وأوصيكم ونفسي عباد الله بالتناصح فيما بينكم، أوصيكم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أوصيكم ببذل النصيحة لإخوانكم، أوصيكم بالدعوة إلى الله تعالى؛ فإن كل ذلك من حقوق بعضكم على بعض، وللمسلم على أخيه حقوق؛ فإذا رَأَيْتَهُ يفعل شيئا من المحرمات وتركته؛ فإنك قد تركت حَقًّا له عليك، وإذا رَأَيْتَهُ غافِلًا عن حق الله -تعالى- وتَرَكْتَهُ؛ فقد غفلتْ عن حَقٍّ لله، وحَقٍّ لعباد الله عليك، فَلْنَتَنَاصَحْ فيما بيننا، فإنَّ { الدين النصيحة } كما أمر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- وكما وعد به. وكذلك أيضا أمرنا بأن ندعو إلى الله تعالى، ندعو مَنْ رَأَيْنَاهُ مُعْرِضًا، وندعو مَنْ رأيناه مخالفا، ونُبَيِّن له ما يجهله، وما يقع فيه من المخالفة، كما أمر بذلك في قوله تعالى: { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، واستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. |