذي يقول: إنه برئ. أنه قد لابسه الشيطان فلا يكون ذلك علامة على أنه برئ. س: جزاكم الله خيرا، إذن ما هي الطريقة من أجل معرفة أنه برئ أو غير برئ؟ التحقق من أي شيء؟ لا يجوز مثل هذه الأمور؛ إنما إذا كان هناك شهود أو قرائن تدينه وأنه متهم فهذه هي التي تدينه، ويعرف بذلك أنه سارق أو أنه قاتل أو ما أشبه ذلك، فأما استعمال هذه العزيمة فليست صحيحة. س: جزاكم الله خيرا. سائل يقول: بأنه يحبك في الله. ويقول: بأن شخصا أصابه مس من الشيطان، فيقول: بأنه يقرأ عليه القرآن فيسمي أشخاصا بأنهم تسببوا في ذلك؛ فهل يكون إخباره بهؤلاء صحيحا أم لا؟ قد يكون صحيحا يعني إذا كانوا متهمين أو يغلب عليهم هذه التهمة؛ ولكن لا يصدق هذا الجني الذي لابس الإنسان وقال: إن الذين عملوا لك هذا السحر أو سلطوني عليك هم فلان وفلان أو فلانة. فلا يصدق دائما؛ سيما إذا كانوا بعيدين عن التهمة. س: ما الفرق بين الرقية الشرعية والدعوة حتى لا نقع في حبال المشعوذين؟ وفقكم الله. |