يقول: وأَلَّا يُذْكَرَ أَحَدٌ من الصحابة -رضي الله عنهم- من صحابة النبي-صلى الله عليه وسلم- إلا بأحسن ذِكْرٍ. يعني لا نذكرهم إلا بالخير، جميع الصحابة لا نذكرهم إلا بخير؛ فإن لهم فَضْلَ الصحبة. والإمساك عما شَجَرَ بينهم؛ أي الخلافات التي قد حصلتْ بينهم لا نذكرها، القتال الذي حصل في وقعة الجمل والقتال الذي حصل في وقعة صفين نقول: كلهم مجتهدون، ولِكُلِّ مجتهد نصيب، وإن كان المصيب واحدا نقول: إنهم جميعًا مجتهدون ولا نخطئهم، ونقول: الله أعلم بحالتهم، والله يتولى حسابهم. فلا يجوز أن نطعن في أهل الشام ونقول: إنهم قاتلوا عليا كما تفعل ذلك الروافض، ولا يجوز أن نسبَّ عليًّا ؛ بل نقول: كُلٌّ منهم مجتهد، ولكل منهم أجره على اجتهاده، إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطئوا فلهم أجر. وأنهم أحق الناس أن يُلْتَمَسَ لهم أحسن المخارج؛ يعني: نلتمس لهم العذر حتى لا يطعن فيهم مَنْ بعدهم ممن لا يساويهم، ويُظَن بهم أحسن المذاهب، نظن بهم أحسن الظن، ولا نقول فيهم إلا ما قال الله تعالى؛ حيث إن الله تعالى مدحهم وأثنى عليهم، فنقول: إن كُلًّا منهم على خير. |