إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
الكلمة الأسبوعية
line-top
2208 مشاهدة print word pdf
فضل أيام عشر ذي الحجة والأعمال الواردة فيها

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعــــد ..

فقد روى البخاري رحمه الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( ما من أيام الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام . يعنى : أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء ).

وروى الإمام أحمد رحمه الله، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله العمل فيهن ، من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ). وروى ابن حبان رحمه الله في صحيحه، عن جابر رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( أفضل الأيام يوم عرفة ) .

ومن أنواع العمل الصالح في هذه العشر: الأول: أداء الحج والعمرة، وهو أفضل ما يعمل، ويدل على فضله عدة أحاديث، منها قوله -صلى الله عليه وسلم- : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) وغيره من الأحاديث الصحيحة.

الثاني: صيام هذه الأيام، أو ما تيسر منها، وبالأخص يوم عرفة ولا شك أن جنس الصيام من أفضل الأعمال، وهو ما اصطفاه الله لنفسه ، كما في الحديث القدسي: ( الصوم لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم) :- ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله ، إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا ( متفق عليه أي مسيرة سبعين عاما. وروى مسلم رحمه الله ، عن أبي قتادة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ) : صيام يوم عرفة، احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والتي بعده

الثالث: التكبير والذكر في هذه الأيام، لقوله تعالى) : ولتكبروا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( وقد فسرت بأنها أيام العشر ، واستحب العلماء لذلك كثرة الذكر فيها، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما، عند أحمد رحمه الله، وفيه: ) فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد.

 الرابع: التوبة والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب؛ حتى يترتب على الأعمال المغفرة والرحمة، فالمعاصي سبب البعد والطرد، والطاعات أسباب القرب والود، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ) :إن الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه ( .

الخامس: كثرة الأعمال الصالحة من نوافل العبادات: كالصلاة، والصدقة، والجهاد، والقراءة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك ، فإنها من الأعمال التي تضاعف في هذه الأيام.

السادس: يُشرع في هذه الأيام التكبير المطلق ؛ في جميع الوقت من ليل أو نهار إلى صلاة العيد ، ويشرع التكبير المقيد: وهو الذي يكون بعد الصلوات المكتوبة التي تصلى في جماعة، ويبدأ لغير الحجاج من فجر يوم عرفة وللحجاج من ظهر يوم النحر، ويستمر إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق .

السابع: تُشرع الأضحية في يوم النحر ، وأيام التشريق، وهي سنة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام. بعد ما مر بنا، ينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يستغل هذه الأيام بطاعة الله وذكره وشكره، والقيام بالواجبات والابتعاد عن المنهيات، واستغلال هذه المواسم والتعرض لنفحات الله، فمن أصابته نفحة منها لن يشقى بعدها أبدا.

line-bottom