عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
الكلمة الأسبوعية
line-top
1481 مشاهدة print word pdf
تشريف مكة وتحريمها لأنها محل بيت الله الحرام

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

لما أن الله شرفها أن جعلها محل بيته الذي أمر بتطهيره. أمر بذلك إسماعيل وأباه في قوله تعالى: وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وقال في سورة الحج: وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ فشرفت مكة بهذا البيت .

ولما شرفت به جعلت مكة كلها ذات شرف، وجعلت حرما؛ أي لها حرمة ليست لغيرها، وجعلت آمنة سماها الله تعالى آمنة في قوله تعالى: وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ؛ يعني الذي يأمن أهله. فلما كان كذلك عرف بذلك فضيلته، فيبدأ الحاج عمله بطواف القدوم، ويختم الحاج عمله بطواف الوداع؛ حتى يعرف بذلك مكانة هذا البيت .

الطواف معروف أنه لا يكون أقل من سبعة أشواط. يبدأ من الحجر يحاذي الحجر بكل بدنه، ثم يدور عليه، فكلما حاذى الحجر عد ذلك شوطا إلى أن يتم سبعة أشواط. وليس محاذاته ركوب الخط الأسود الممتد إلى جهة الشرق والجنوب، بل إذا قرب منه. فلو كبر قبل أن يصل الخط بمتر أو مترين، أو بعدما يتجاوزه بمتر أو مترين؛ صدق عليه أنه حاذاه؛ وذلك لأن الحجر ظاهر يعني علَنا أنه قد يحاذيه، وليس شرطا أن يكون على ذلك الخط الدقيق الذي لا يزيد مثلا عن عشرة سنتيمتر أو عشرين سنتيمترا، فهكذا يكون الطواف.

قد عرفنا أن الطواف بالبيت عبادة شريفة عبادة ذات شرف، وأن الإنسان يقصد بطوافه عبادة الله تعالى؛ بمعنى أنه يعرف أن هذا الطواف تعظيم لله، ليس هو عبادة للبيت الذي هو طين وحجارة ونحوها، وإنما هو عبادة لله تعالى؛ ولهذا قال: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ . تعظيم البيت تعظيم لله تعالى وليس لعبادة البيت فالذين يعظمون البيت يعتقدون أن البيت هو الذي يعظم قد وقعوا في الشرك أو في مقدماته.

ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف بالبيت فقد كانوا يقولون: والكعبة فقال: لا تقولوا: والكعبة وقولوا: ورب الكعبة إذا حلفتم فقولوا: ورب الكعبة .

line-bottom