ويخرج منها بشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- من شفع له من أهل الكبائر من أمته، بشفاعته وبشفاعة الملائكة، وبشفاعة الأفراط الذين يموتون صغارا؛ فيشفعون في آبائهم وبشفاعة الأنبياء، وبشفاعة الصالحين، ولكن نبينا -صلى الله عليه وسلم- له الشفاعة العظمى التي يطلبها الناس من أولي العزم من آدم ثم من نوح ثم من إبراهيم ثم من موسى ثم من عيسى وكلهم يعتذر؛ فيأتون إلى نبينا -صلى الله عليه وسلم- فيقول: أنا لها؛ فيشفع حتى يفصل الله -تعالى- بين عباده، وذلك عندما يطول عليهم المقام في يوم القيامة، يتمنون أن يفصل بينهم، وأن يقضي بينهم؛ فيحكم الله -تعالى- بينهم ويشفع الشفعاء حتى يجيء الله -تعالى- لفصل القضاء، هذه الشفاعة العظمى. ثم بعد ذلك يشفع في أهل الجنة أن يدخلوها، ولا يدخلها أحد قبله، فتفتح الجنة أبوابها لهم، وسعة باب الجنة الواحد مسيرة أربعين سنة؛ يعني: ما بين مصراعيه مسيرة أربعين سنة، ليس أربعين يوما، ولا أربعين شهرا؛ أربعون سنة، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام، مع أن أبواب الجنة ثمانية، كل باب منها هذه سعته، لا تفتح أبوابها إلا بعد شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-. وله شفاعة ثالثة: في قوم من أهل الجنة أن ترفع مراتبهم ودرجاتهم. وله شفاعة رابعة: في بعض أهل الجنة أن يدخلوا في بعض من استحق النار أن لا يدخلها من أهل الكبائر. وله شفاعة خامسة: خاصة بعمه أبي طالب الذي كان من أهل النار؛ فيخفف عنه العذاب؛ فيجعل في ضحضاح من نار؛ فنؤمن بهذه الشفاعات. |