- فضيلة الشيخ -حفظكم الله- كيف ترون وتقومون واقع الصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي اليوم ؟ نرى أن لها أسبابا ولها معوقات، من وفقه الله تعالى وقرأ في كتب العلم، ووثق بالعلماء وجالسهم واستمع إلى محاوراتهم وأشرطتهم، وكذلك أيضا وفقه الله تعالى ودرس في الجامعات الإسلامية؛ فإن الله تعالى يوفقه للتمسك والالتزام، والقيام بالأعمال الصالحة والبعد عن الآثام والمحرمات، وأنه أيضا يكون سببا في هداية من يتصل به من أصدقاء وزملاء وإخوة وأقارب ونحوهم؛ فيكون ذلك من أسباب هذه الصحوة، وهذا الانتباه وهذا الالتزام، فمن أسبابه كثرة الدعاة إلى الله تعالى، فيهم الدعاة المخلصون الذين يكون لهم وقع في نفوس العامة والخاصة، والذين أعطاهم الله ملكة وقوة وقدرة على الكلام البليغ، وصياغة الكلمات بصياغة مؤثرة مفيدة تقع في القلوب. وكذلك أيضا من أسبابها الحرص على قراءة الكتب المتقدمة -كتب السلف وكتب أهل الحديث- والتقيد بها، والحرص على قراءة كتب الوعظ، والتأثر بها وما أشبه ذلك. أما معوقاتها فهي أيضا كثيرة؛ فإن هناك الدعاة إلى كتب الضلال، والدعاة إلى المعاصي الذين يوسعون الأمر للناس؛ يدعونهم إلى التوسع في سماع الغناء والطرب واللهو واللعب وما أشبه ذلك، ويوسعون لهم الأمر في شرب المسكرات والمخدرات وما أشبهها، يصدونهم عن الخير وعن الذكر، هذه معوقات أودت بكثير إلى الانحراف وترك الالتزام، والذين هداهم الله تعالى ووفقهم هم الذين عملوا بالحق واتبعوه، وإذا وفقهم الله وأعانهم ثم قاموا بالدعوة إلى الله تعالى؛ حصل بدعوتهم نفع كثير. |