وهكذا ثانيا: لو ذبحه وذكر عليه اسم الله، ولكن ذبحه عند قبر السيد فلان، جاء بهذا الكبش مثلا، أو هذا الجمل، أو هذا الطير، وقال: بسم الله. لماذا أتيت إلى هذا القبر؟ يقول: لشرف صاحب القبر ولميزته، فأنا أذبحه له، حتى يعطيني، وحتى يمنحني، وحتى ينجيني؛ فيكون بذلك قد عظم غير الله، فذبح هذا المخلوق، وجعله تعظيما لهذا المخلوق حتى ولو عصفورا، أو نحوه. يعم ذلك أنه ذبحه لغير الله؛ فيكفر. وكذلك ما يذبح باسم الجن، أو نحوه فإنه أيضا مما أهل به لغير الله. يحدث كثيرا؛ السحرة؛ الساحر يذبح باسم الشيطان، أو باسم الجني فلان، ولو شيئا يسيرا؛ قد يذبح دجاجة أو ديكا، يقول: باسم فلان، في سر فيما بينه وبينه؛ فيكون بذلك قد ذبح لغير الله. يعني: تقرب بهذه الذبيحة لغير الله، ويحدث كثيرا من بعض الجهلة الذبح لغير الله، إذا - مثلا - أرادوا أن يؤسسوا بيتا ذبحوا على القواعد، ما يسمى بالميدة، يذبحون عليه مثلا كبشا، أو دجاجة، أو حتى ولو عصفورا، أو أرنبا، لماذا؟ حتى لا تأتينا ولا تتسلط علينا الجن، إذا ذبحنا لهم لا يأتون إلينا، ولا يؤذوننا. وبعضهم إذا اشترى سلعة كناقة مثلا، أو فرس ذبح عندها، يقول: هذه الذبيحة تحرسها من العين؛ فيكون هذا أيضا شركا، وحتى بعد ما وجدت السيارة، إذا اشترى سيارة ذبح عند عجلاتها هذه الذبيحة كبشا أو نحو ذلك. وترك السيارة تتلطخ عجلاتها بهذه الذبيحة، يقول: حتى تحرسها من العين، أو من الحوادث، أو ما أشبه ذلك. ويذبحون أيضا للعيون النابعة من الأرض، كان هناك عين في الإحساء تسمى: العين الحارة وعين أخرى تسمى: أم سبعة كان الرافضة في آخر كل ليلة جمعة يأتون إليها، ويذبحون عندها كبشا أو تيسا، ويقولون: إن هذه الذبيحة تجعلها تستمر ولا تغور ولا ينضب ماؤها، هكذا يقول عنهم من يعرفهم أنه حضرهم كثيرا كل ليلة جمعة في آخر الليل يذبحون عندها، ويستمرون في الذبح؛ ومع ذلك فإنها قد غارت هاتان العينان، غارت، وأصبح الماء غائرا، لا يدرك إلا بالماكينات والمضخات؛ فما نفعهم شركهم، ولا نفعهم ذبحهم، فهذا دليل على أن هناك من يذبح لغير الله كثيرا، فهذا كله من الشرك. ليس خاصا بالذين يذبحون عند القبور، لا يزالون يذبحون عند السيد البدوي في مصر ولا يزال الرافضة يذبحون في كربلاء عند القبر الذين يقولون: إنه قبر الحسين أو قبر علي الذي يقولون: إنه في النجف لا يزالون يذبحون، وربما يذبحون شيئا كثيرا. |