وإذا عرفنا ذلك فنقول: إن هؤلاء هم أهل النعيم، أما الذين يتلذذون بالمعاصي فلا شك أنهم -وإن تلذذوا وقتا من الأوقات- فلا بد أن تتغير حالتهم، ولا بد أن ينقلب نعيمهم إلى بؤس، وإلى تعس، وإلى عذاب أليم في الدنيا، وعذاب في الآخرة- إذا لم يتوبوا. أهل الدنيا في هذه الأيام -في هذه الأزمنة- يرون أن النعيم هو تَرْفِيهٌ عن النفس، وهو تسلية لها، وهو إعطاؤها ما تتمناه، ونسوا النعيم الأخروي، ونسوا نعيم أهل الطاعة ولذتهم، فنقول مثلا: إن الذين يتعاطون المحرمات، ويدعون أن هذا تَلَذُّذٌ بما خُلِقَ في الدنيا، لا شك أن مآلهم إلى أن يفقدوا هذه اللذة، وأن تعقبها حسرة، ويعقبها مرض، وضرر، وشر عاجل وآجل، وهم لا يشعرون. |