كذلك أيضًا من الفتن: الدعاة إلى المعتقدات السيئة..مَنِ اعْتَقَدَ عقيدة سيئة فإنه يَدِينُ بها ويستحسنها, ويدعو إليها, ويَبُثُّ الدعاة, ويخف عليه بذل المال في الدعوة إليها, ولو كانت باطلةً, ولو كانت بعيدةً عن الصواب..لكنْ سَوَّلَ له الشيطان وأملى له, وزَيَّنَ له أنه على صواب, وأن من خالفه فهو على خطأ. فلا جَرَم نرى كثيرًا من المبتدعين يَدْعُون إلى بدعتهم.. انظر مثلًا الذين يُسَمَّوْن شيعة, وهم الرافضة الذين قد مَلَأُوا كَثِيرًا من البلاد داخل المملكة وخارجها, هؤلاء إذا تأمَّلْتَ وتَعَقَّلْتَ عقيدتهم, وجدتها بعيدةً كُلَّ البعد عن الصواب, وجدتهم أَبْعَدَ الناس عن الحق. إذا قَرَأْتَ في كتبهم, وأَنْتَ معك عقلك, ومعك إدراكك رَأَيْتَهَا تُضْحِكُ الثكَالَى, رأيتها تُضْحِكُ الْمُخبَّلِين لما فيها من الخرافات والحكايات والأكاذيب, ومَعَ ذَلِكَ نراهم قد اجتهدوا في الدعوة إلى مُعْتَقَدَاتِهِمْ, فصاروا يبذلون الأموال كثيرًا في نَشْرِ مذاهبهم, وكذلك يغتنمون الجهلة والأعراب والسذج من الناس والسفهاء حتى يُدْخلوهم في هذه العقيدة, وفي الغالب أنَّ مَنْ دخل فيها وتمكنت منه يصعب تخلصه منها, والعياذ بالله! زَيَّنَ لهم الشيطان أنهم على صواب, وأخذوا يُزَيِّنُون للناس أنهم أهل الحق, وأنهم أهل الصواب وأن غيرهم أهل الباطل. فالفتنة بهم قد عَظُمَت.. الفتنة بهم قد كبرت.. فرقة من الْفِرَق. كذلك الفرق الأخرى المنحرفة كفرقة الخوارج الذين هم أيضًا لا يزالون موجودين في بعض البلاد, وفتنة, أو بدعة المأولين والمحرفين للصِّفَات ونحوهم, هؤلاء أيضًا الفتنة بهم قد كثرت. فالإنسان يأخذ حذره.. يتمسك بالحق ويدين به, ويتشبث بأدلته, ويبتعد عن هؤلاء الدعاة إلى هذه الضلالات.. هذا نوع من الفتن. |