أداءُ مناسك الحج

كذلك أيضا من العمل فيها، أو من أهم الأعمال، أو مما لا يُعْمَلُ إلا فيها أداءُ مناسك الحج؛ فَإِنَّهُ من أفضل الأعمال ؛ بل يختص بهذه العشر، لا يَصِحُّ إلا فيها في التاسع والعاشر، والفضائل؛ فضل الحج كثير ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: { تابِعُوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الْكِيرُ خَبَثَ الحديد والفضة } يعني: ذكر من فضلهما أنهما ينفيان الفقر والذنوب؛ يعني: السيئات والخطايا التي يقع فيها المسلم؛ يكفرها الله تعالى بهذه الأعمال الصالحة، ومن جملتها الْحَجُّ والعمرة. كذلك أيضا فضائله كثيرة، ونعرف أنه كان شاقًّا في الأزمنة المتقدمة؛ يعني: لطول المسافة، ولبعد السفر، ولكن في هذه الأزمنة قَلَّتِ المئونة، وقربت المسافات، وسُهِّلَتِ الطرق، ولم يَبْقَ فيه صعوبة؛ فلا يتساهل الإنسان أن يؤدي هذه المناسك في هذه الأيام. لو لم يُسَافِرْ إلا في اليوم الثامن، لو لم يُسَافِرْ إلا في اليوم التاسع أمكنه أن يَحُجَّ، ويُخْتَار له في هذه الحال الإفراد، والعمرة يؤخرها إلى رمضان، أو إلى غيره من السنة؛ فيحصل على هذا الأجر؛ قال صلى الله عليه وسلم: { مَنْ حج فلم يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ رجع كيوم ولدته أُمُّهُ } ؛ فدل ذلك على فضل الحج، ودَلَّ على أنه يُكَفِّرُ الذنوب.