تهنئة ووصية الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله للمسلمين في رمضان

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد... فإننا نهنئ جميع المسلمين المؤمنين المتقين في أصقاع الأرض بحلول شهر رمضان، وإدراك أيامه الغر ولياليه الزهر، فإن بلوغ رمضان وصيامه نعمة عظيمة لمن وفق لذلك، فقد من الله - وله الفضل والحمد - علينا بإدراك هذا الشهر العظيم، الذي هو شهر البركات والخيرات، وشهر إجابة الدعوات، وإغاثة اللهفات، الذي تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد الشياطين، فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره. ونوصي جميع المسلمين في هذا الشهر وما بعده بإخلاص الدين لله، والاعتماد عليه وحده، وخوفه ورجائه، والتوكل عليه، والاستعانة به على أمور الدنيا والآخرة، والابتعاد عن الشرك بجميع أنواعه، وعن دعاء أي مخلوق، أو سؤال المخلوق شيئًا مما لا يقدر عليه إلا الله. كما نوصيهم بالمواظبة والمحافظة على صلاة الجماعة، وحضور القلب فيها، والطمأنينة، والخشوع الذي مدح الله أهله بقوله تعالى: [الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ]، والحرص على أداء الصلوات مع جماعة المسلمين، وعدم التخلف عن الجماعة، وعدم تأخير الصلوات عن أوقاتها، وهذا واجب على كل مسلم في جميع السنين والأشهر، ولكن يختص هذا الشهر بزيادة الاهتمام، والمواظبة على الصلوات في مواقيتها، كذلك نوصيهم بحفظ صيامهم عما يجرحه وينقصه، ففي الحديث قوله : "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، وفي حديث آخر: "ليس الصيام من الطعام والشراب، إنما الصيام من اللغو والرفث"، فإذا حافظ المسلم على صيام هذا الشهر وحرص على تكميله، رجي أن يغفر الله له ما تقدم من ذنبه.