س 41: وسئل -حفظه الله- بعض إخواننا المدرسين إذا كان عندهم فراغ اجتمعوا، ثم وقعوا في أعراض بعض إخوانهم المدرسين، أو في أحد الإداريين، أو في بعض الطلاب بالكلام السيئ البذيء، وسواء كان هذا الكلام الذي قاله المغتاب حقًّا أم كذبًا، فما حكم ذلك؟ فأجاب: أمر الغيبة من المصائب العامة للمدرسين ولغيرهم، رغم ما ورد فيه من الوعيد الشديد، فقد قال الله -تعالى- { وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ } وقد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- الغيبة بأنها: { ذِكرك أخاك بما يكره } مسلم "النووي" - كتاب البر والصلة والآداب - تحريم الغيبة [16 / 142]. ولو كان فيه مما تقول، وإذا كان الكلام فيه كذبًا فهو البهتان، { سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } . فنصيحتي للإخوان المدرسين وغيرهم أن يشغلوا فراغهم هناك بالبحث والقراءة في الكتب النافعة، سواء في علم الدين أو الأدب أو الأخلاق أو الاجتماع؛ ليتزودوا من العلم المفيد في هذه الحياة، وأن يحترموا إخوانهم وزملاءهم من مدرس ومدير وطالب ونحوهم، فلا يتنقصوهم ولا يحتقروهم ولا يتبعوا عثراتهم، فقد ورد في الحديث المرفوع: { يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المؤمنين ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته } رواه أحمد وأبو داود بإسناد صحيح الفتح الرباني - الترهيب من الغيبة [19 / 261]، صحيح سنن أبي داود - كتاب الأدب - باب في الغيبة [3 / 923]، "4084" قال الألباني: حسن صحيح. ولما قالت عائشة -رضى الله عنها- "حسبك من صفية كذا وكذا"؛ تعني أنها قصيرة فقال: { لقد قلتِ كلمةً لو مُزِجتْ بماء البحر لَمَزَجَتْهُ } صحيح سنن الترمذي - أبواب صفة القيامة - باب رقم 19[2 / 306]، "2034"، والحديث صححه الألباني. وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن { أربى الربا استطالة المسلمين في أعراض إخوانهم } الصحيحة [1433]، الترغيب والترهيب [3 / 504]، قال المنذري: رواه البزار بإسنادين أحدهما قوي، صحيح سنن أبي داود - كتاب الآداب - باب في الغيبة [3 / 923]، "4081"، والحديث صححه الألباني. ؛ فالواجب عليهم التوبة وتحسين الظن بالمسلم وعدم تنقصه، والإعراض عن عيب المسلم وثلبه والتوبة من ذلك، والله أعلم. |