الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: أيها الأحبة في الله؛ إنها والله لليلة مباركة أن تجمعنا بشيخنا وعالمنا، وفقنا الله لما يحبه ويرضاه. أوصــافكم تجــري أحاديثهـا مجرى النجوم الزاهرات في الأفق كــم أحــاديث لنــا عنكـم تسـندها الركبـان مـن طـرق شيخنا الفاضل؛ لا يسعني أن أقول إلا ما قاله القائل: لساني فصيح في مدحك شيخـي لأنـي فقيـه والفقيـه مقصـر ولكنني أسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا ما علمنا منها وما لم نعلم؛ أن يجزي شيخنا على خطواته، وعلى كلماته، وعلى أنفاسه التي بذلها لله -سبحانه وتعالى- لأبناء هذه المنطقة، وغيرها في هذه البلدة المباركة. نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بعلمه، وأن يجعل هذا العلم حجة لنا لا علينا. وإننا في هذه الليلة على موعد مع موضوع -كما سمعتم في الإعلان عنه- وهو واجب المسلم تجاه الأسرة؛ فإنه لا يخفى على الحاضرين، ولا حتى على الغائبين، واجب الأب تجاه الأسرة في هذا الزمان الذي أطلق فيه أعداء الله العنان لكل شر، ولكل وسيلة يريدون أن يستحوذوا بها على أبناء المسلمين، وصدق الله: { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى } فإن واجب الأب والمسلم لعل شيخنا في هذه الليلة يتحفنا به. وأستسمح شيخي في ملاحظة لاحظتها، ولاحظها كل غيور على أبناء المسلمين في تساهل كثير من الآباء –هدانا الله وإياهم- مع أبنائهم في التربية الجادة التي يرضاها الله عز وجل ورسوله، وإني أذكر بين يدي شيخي وللحاضرين قصة لشاب من الشباب، عندما سمعتها -يعلم الله- أن القلب قد حزن، وأن العين قد دمعت؛ ولكن السؤال أين أبو هذا الشاب هل رباه على قال الله وقال رسوله؟ هل رباه على حلقات القرآن؟ خرج هذا الشاب -يا شيخ- من هذه المنطقة يريد بلاد الإباحية، ويريد البلاد التي أعلن فيها أهلها الحرب مع الله -عز وجل- وهو قبل أن يغادر هذه البلاد لقيه أحد الجيران فقال له: يا فلان إلى أين؟ قال: أريد أن أهاجر. فقال له هذا الجار: هاجر إلى المدينة هاجر إلى طيبة هاجر إلى بيت الله الحرام قال: لا، أريد بلاد الإباحية، وذهب هذا الشاب ذهب حيا وعاد ميتا. نسأل الله السلامة والعافية، وما خفي أعظم، ونترك المجال لشيخنا ليتحفنا، ويذكرنا؛ عسى الله أن يوقظنا من هذه الغفلة تجاه الأبناء والبنات، فليتفضل الشيخ ... مأجورا. |