يقول في أولها: أبـدأ باســم اللـه مسـتعينــا راض بـه مدبـــرا مـعينـــا مع أنه بدأ بالبسملة لكن ضَمَّنها البيت الأول، وفي هذا أنه اختار أن الباء في بسم الله متعلقة بفعل متقدم أظهره هاهنا بقوله: أبدأ بسم الله، لأن النحويين اختلفوا في متعلق الباء في بسم الله هل هو اسم أو فعل؟ وهل هو متقدم أو متأخر؟ فمنهم من قال: إنه اسم متقدم تقديره: ابتدائي بسم الله، ومنهم من قال: اسم متأخر تقديره: بسم الله الرحمن الرحيم ابتدائي، ومنهم من جعله فعلا متقدما كما فعل المؤلف: أبدأ بسم الله، ومنهم من جعله فعلا متأخرا تقديره: بسم الله أبدأ، وهذه التقادير كلها تقديرية. بدأ بسم الله؛ اقتداء بالكتاب العزيز، وعملا بحديث: { كل أمر ذي بال، لا يبدأ فيه بسم الله؛ فهو أقطع أو أبتر أو أجذم } والمعنى: أنه ناقص البركة، فلذلك اهتم العلماء به، بكونهم يبدءون بسم الله. ثم صرح أيضا بأنه مستعينا بسم الله، أبدأ به حال كوني مستعينا به، على أي شيء؟ أستعين به على ما أريد نظمه، أو أستعين به على العمل بما أقول، مستعينا به في أموري كلها، والاستعانة: طلب العون؛ أي أطلب منه أن يعينني على كل ما أنا متصد له، ثم يقول: راض به مدبرا معينا؛ أي: قد رضيت بتصرفه وبتدبيره، ورضيت بإعانته فهو المعين لمن استعانه. |