الأصل أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صفة المؤمنين جميعا؛ ولهذا بدأ الله في وصف المؤمنين { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } . قَدَّمَ الأمر والنهي على الصلاة والزكاة، مع أن الصلاة والزكاة من أركان الإسلام؛ ولأجل ذلك رأى بعض العلماء: أن الأمر بالمعروف، أو الجهاد رُكْنٌ من أركان الإسلام، ألحقوه بالأركان الخمسة؛ وذلك دليل على أهميته. والأمر يستدعي الإلزام -سيما- إذا كان هناك سلطة، وقوة، وقدرة، وصلاحية. إذا أمرتَ فإنك تُلْزِمُ بفعل المعروف، وإذا نهيت فإنك تُلْزِمُ بترك المنكر؛ . وإلا فإنَّ أمرك ونهيك يكون ضعيفا... مجرد الكلمة لا يكون لها تأثير، يكون ضعيفا كما في كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى ذكر أنه لا ينفع قول لا نفوذ له ؛ أي: ليس هناك من ينفذه، فإذا أمرت ونفذت، فإنك تكون بذلك قد نفعت. |