لقاء جماعة تحفيظ القرآن بالحريق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصَلَّى الله وسَلَّمَ على أَشْرَفِ المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. من توفيق الله تعالى للعبد أن ينشأ في صغره على طاعة الله تعالى ، كما في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله، يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظله، ذُكِرَ منهم شابٌّ نشأ على طاعة الله، وما ذاك إلا أن الشباب يعتريهم -سيما في هذه الأزمنة- ما يشغلهم، وما يصدهم عن الخير، وعن العلم، وعن الاستفادة، فإذا وَفَّقَ الله تعالى الشاب لأن عمل بطاعة الله واتبع رضاه، كان ذلك من توفيق الله له.. أراد الله به خيرا، ووَفَّقَهُ وسَدَّدَهُ. ورد في حديث { عَجِبَ رَبُّكَ من الشاب ليست له صَبْوَةٌ } الصبوة: الميل إلى اللهو الذي يشتغل به الصبيان، وينشغلون به عن العلم وعن العمل، فإن العادة المتبعة في الخليقة الكثيرة أن الشباب ينهمكون في اللهو، واللعب، ويكونون دائما يحبون الألعاب ونحوها، إلا من عصمه الله. ذكر ابن كثير في تفسير قول الله تعالى: { يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا } أن الله تعالى آتاه الْحُكْمَ، والْحِكْمَةَ وهو في الصبا، ذكر أن الصبيان والأطفال قالوا له: اذهبْ معنا نلعبْ.. هَلُمَّ معنا إلى اللعب.. إلى الملعب، فقال: ويحكم! ما خلقنا لِلَّعِبِ!! مع أنه صَبِيٌّ!! { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا } يقول: ما خُلْقِنْا لِلَّعِبِ، أي: إنما خُلِقْنَا للعلم، وللعمل، وللطاعة، وللعبادة. ففي هذه الأزمنة الكثير من الصبيان انشغلوا باللَّعِبِ، وصاروا مشغولين بأخبار اللَّاعَّابين، وبما ينقل عنهم يتتبعون أخبار اللَّاعابين، ويتشجعون لفريق فلان أو فريق كذا وكذا، ولا شك أن هذا من اللهو الذي يشغل عن الفائدة، ولا يحصل منه فائدة؛ لِأَنَّا نقول لهم: ما فائدتكم من تتبع أخبار اللاعبين الرياضيين ونحوهم، تتبعون أخبارهم في التلفاز، وتتبعون أخبارهم في الراديو أو في الصحف، أو ما أشبه ذلك، وتضيع عليكم أوقات لا تستفيدون منها، أوقاتكم هذه التي تقابلون فيها الشاشات، ويذهب عليكم وقت طويلٌ دون فائدة، لا شك أنها حسرة، وندامة، وخسران مبين. فعلى هذا نقول: عليكم بِحِفْظِ أوقاتكم، واستغلالها في الشيء الذي ينفعكم، ويعود عليكم بالخير، أَوْلَى من أن تضيع عليكم هذه الأوقات في هذا اللعب واللهو وما أشبه ذلك.