الكلمة الأسبوعية
فقه الفتوى
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه .. وبعد ..
فعلى المفتي أن يجهر بالحق الذي يعرفه، ويلتزم القول بالصواب، ولا يحيد عنه محاباة أو تساهلا، أو مراعاة لبعض الأشخاص؛ وذلك لأنه يخبر عن الحكم الشرعي فعليه أن يصدع بالحق، ولا يخاف في الله لومة لائم،
وقد جاء في الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع .. وفيه: وأمرني أن أقول الحق، وإن كان مُرّا، وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم، وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أُفْتِي بفتيا غير ثبت، فإنما إثمه على من أفتاه.
وقد توعّد الله تعالى الذين يكتمون العلم الذين يعلمونه، ويقولون بغيره بقوله: أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ، ثم استثنى الذين تابوا، وأصلحوا، وبيّنوا. فمتى سُئل العالم عن حكم شرعي يعلمه، فأفتى بخلاف الحق، وعدل عن الصواب وتأوّل الأدلة، وتشبث بالشبهات، والتعليلات الوهمية، فقد دخل في الوعيد لمن كتم العلم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من سُئل عن علم، فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار.