ثم ذكر بعده حديث ابن مسعود ذُكر أن ابن مسعود { دخل على امرأته وإذا في رقبتها خيط؛ فقال: ما هذا الخيط؟ فقالت: خيط رقي لي فيه، فتناوله وقطعه وقال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك فقالت امرأته: كيف تقول ذلك؟ لقد كانت عيني تقذف يعني دمعا، وكنت أختلف إلى فلان اليهودي فيرقيها؛ فإذا رقاها سكنت، فقال عبد الله إنما ذلك من الشيطان؛ كان ينخسها فتدمع فإذا رقي بهذه الرقية الشركية سكت وتركها، ولو قلت كما قال أو كما أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- اللهم رب الناس أذهب الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما لسكنت } . ففي هذا أنه منع الرقية ولكنها رقية شركية؛ يعني رقية بأسماء شياطين، أو بأسماء مردة جن، أو بكلام غير معلوم، أو نحو ذلك، وأقر الرقية الشرعية بمثل هذا الحديث: { اللهم رب الناس أذهب الباس } فإن هذه رقية شرعية، فدل على أن الرقية جائزة إذا كانت مأثورة، وممنوعة إذا كانت بكلام غير معقول. |