الدعاء

كذلك أيضا من العمل الذي تُرْجَى مضاعفته؛ الذي يكون فيه أجر وثواب الدعاء؛ فإن الله تعالى يُحِبُّ مَنْ دعاه وقد أمر بدعائه؛ قال الله تعالى: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } فأمر بدعائه تضرعا وخُفْيَةً، وخوفا وطمعا؛ يعني: دعاؤه في كل الحالات، وهو سؤال الله تعالى حاجات الإنسان؛ تَسْأَلُ الله حاجاتك كلها؛ حتى أن بعض السلف يقول: سَلِ الله حاجتك؛ حتى مِلْح طعامك، فإنه الذي يملك كل شيء، وإذا سألت الله تعالى يَسَّرَ لك كل عسير، وأعطاك ما سألته؛ فالدعاء ترجى إجابته في هذه الأيام وفي غيرها -إذا توفرت الشروط- ولذلك قال الله تعالى: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } أمر بذكره، وأمر بدعائه، وتوعد عن أعرض عن دعائه وعبادته: { سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } وهو سبحانه يحب مَنْ سأله، فيُكْثِرُ العباد من سؤاله- سيما في هذه الأيام- التي يرجى إجابة الدعاء فيها.