كذلك أيضًا من الفتن أيضًا التي ابتلينا بها: فتنة الدعايات التي ليست مباشرةً, وهي أن الكثير من الكفرة والْعُصَاةِ ونحوهم يَبُثُّون دعاياتهم في إذاعاتهم, وفي صحفهم, وفي كتبهم, ونشراتهم, فيتلقاها سُذَّجٌّ وجهلة من الناس, ويعتمدونها, ويعتقدون صحتها, وينخدعون بها, ويبثون في إذاعاتهم مَدْحَهُم, ومقادير إنتاجاتهم, ومقادير ممتلكاتهم, ومدح معتقداتهم وعباداتهم, وينشرون عن ذلك في مؤلفاتهم, وفي صحفهم, وفي مِجَلَّاتهم, ويُصَوِّرُون ما أنتجوه, وما فعلوه. وكذلك أيضًا قد يمدحون معتقداتهم وأديانهم, وقد يَذُمُّون ديننا, ويتنقصون حالاتنا..ويَتَنَقَّصُون معتقداتنا, ويتمسخرون بنا, ونحن لا نشعر. فالكثير يتلقى ذلك, يسمعه يُذَاع, أو يقرأه في كتبهم, أو يقرأه في صحفهم, وذلك من الفتنة الكبيرة, الفتنة العظيمة, فإن الذي يَتَلَقَّى ذلك وهو جاهل ليس معه سلاح يقاومه, وليس معه أدلة تقمعه تنصبغ تلك الشبهات في قلبه, ثم بعد ذلك يصعب عليه أن يتخلص منها, فعند ذلك متى يأتيه الفرج؟ متى تحصل له النجاة إذا صادته تلك الشباك؟ فهذه فتنة عظيمة, يعني: فتنة دعايات الكفار والعصاة والمذنبين والمبتدعين ونحوهم في إذاعاتهم وفي نشراتهم. والسلامة منها البعد عنها إلا لمن معه فهم ثاقب, ومعرفة كاملة, ينتقدها ويرد عليها, ويبين للناس الأخطاء التي احتوتها, واشتملت عليها. |