وكذلك أيضا يكيدون للإسلام، يكيدون للإسلام كيدًا عظيمًا؛ وذلك لأنهم عرفوا أن الإسلام هو دين القوة، وهو دين التمكين وهو الذي مَكَّنَ الله لأهله، وصَدَق الله وعده في قوله تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } . وقد صدق الله وَعْدَهُ، فَصَدْرُ هذه الأمة صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومَنْ سار على نهجهم كانوا من الذين آمنوا، وكانوا من أهل العمل الصالح، وكانوا من أهل العبادة، وكانوا من أهل الإخلاص، وكانوا من أهل الصدق، فاستخلفهم الله، استخلفهم جعلهم خَلَفًا لغيرهم، أذلوا اليهود، وأَذَلُّوا النصارى، وأذلوا المجوس، وأذلوا المشركين، وطردوهم واضطهدوهم؛ وذلك لقوة الإيمان، ولقوة الصدق الذي وقر في قلوبهم، فكان من نتيجة ذلك أن أخلصوا لله تعالى، وصدقوا ما عاهدوا الله عليه، فعند ذلك استخلفهم كما استخلف الذين من قبلهم، ومَكَّنَ لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وأَمِنَتِ البلاد، وأمن العباد على أموالهم، وعلى أيديهم وعلى أبدانهم، وعلى بلادهم وعلى محارمهم. وَصَدَقَ أو صَدَّقَ اللهُ قول رسوله - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبر أن: { الظعينة ترحل من عدن حتى تطوف بالبيت } عدن الذي هو في أقصى الجنوب، حتى تطوف بالبيت، لا تخاف إلا الله، الظعينة يعني المرأة ليس معها إلا واحد، يقطعون هذه الفيافي، بدل ما كان هناك قُطَّاع طريق، وكان هناك أعوان، وكان هناك كفار انقضوا، وقضى الله تعالى على معنوياتهم، وقضى على قواتهم، وظهر دين الله تعالى، ومَكَّنَ الله تعالى لعباده وزال الخوف، وزالت المخاوف التي كانوا يلاقونها، وأصبحوا آمنين، مطمئنين. وهكذا أيضا وقع في هذه البلاد، وقع في أول هذه الدولة، ذكروا في ترجمة الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود - رحمه الله - لما أنه أخلص هو ومَنْ كان معه فتحوا هذه البلاد، وفتحوا الحجاز والعراق وأدنى العراق وفتحوا الخليج كله، واستولوا على ذلك، ثم أمنت البلاد، حتى ذكروا أن المسافر إذا هزل بعيره أسقط أحمال البعير أو الإبل، وسار بها يسوقها، ثم يرجع بعد شهر ويجد أحماله في موضعها على الطريق، لا أحد يتعرض لها، لا يخافون حرسا، ولا يخافون جنودا، وليس هناك مواصلات، وليس هناك متابعات، ولكن قلوبهم مطمئنة، قلوبهم مؤمنة، يعرفون أن الله هو الذي يراهم، وأنه حَرَّمَ عليهم دماءهم وأموالهم؛ فأمنوا هذا الأمان. وكذلك أيضا وقع في هذا العهد المبارك، الذي هو عهد الملك عبد العزيز وأبنائه -رحمهم الله ووفقهم- لا شك أيضا أنها أمنت هذه البلاد - والحمد لله - وكلما ضعف الأمن قوي الخوف، وقوي الأعداء، ولعل ذلك بقوة الشكوك وضعف الإيمان في القلوب؛ فلأجل ذلك نتواصى معكم على أن نقوي إيماننا، نقوي عقيدتنا؛ حتى ترسخ العقيدة في قلوب الصغار وفي قلوب الكبار، ومتى رسخت هذه العقيدة فإنها تثبت - والحمد لله، بإذن الله - ولا يكون بعد ذلك خوف من أحد من قريب أو بعيد، إلا أننا نخشى أعداءنا من الكفار. ولكن إذا كنا مؤمنين صادقي الإيمان، إذا كنا مصدقين بوعد الله فإننا نثق أنهم سيهزمون: { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } وأن الله يهزمهم ويزلزلهم وينصرنا عليهم، كما صدق وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، وأنهم وإن هددوا وإن توعدوا فالله تعالى معكم وهو يحرسكم، وهو الذي لا يُهْزَمُ جنده إذا كان جنده متمسكين ولو لم يكن معهم إلا قلة قليلة. فنتواصى وإياكم بالتمسك بالعقيدة السليمة الإسلامية، ونتواصى بالحرص على إقامة حدود الله تعالى، حماية أنفسنا من المعاصي صغيرها وكبيرها، المحافظة على الصلوات، حماية أنفسنا وأهل بلادنا عن المفسدات للعقول عن المخدرات والمسكرات وعن الدخان والحشيش والقات، وما أشبه ذلك مما يُتْلِفُ المعاني ويُتْلِفُ القلوب، ويُتْلِفُ الأموال، ولا خير فيه، وإنما هو ضررٌ محضٌ. وكذلك أيضا عن جميع المحرمات، والله تعالى قد وعدنا بقوله: { إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } ووعدنا بقوله: { وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } ولكن هذا بهذه الشروط، بشروط إقامة حقوق الله تعالى وأدائها، وبشروط حماية مجتمعنا؛ أعني الشرور والتحفظ عنْ كيد الأعداء الذين يغزوننا بغير أسلحة، يوصلون إلينا هذه المحرمات؛ ليفسدوا بها معنوياتنا، فإذا تحفظنا منهم، وعرفنا كيدهم، وحاربناهم بكل ما نستطيع فإننا - إن شاء الله - سننتصر، ويُمَكِّنُ الله لنا. نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، نسأله سبحانه أن يُمَكِّنَ لنا ديننا الذي ارتضاه لنا، وأن يبدلنا بعد الخوف أمنا، وبعد الذل عِزًّا، وأن يقوينا، وأن يقوي قلوبنا وإيماننا، ونسأله أن ينصر دينه، ويعلي كلمته. نسأله أن يصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأن يزيدهم قوة وإيمانا وطمأنينة ونصرًا للحق، وإذلَالًا للباطل، إنه على كل شيء قدير، والله أعلم، وصلى الله على محمد . الأسئـلة س: شكرا فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله على هذه النصيحة القيمة، وعلى أي حال من المعلوم: أن لا إله إلا الله أصل هذا الدين وأن الإنسان لا يدخل في هذا الدين إلا بأن يعتقد هذه الكلمة قولا وعملا، ولكن يتصور بعض الناس أن كلمة "لا إله إلا الله" تكفيه مع قصوره في بعض الواجبات، أو في بعض الأركان، مع بعض الأركان، نود من فضيلة الشيخ عبد الله أن يلقي الضوء حول هذا الموضوع مشكورا. هناك من يعتقد أنه يكفي أن يقولها بلسانه، أن يقول: "لا إله إلا الله" بلسانه من غير عمل لمعناها وهذا جهل وخطأ، وهناك مَنْ يَعْتَقِدُ أن معنى "لا إله إلا الله": لا خالق إلا الله! وهذا أيضا خطأ؛ لأن الكفار يعرفون أنه لا خالق إلا الله، قال تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ } . فنقول: إن هذه الكلمة لها شروط، ولها معنى، فمعنى" لا إله إلا الله": الاعتقاد أنه لا أحد يستحق العبادة إلا الله، لا معبود بحق إلا الله، وأن كل مَنْ عَبَد غير الله فإنه مشرك، وإنها لا تنفعه لا إله إلا الله. لهذا الاعتقاد السيئ وقع كثير من المشركين في أنواع من الشرك، فمنهم من يرائي بأعماله، وهذا يُبْطِلُ معنى" لا إله إلا الله": { الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ } ؛ يعني يُصَلُّون لأجل مَدْحِ الناس، قال تعالى: { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ } . وكذلك يراءون بالصدقة في قوله تعالى: { وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ } رئاء الناس يعني مراءاة الناس، ومنهم مَنْ وقع في الشرك الذي هو تعظيم المخلوقات التي لا تملك نفعا ولا ضَرًّا، كالذين تسمعون عنهم أنهم يعبدون الصالحين، في مصر مثلا: يعبدون البدوي وفي العراق يعبدون الحسين أو يعبدون عليا ولا يقولون: إنها عبادة، ولكن يقولون: إنها توسل، ولكن هو في الحقيقة عبادة، فلا تنفعهم لا إله إلا الله. وهكذا الذين يعبدون الشياطين وهم: السحرة، والكهنة فإنهم يعبدون الشيطان: يتقربون إليه، ويذبحون له، ويدعون الشياطين ومردةَ الجن، وهؤلاء لا تنفعهم "لا إله إلا الله". وهكذا المرتد وهو: الذي يترك بعض شعائر الدين، لا تعصمه "لا إله إلا الله"، فعليكم أن تتعلموا معنى "لا إله إلا الله": أنها نفي وإثبات؛ تنفي جميع ما يُعْبَدُ من دون الله، وتثبت العبادة لله وحده، وتحفظون شروطها وهي سبعة، نظمها بعضهم بقوله: علم يقين وإخـلاص وصـدق كمـا محبـة وانقيــاد والقبــول لهـا وشرحها موجود في كتب العقائد؛ فاهتموا بها، واعلموا أن لها حقوقا، وأنها قيدت بالقيود الثقال. س: تغيير المنكر، والدعوة إلى الله هل يقتصر تغيير المنكر - فضيلة الشيخ - على طائفة معينة؟ يعني يشترط أن يكون عالما، وذا تخصص شرعي، أم أنها تلزم المسلمين كل حسب طاقته؟ تلزم المسلمين، قال الله تعالى: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ } فوصفهم جميعا بأنهم: { خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } وأنَّ مِنْ صِفَتِهِمْ: { تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ } وكذلك قال تعالى: { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } فَقَدَّمَ الأمر والنهي على الصلاة والزكاة، مما يدل على أنها من صفات المؤمنين. من الأدلة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - { مَنْ رأى منكم منكرا فَلْيُغَيِّرْه بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه } فعلى هذا إذا كنت ترى منكرا، وتقدر على تغييره فعليك التغيير، وليس ذلك خاصًّا بفلان دون فلان؛ بل كل مَنْ عنده قدرة، ومن عنده تمكن فلا يحقر نفسه؛ بل يأمر وينهى، ويقوم بما يقدر عليه. والمنكرات معروفة - والحمد لله - أننا درسنا في هذه البلاد الحلال والحرام، وعرفنا من ذلك ما هو منكر، وما هو معروف. س: شكرا فضيلة الشيخ، من المعلوم أن العالَمَ أصبح اليوم عبارة عن قرية يعني بأن ثقافات العالَمِ أصبحت معلومة لدى العالِمِ، والجاهل يعني يسمعون عنها، وفي الآونة الأخيرة طلعت لنا الآن نسمع عن شركات للتأمين على السيارات أو بعض الممتلكات وقد يأتي إلينا ما نسمع به في الخارج بالتأمين على الحياة أن الإنسان يؤمن على حياته، نود من فضيلة الدكتور عبد الله أن يلقي الضوء حول هذا على الموضوعين. شكرا، إن هذا بلا شك أعمال ابتدعها الكفار الذين يسمون: الرأسماليين، ولا شك أن أهدافهم اكتساح الأموال وجمعها، وأخذ المال من هذا، ومن هذا باسم التأمين، وإذا نظرنا فيه شرعًا وإذا هو غَرَرٌ ومخاطرة؛ فلأجل ذلك حَرَّمَهُ العلماء، وبالغوا في تحريمه؛ أولا: أن الإنسان الذي يُؤَمِّنُ قد يدفع للشركة هذا التأمين سنويا مدة عشرين سنة، ومع ذلك ما يحتاج إليها، ولا يردون عليه ما دفع، قد يدفع لهم - مثلا- عشرين ألفا، أو أربعين ألفا، ولا يردون عليه منها شيئا إذا لم يحتج. ثانيا: بعض الناس قد يدفع - مثلا- في السنة الأولى مبلغا زهيدا: كألف أو ألفين، ثم يعمل حادثا فيغرم الشركة مائة ألف إلى ثلاثمائة، لا شك أن هذا أيضا ظلم، وأخذ بغير حق. ثالثا: الذين يؤمنون على سياراتهم يركبون الأخطار، ويتهورون، ويسرعون، ويخاطرون، ويجاكرون، ويُفَحِّطُون، لماذا هذه المخاطرة؟ يقول: الشركة قوية، إذا حصل شيء فإن الشركة تتحمل، فيُخَاطِرُ، ويُتْلِفُ أرواحا، ويُتْلِفُ أموالا، وهذا ما تنهى عنه الشريعة. جاء في الشرع النَّهْيُ عن الْغَرَر، النهي عن بيع الْغَرَر؛ لأنه أَخْذُ مال بغير حَقٍّ، وجاء - كما تعرفون - النهي عن الْقِمَار؛ لأنه أَخْذُ مال بغير حق، اللعب بهذه الأوراق وما أشبهها، بحيث إن أحدهم يغلب، والآخر يغلب في لعبة واحدة، قد يكسب من زميله ألفا، أو خمسة آلاف، أو عشرين ألفا؛ فيكون ذلك أخذًا للمال بغير حق. فنقول: إن هذه الأموال التي تأخذها الشركات قريبٌ من الميسر، سواء كان تأمينا على سيارة، أو تأمينا على حياة، أو تأمينا على تجارة، أو ما أشبه ذلك. المسلمون منذ بدأ الإسلام وهم يؤمنون بالله تعالى، ويقولون: { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا } وإذا أصابه شيء فإنه يستعين بالله تعالى، ويقوم بما يجب عليه، مع أن عليه أن يتأنى، ويتثبت. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - { احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت } . س: يقول: وأخذ عمرة، وأثناء العمرة اتجه إلى الكعبة وأقسم بالله أن لا يدخن مرة ثانية أبدا، وبعد ستة أشهر عاد للدخان فما الحكم؟ نقول: إن هذا من ضعف الهمة، ولعله أيضا من تأثير الجلساء، وإلا فإنَّا نعرف قوما: كبارا وصغارا منهم مَنْ دخن أربعين سنة، أو خمسين سنة، ومع ذلك عزم بقوة على ترك الدخان، وأقلع عنه إقلاعا كُلِّيًّا، وتركه تَرْكًا كُلِّيًّا، وحماه الله، وسَلِمَ من هذا الدخان. أما الذي يخالط أهله ويوافقهم، ويطيعهم فإن نفسه تغلبه، وبكل حال ننصحه أن يُقْلِعَ منه إقلاعا كُلِّيًّا، وعليه في حلفه هذا ثم عودته - عليه - كفارة يمين: إطعام عشرة مساكين. س: الواقع هنا سؤال استبعدته، وكنت وقبل أن نحضر إلى هنا تناقشت مع بعض الإخوة، يقول: انتشرت في هذا العصر أجهزة الهاتف النقال، ووضعت نغمات موسيقية -كما نسمع - في تلك الأجهزة مما قد تسمع في بيوت الله، فما حكم؟ فقلت: ممكن يغير الموسيقى هذه إلى نغمة كأن تشترى نغمات خاصة موسيقية، وتشترى وتركب في الجهاز، فما الحكم ؟ يعني: أو نصيحة لأبنائنا أو لإخواننا، نعم، أغنية . أو عفوا الآن على شكل أغنية لتنبه الإنسان إني أنا دقيت على الشيخ عبد الله نعم، لا سمح الله طبعا واحد حط أغنية على أساس أنه ينبه، فأصبحت أغاني الآن، فمع. نبغي توجيه الشيخ، هذا الحكم قد يعرفه، لكن نبغى توجيهك، أثابك الله. ننصح بإبعاد هذه النغمات الموسيقائية، أو الغنائية عن هذه الهواتف وعن غيرها، سواء الهواتف النقالة، أو غيرها، هناك مَنْ يجعل بدلها كلمات: نصائح، أو آيات من كتاب الله، أو ما أشبه ذلك، بحيث إن الإنسان إذا رفع السماعة قبل أن يكلمه صاحبه يسمع قراءة ونصيحة وموعظة، وما أشبه ذلك فهذه فوائد، فأما أن يسجل فيها هذه النغمات فلا يجوز ذلك؛ وذلك لأنها من لهو الحديث، ومن الغناء المحرم. س: يقول: رجل جامع امرأته بنهار رمضان - وهو جاهل بالحكم - ولم يُنْزِل، وأكمل صيامه، فما حكم الشرع في ذلك؟ تذكرون قصة الأعرابي الذي جامع امرأته في نهار رمضان، كان جاهلا؛ ولأجل ذلك جاء يسأل عن الحكم، وقال: يا رسول الله، هلكتُ! قال: { ما أهلكك، قال: وقعت على امرأتي في نهار رمضان } فأمره بالكفارة، فعليك كفارة: عليك عتق رقبة، فإذا لم تجد الرقبة، أو لم تجد ثمنها فصم شهرين متتابعين، فإذا لم تقدر لانشغالك، أو عجزك فأطعم ستين مسكينا، ومقدار ذلك نحو: تسعين كيلو من الأرز، تعطى للجمعيات ونحوها، فهذه كفارة هذا الوطء، مع قضاء ذلك اليوم، ومع التوبة، والاستغفار، وعدم الرجوع إلى ذلك . يعني بمعنى: أنه لا يشترط الإنزال بمجرد الجماع تقع الكفارة؟ نعم . س: جزاك الله خيرا، أيضا سائل يقول: له جارٌ لا يصلي مع الجماعة وبذل معه النصح مشافهة، وبإهداء الشريط الإسلامي، ولكن لم يستجِبْ، وكررت ذلك مرارا فهل تبرأ بذلك الذمة، أم علي الاستمرار في نصحه؟ عليك الاستمرار، وعليك أيضا أن تخبر جيرانه الآخرين؛ لعلهم أن ينصحوه، ويكرروا نصيحته؛ فلعله إذا نصحه أكثر من واحد: عشرة، أو عشرون من جيرانه، مع إمام المسجد، ومع مُؤَذِّنِهِ، فلعله أن يتأثر، وإذا استمر على الإصرار فعليك أن ترفع بأمره أنت والمؤذن ومن حوله، وإمام المسجد إلى مركز الهيئة؛ ليأخذوا على يديه، فعندهم صلاحية في عقوبته. س: هنا أيضا سائل يقول: هناك ألفاظ دارجةٌ مثل: عَلَيَّ الطلاق، والحرام، وحياتك وغير ذلك من الحلف بغير الله، وأودُّ أيضا أن أضيف أنا فضيلة الشيخ لهذا إنه سألني مرة بعض الإخوة، قلت: ليش تحلف بالطلاق خاصة؟ قال: لأنه ما يصدقني، نقول: والله اليوم عندي الغداء، قال: ما يصدق إلا وأحلف بالطلاق، فنرجو التكرم بنصيحة حول هذا الموضوع. ننصحكم بحفظ الْأَيْمَان، قال تعالى: { وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ } لا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون: { وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ } أي: تُكْثِرُوا الحلف بالله، ثم أيضا لا تحلفوا بغير الله؛ { من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك } لا تحلف بحياتك، أو شرفك، أو رتبتك، أو منزلتك، أو أبويك، أو نحو ذلك؛ فإن هذا حلف بغير الله، وهو من الشرك وإن كان من الأصغر. ننصحكم أيضا أن لا تحلفوا بطلاق، ولا بحرام، مَنْ حلف بالطلاق وقصْده منع نفسه من شيء، أو حث نفسه على شيء، أو حث غيره على شيء، ولم يقصد الطلاق كفاه كفارة يمين. وأما إذا كان عازما على الطلاق، كأن يقول لامرأته: إذا خرجتِ، أو إذا كلمتِ فلانا، أو إذا ركبتِ بدون محرم فأنتِ طالق، أو عَلَيَّ الطلاق أن لا تركبي، أو نحو ذلك، وهو يقصد بإيقاع الطلاق، نقول: إنه يقع بحسب نيته، لكن لا يجوز الاستمرار في هذا؛ فإنه وسيلة إلى كثرة وقوع الطلاق. إذا كان صاحبك لا يقنع إلا بالطلاق فلا أقنعه الله! إذا كان لا يقنع إلا أن تطلق، وتحلف بالطلاق فلا خير فيه! عليك أن تقنعه بالحلف بالله، أو بتأكيد الكلام، فإذا لم يقبل فلا تُعَرِّضْ نفسك للطلاق والحرام. س: فضيلة الشيخ، هل يعتبر الندم على الماضي، وكلمة: لو أو كيف يجمع بين الحديثين: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن لفظة: لو ، وعلى قوله - صلى الله عليه وسلم- { لو استقبلت من أمري ما استدبرت } ؟ تعتبر" لو" ممنوعة إذا كان الإنسان يتأسى على شيء مضى بمعنى أنه يقول: إنه لو فعله لكان رابحا، أو لكان ناجحا، أو ما أشبه ذلك، مما فيه افتيات على القدر. وأما قوله: { لو استقبلت من أمري ما استدبرت } فإنما هو بيان لحكم يعني أن من الأحكام أنه يختار أن يُحْرِم بدون هدي حتى يتحلل؛ ليبين أن ذلك.. يبين بذلك جوازه، ولعله أيضا قصد أن يُرْضِي أصحابه فلا يكون فيه مخالفة. س: شكرا، يقول: هل يجوز الاستعانة بالكهنة، والسحرة لقضاء بعض الحوائج أو لفك السحر وذلك من غير ضرر باللآخرين؟ لا يجوز؛ { فإن مَنْ أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر } جاء ذلك في عدة أحاديث، وكذلك قال - صلى الله عليه وسلم - { مَنْ عقد عقدة، ثم نفث فيها فقد سحر، ومَنْ سحر فقد أشرك } ونهى عن تصديق الساحر، وأمر بقتله في قوله: { حَدُّ الساحر ضربةٌ بالسيف } فإذا وجدتم الساحر فارفعوا بأمره إلى المسئولين؛ ليقيموا عليه الحد. ولا يجوز أن تَعْلَمُوا أنه ساحر وتُقِرُّوه، أو ترسلوا الناس إليه، ومَنْ وقع في شيء من هذه الأمراض التي إصابة سحر، أو عين، أو نحو ذلك فعلاجه بالرقية الشرعية، وهي موجودة - والحمد لله - سواء يقرأ على نفسه، أو يقرأ عليه أحد الصالحين شكرا. س: يقول - وهذا السائل أيضا - تُوُفِّيَ له قريب، وكان يملك جهاز استقبال - الدش- ويقول: وأنا الآن أتعذب به كل ليلة؛ حيث إني أراه في المنام في هيئة المعاتب فماذا أصنع؟ هل أبيعه وأتصدق بثمنه، أو أتلفه؟ وجهونا مشكورين. ننصحك أن تتلفه، ولو خسرت مالا فأتلفه، ولا تَعُدْ إليه، ولا تَسْتَبِحْ بيعه. س: جزاك الله خيرا، أيضا يقول: نلاحظ بعض الشباب هناك عزوف، وإهمال في عدم تعلم العقيدة الصحيحة أو ما ينفع، أو لقراءة القرآن، فنجد هناك أوقاتٍ كثيرةً تضيع من أبناء المسلمين، فما نصيحة فضيلتكم أيضا حول هذا؟ على أوليائهم، وزملائهم، وأقاربهم أن ينبهوهم عن هذه الغفلة؛ وذلك لأنهم مسئولون عن هذا الوقت الذي يضيع، إذا كان عند أحدهم مثلا: كل يوم خمس ساعات، أو عشر ساعات فراغ، ومع ذلك يضيعها في لهو وسهو ولعب؛ فإنه يحاسب عليها. وإذا كان عنده هذا الوقت فنقول له: عَلِّمْ نفسك، وتَعَلَّمْ ما ينفعك؛ فعندك الرسائل - والحمد لله - وعندك الأشرطة، وعندك الكتب الكبيرة، والصغيرة، وعندك المشائخ، والدعاة إلى الله، فلعلك أن تنشغل وقتا من وقتك في تعلم العقيدة؛ حتى ترسخها في عقلك وقلبك، وبذلك تحب الدين وأهله، وتحب الشريعة، وتحب الله وتعبده حق عبادته، وتنزجر عن المعاصي: صغيرها وكبيرها، هذا أثر من آثار العقيدة، من آثار تعلم العقيدة، ورسوخها في القلب. س: فضيلة الشيخ، يقول أيضا: ما هو الضابط الشرعي لنقاب المرأة المسلمة أو لحجابها، هو مكتوب لنقابها؟ النقاب هو: لباس تُفَصِّلُهُ المرأة على وجهها كله، وتجعل أمام العينين فتحات صغيرة تبصر معها، هذا لا بأس به، والنقاب الممنوع هو: الذي توسع الفتحات فتخرج الحاجبان، ويخرج الأنف، ويخرج الوجنة، أو بعض الوجه، ومع ذلك تكتحل، وتجمل وجهها، ويكون ذلك من أسباب الفتنة، ومما يلفت الأنظار، فمثل هذا لا يجوز. س: وهو الواقع الآن.. إذا كان هو الواقع فإن هذا لا يجوز، هذا النقاب الممنوع إن كانت تقتصر على النقاب القديم الذي فتحاته صغيرة فلا مانع من ذلك، وإلا فعليها أن تلبس الخمار الذي تستر به وجهها، وتجعل ما يحاذِي عينيها رقيقا، بحيث إنه يمنع أن ينظر إلى شيء من وجهها، ولا يمنع بصرها. الواقع فضيلة الشيخ، انتهت الأسئلة المحررة لدينا، وبالتأكيد لو فتح المجال إخوان لديهم، ولكن أيضا نظرا لارتباط فضيلتكم، إذا كان بتحب أن تضيف أي شيء أنت أيضا كلمة قصيرة، نصيحة، ونتوجه بالنصيحة في أول الكلمة نشكر لك. لا بأس نوصيكم إذا كان عندكم أوقات فراغ أن تتعلموا فيها ما ينفعكم، لا بد أن يكون الإنسان عنده وقت فراغ، سواء في مقر العمل، أو في بيته، وهذا الوقت قد يتفاوت الناس فيه ساعتين كل يوم، أو عشر ساعات، فهذا الوقت لا يضيع عليك؛ فإن إضاعته خسارة. تذكرون قول النبي - صلى الله عليه وسلم - { لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن عِلْمِهِ ماذا عمل به } فهذا الوقت تستغله: إما في سماع أشرطة إسلامية تستفيد منها في دينك، وإما في قراءة القرآن، أو تحفظ ما تَيَسَّرَ، وما تقدر على أن تحفظه من القرآن، أو كذلك في قراءة في كتب إسلامية، أو في مجالسة بعض إخوانك الصالحين، المصلحين، زيارتهم التي إذا زرتهم يزودونك بخير، وتتذاكر معهم العلم النافع، ونحو ذلك، أو في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، أو في الدعوة إلى الله بحسب ما تستطيع، وفي ذلك خير كثير، وتجنون من وراء ذلك ثمرات نافعة، وتسلمون من إضاعة الأوقات. جزاكم الله خيرا، ويثيبكم ويعظم أجركم، ويقبل منكم، ويعينكم على ذكره. |