وهكذا أيضا متى رأينا أحدا من الفقراء عنده شيء من المعاصي؛ فعلينا أن نبلغ الإخوة في هذا المشروع به حتى يحرموهم إلى أن يتوب، فإذا رأوه يتتبع عورات المسلمين ويتنقصهم، أو رأوه يتتبع نساء المسلمين ويعاكس ويغمز النساء، ويتعاطى شيئا من مقدمات الفواحش وما أشبهها، أو رأوه يبيح لنسائه أن يدخلن الأسواق متكشفات، أو يبيح لهن سماع الغناء وما أشبه ذلك فإن هذه من الدوافع إلى المنكرات ونحوها، ويجب علينا أن نسد حاجتهم حتى لا يقعوا في المحرمات. فإنا كثيرا ما نسمع أن الفقراء في كثير من البلاد في داخل المملكة أو خارجها أنهم يأمرون نساءهم أن يفعلن، يرسلون نساءهم لتكتسب بالزنا، فيقولون: اذهبي فابذلي نفسك وائتينا بما نقتات به. يدعون أن هذا من الضرورات! وكثيرا أيضا من النساء تحملها الحاجة وشدة الفاقة والجوع على أن تبذل نفسها لمن يفجر بها مقابل أن يعطيها ما تقتات به، وتتعذر بأنها في ضرورة، ولم تجد إلا بذل نفسها -والعياذ بالله-. فمثل هؤلاء يجب أن نتفقدهم وأن نسد خلتهم حتى لا يقعوا في هذه المحرمات، وحتى نكون ممن أنقذهم وخلصهم من الفواحش ومقدماتها؛ فنكون بذلك قد حزنا أجرا في إنقاذهم من الشر وإيصالهم إلى الخير، وإيصال الخير إليهم وكفهم من المحرمات ومقدماتها. هذا ما يعمله إخواننا في هذا المشروع، نشكرهم على ذلك، وندعو الله تعالى أن يسدد خطاهم، وأن يكلل جهودهم ويثيب صبرهم، ويضاعف أجرهم، ويجزيهم أحسن الجزاء، ويجزي كل من ساهم في هذا المشروع بجهد أو بمال، ويخلف على المنفقين ما أنفقوه، ويضاعف للجميع أجرهم، وأن يغني الآخرين من واسع فضله، وأن يغنينا جميعا بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه، والله أعلم، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه. |