يحفـظ بـالقلــب وباللســـان يتلــى كمــا يسمـع بـــالآذان يحفظ بالقلب، وباللسان يتلى. يعني: نحفظه بقلوبنا، ونتلوه بألسنتنا، ونسمعه بآذاننا. يحفظ في الصدور، ويتلى بالألسنة، ويسمع بالآذان. كذا بـالأبصــار إليـه ينظـــر وبالآيـــات خـطــه يسطـــر ينظر إليه بالأبصار مكتوبا في الصحف، ( وبالأيادي خطه يسطر ) يعني: ويكتب بالأيادي؛ يكتب في الصحف، ويكتب بالمداد. وكل ذي مخلوقـــة حـقيقـــة دون كـلام بــارئ الخـليـقـــة يعني: كلها مخلوقة: القلوب مخلوقة. التي تحفظه، الألسن التي تتلوه أيضا مخلوقة، الأسماع التي تسمعه مخلوقة، الأبصار التي تبصره مخلوقة، الأيدي التي تخطه مخلوقة، الصحف التي يكتب فيها مخلوقة، المداد الذي يكتب به مخلوق، كلها مخلوقة دون كلام الله -تعالى-؛ فإنه ليس بمخلوق. يقول بعد ذلك: جلت صفــات ربنـا الرحمـــن عن وصفهـا بالخلـق والحدثـــان صفات الله -تعالى- من ذاته، فلا يقال: إنها مخلوقة، ( جلت صفات ربنا الرحمن عن وصفها بالخلق) بأنها مخلوقة أو بأنها حادثة؛ بل صفاته من ذاته، ولا يقال: إن شيئا من ذاته مخلوق. ثم يقول: فالصوت والألحـان صوت القـاري لكنمـا المتـلـو قــول البــاري ما قالــه لا يقبــل التبديـــلا كلا ولا أصــدق مـنــه قـــيلا يقول هنا: الصوت صوت القاري، والقول قول الباري، الصوت، والألحان، والنبرات، والحركات، التي يحركها الإنسان بلسانه كلها مخلوقة، وكلها صوت الإنسان، فيقال: سمعنا القرآن بصوت القارئ فلان، وأما المتلو الذي يتلوه فإنه كلام الله، قول الباري. الصوت صوت القاري، والقول قول الباري. أي: قول الله -تعالى- ( ما قاله لا يقبل التبديلا ) قال تعالى: { وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا } { لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } ما قاله وما تكلم به لا يقبل التبديل، لا أحد يبدله. ( كلا ولا أصدق منه قيلا ) قال تعالى: { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا } { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا } . البقية نكملها .. بقية هذا الفصل إن شاء الله . اقرأ باب ما جاء في الذبح لغير الله. |