.......................................... أمر ونهي.. يعني: أمر من الله تعالى ومن الوحي. قالوا في الأمر: استدعاء الفعل بالقول ممن هو دونه على سبيل الوجوب. الاستدعاء هو: الطلب، يعني: طلب الفعل بالقول يعني بالكلام، فإذا قلت لولدك: اسقني! أليست كلمة اسقني كلاما.. قولا..؟ ألست تستدعي الفعل أنه يأتي لك بماء للسقي... اسقني: هذا فعل أمر. استدعاء الفعل بالقول ممن هو دونه. يعني: أن الآمر أعلى من المأمور، فلذلك يكون الأمر من الأعلى للأدنى، ولا يكون من الأدنى للأعلى. فالولد إذا طلب من أبيه لا يسمى أمرا.. الولد لا يأمر أباه، يسمى طلبه التماسا يعني: يلتمس منه، إذا قال مثلا: أعطني كسوة.. أعطني نقدا.. فهذا ما يسمى أمرا؛ لأن الأمر يدل على الاستعلاء، فلا يكون الولد عاليا على أبيه. وإذا كان من العباد لله تعالى، فلا يسمى أمرا- ولو كان فعل أمر- وإنما يُسَمَّى دعاء. فالعبد إذا قال: " رب اغفر لي، رب ارزقني، يا رب هب لي حكما، وألحقني بالصالحين" أنت إذا أردت الإعراب تقول: إن قولك:"رب هب" هب أليس فعل أمر؟ تُعْرِبُ هب فعل أمر؛ ولكن لا تقول: إن العبد يأمر الله! العبد لا يأمر ربه؛ لأن الأمر لا يكون إلا من الأعلى إلى من هو دونه، فلذلك قال: ممن هو دونه. فإن كان من العبد لله سميناه دعاء، وإن كان من الله للعباد سميناه أمرا، فقول الله تعالى: { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ } هذا أمر، وقوله: { قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا } " قم": هذا أيضا أمر، أمر من الله تعالى لعبده، وقوله: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ } هذا فعل أمر، هذا أمر من الله، فإذا كان من الله لعباده فإنه أمر. وأما قولنا: { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ } هذا نسميه دعاء، قول إبراهيم: { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ } { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ } نسميه دعاء. وكذلك إذا قال الولد لأبيه: يا أبت أعطني كسوة، اكسني أو ... |