باب أحب الدين إلى الله أدومه

"باب أحب الدين إلى الله أدومه" قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى عن هشام قال: أخبرني أبي عن عائشة -رضي الله عنها- { أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها وعندها امرأة قال: من هذه؟ قالت: فلانة تذكر من صلاتها؛ قال: مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه } . هكذا جاء لما أن هذه المرأة التي عند عائشة مدحتها بأنها تكثر الصلاة –يعني- صلاة التطوع أنكر ذلك وقال { مه اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا } (الملل) الكراهة –يعني- لا يكره العمل حتى تكرهوه وإذا كرهتموه واستثقلتموه فإن الله يكرهه لكم وذلك لأن الإنسان إذا استثقل العمل لم يكن مطمئنا إليه فلا يكون محبا له وراغبا فيه فلذلك لا يكلف الإنسان نفسه ولا يشق عليها وإنما يعمل العمل الذي يطيقه ويقدر عليه هذا هو الأصل { اكلفوا من العمل ما تطيقون } . كان -صلى الله عليه وسلم- أحب العمل إليه ما داوم عليه صاحبه ولو كان قليلا؛ لأن العمل المستمر أكثر من العمل المنقطع ولو كان العمل المستمر قليلا ليكون الإنسان عامرا حياته بعمل صالح يتقرب به إلى الله –تعالى-.