كذلك أيضا بقية العبادات كالصدقات وأداء الزكاة؛ فإنها عبادات مالية يحبها الله، وكذلك التقرب إلى الله تعالى بصيام الفرض، وبصيام النفل الذي هو صيام التطوع، وهكذا أيضا التقرب إلى الله بأداء مناسك الحج والعمرة، والتقرب إليه بالجهاد في سبيله، والتقرب إليه بالدعوة إلى الله والنصيحة للمسلمين، والتقرب إلى الله بذكره وبشكره، وبالدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالمجادلة بالتي هي أحسن، والتقرب إلى الله -عز وجل- بأداء الواجبات الدينية كلها، وأداء حقوق العباد ببر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران ونحوهم، وإكرام المسلمين، ورد السلام، وتشميت العاطس، وعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتعزية المصاب بالميت، وتسلية المسلمين وتهنئتهم، والصبر على المصائب والشدائد وما أشبهها، هذه كلها عبادات يحبها الله عز وجل، من فعلها فإنه يضاعف له الأجر. كذلك التقرب إلى الله بترك المحرمات؛ فالمحرمات التي حرمها الله -عز وجل- على العبد إذا تركها وصبر نفسه؛ فإن الله يثيبه ويضاعف له الأجر، وإن كان فعل الأوامر أعظم أجرا من ترك الزواجر، ولكن الله تعالى من فضله يثيب العبد على هذا وهذا. فنذكر لذلك أيضا أمثلة: العبد إذا عرف أن الله تعالى أمره بشيء فإنه قد نهاه عن ضده، نهاه عن المحرمات، إذا علم أن الله أمره بالإخلاص وبالعبادة لله وحده؛ فقد نهاه عن دعوة غيره، ونهاه عن الشرك به، فجعل عبادته أمرا، وجعل ترك الشرك نهيا؛ فيثيب العبد إذا عبد الله ودعاه، ويثيبه إذا ترك الشرك وترك دعوة غير الله معه، يثيبه على فعل الطاعة وعلى فعل التوحيد، وعلى ترك الشرك. |