شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
الموعظة الحسنة (لقاء مفتوح)
1796 مشاهدة
الموعظة الحسنة (لقاء مفتوح)

خير الأمور أوساطها، فالذين يتشددون في الإنكار ويكونون منفرين، وقد لا يقبل منهم إنكارهم ولا نصحهم.
وكذلك أيضا الذين لا ينكرون، بل يداهنون ويلينون مع المعاصي ومع العصاة، وكأنهم يقرونهم فهؤلاء قد أخطأوا.
والواجب أن المسلم ينكر، ولكن مثل ما يكون مؤثرا، يقول الله تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فالذي ينكر ينكر بحكمة. لقوله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .
فينكر بحكمة وبلين، ويقدم بين يدي إنكاره موعظة ونصيحة؛ أما إذا أنكر بغلظ وبشدة، وخاطب صاحب المنكر بقوله: أنت الفاسق، وأنت الخارج من الملة، وأنت الكافر، وأنت الذي تستحق كذا وتستحق كذا، ولا خير فيك، ولا فائدة فيك فإنه لا يتقبل.
كذلك –أيضا- إذا جالس العصاة، وداهنهم وأقرهم ولم ينصح ولم ينكر؛ كان بذلك شريكا لهم.
فإذا أنكر بلين وبلطف نفع الله تعالى به، وبرئت ذمته.
س: جزاكم الله خيرا. فضيلة الشيخ، بعض الناس يشكل عليهم الكلام على بعض الشخصيات؛ فهل نذكر أسماء بعض الشخصيات التي علق عليه الشيخ، والقول المنصف في بعض هذه الشخصيات؟
لا حاجة إلى ذكر الأسماء. معروف أن هناك كبارا وصغارا مشهورين وغير مشهورين، وشريفا وطريفا، وأن المعاصي والمنكرات موجودة في هؤلاء وهؤلاء، وأن الإنكار على الكبير والصغير بابه واحد؛ الإنكار باللين وباللطف والإخبار بعاقبة المعصية.
س: جزاكم الله خيرا. فضيلة الشيخ سؤال: كم مسافة القصر والجمع في رأيكم؟
نحو أربع وعشرون ساعة فأكثر، وإذا كان –يعني- المسافة اثنا عشر ساعة، ثم يرجع إلى أهله ولو قطع خمسمائة كيلو ما يعد مسافرا إلا إذا غاب عن أهله أربعا وعشرين ساعة أو أكثر.
وتقدر المسافة بالزمان لا بالمساحة؛ فلو –مثلا- وصل إلى مكة ورجع في يومه فلا يترخص، ولو –مثلا- سار من الجيب إلى الجويل وبقي يومين أو يوما ونصف صدق عليه أنه مسافر.
س: جزاكم الله خيرا. فضيلة الشيخ، ما حكم صلاة المنفرد خلف الصف وحده ؟
لا تجوز إلا إذا خشي أن تفوته الجماعة. إذا جاء والصف قد كمل التمس فرجة، حاول تقريب هذا إلى هذا؛ فإذا وجدهم متراصين حاول أن بعضهم يتأخر معه؛ كلمه أو نحنح له؛ لعله أن يتأخر معه حتى يكون صفا.
فإذا لم يستطع ولم يتأخر معه أحد حاول أن يخرق الصف الأول؛ ليجد الذي وراءه من الصف الذي يليه، أو يصفّ عن يمين الإمام؛ فإذا لم يستطع كبّر وحده وصحت صلاته لأجل العذر.
س: فضيلة الشيخ الأسئلة فقهية حبذا لو جمعها الإخوان مرة واحدة حتى تصير الفائدة عامة، وإذا كونها دعوية أو خاصة .. هذه وجهة نظر.. معاملة الرافضة تعامل معاملة المنافقين كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم- عن المنافقين ؟
تكونون منهم على حذر؛ أولا- تظهرون شعائر دينكم، وحب الصحابة والترضي عنهم وذكر محاسنهم، وثانيا- تنشرون مساوي الرافضة، وخزيهم وغرائب أفعالهم، ثالثا-كذلك يعنى؛ تعاملونهم على حذر لا تلينون لهم ولا تزجرونهم زجرا ينفرون منه أو يشتكون؛ لعل الله أن يهديهم!!
س: فضيلة الشيخ، ولكن الاستقبال؟
يجوز؛ يعني في الظاهر إنا لنبش في وجوه قوم وإن قلوبنا لتلعنهم يقول في الحديث.
جزاك الله خيرا. نروح هناك إن شاء الله. جزاك الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن استن بسنته واقتدى بأثره إلى يوم الدين.
أما بعد، في مطلع الأسئلة نود من سماحة شيخنا أن يذكر لنا بعض مواقف -إلحاقا لما سبق في المحاضرة بعض مواقف- علمائنا ومشايخنا المعاصرين الذين فقدناهم عما قريب، وآخرهم سماحة شيخنا محمد بن عثيمين -رحمة الله على الجميع- ثم تبين لنا بعض مواقفهم؛ لعلنا أن نحصل بذلك الرضا.. ؟
مواقفهم -رحمهم الله- مشهورة ومشاهدة، ونقتصر على مواقفهم العلمية؛ فأولا- الشيخ ابن باز -رحمه الله- نشأ يتيما، وفق الله له والدته -امرأة صالحة- فكانت تعتني به وتحرضه على الدراسة وعلى التعلم، واستمر في التعلم، وحفظ القرآن.
وفي.. لما تم عمره تسعة عشر فقد البصر، وكان قد ضعف بصره قبل ذلك بأربع سنين أو خمس سنين، ثم فقده بالكلية وعمره تسعة عشر أو نحوها. ولم يثن ذلك من عزمه بل واصل التعلم، وأعجب به الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- وأولاه عناية كبيرة فيما يتعلق بتعليمه وتفهيمه، وإلقاء الأسئلة عليه والحاضرون يسمعون؛ ليتعجبوا من سرعة بديهته ومن جوابه، واستمر على ذلك.
نفعه الله بالتتلمذ على الشيخ محمد بن إبراهيم وأدرك قبله كثيرا من المشائخ؛ لأنه أدرك الشيخ سعد بن عتيق الذي توفي سنة تسع وأربعين، و سليمان بن سحمان توفي –أيضا- في تلك السنة.
وأدرك الشيخ حمد بن فارس و محمد بن عبد اللطيف وكلهم استفاد منهم. ولم يدرك الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف ؛ لأنه توفي وعمره نحو تسع سنين؛ فلذلك أكثر دراسته على الشيخ محمد بن إبراهيم .
وكنا نسمع منه الحث على حفظ المتون، يذكر أن مشائخهم يوصون بحفظ المتون؛ فكان يحث على حفظ زاد المستقنع. يظهر أنه كان يحفظه، وكذلك حفظ بلوغ المرام، كان –أيضا- يحفظه، وحفظ كتاب التوحيد وغيره من المتون.
وسئل مرة -ونحن عنده في مجلس- عن حكم التعاليق فأجاب بأنها لا تجوز، وطلب منه ذلك السائل أن يكتب في ذلك مقالا؛ فأمر بإحضار ورقة أو لوح، وأعطاني لأكتب بعنوان حول تعليق التمائم والأوساط. ولما ابتدأ يملي سرد بابين من كتاب التوحيد: باب ما جاء في الرقى والتمائم، وباب التعاليق لرفع البلاء أو دفعه من الشرك، ولبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء ودفعه.
أملى الآثار والأحاديث التي في البابين بسرعة من حفظه، ثم أخذ ينقل ويعلق عليها حتى امتلأت صفحتان تعليقا على هذين البابين، وأذن المؤذن للعشاء، وكان في عزمه أن يواصل، وكتب بعدما رجع تتمة ذلك إلا أنه أملاه على أحد أولاده أو غيرهم؛ مما يدل على أنه كان يحفظ مثل هذه المتون.
كذلك –أيضا- لما تعين قاضيا في الخرج ما ثناه العمل عن التعليم. ذكر لنا أحد الذين وفدوا عليه في سنة اثنتين أو خمس وستين أو سبع وستين- أنه وجده يدرس طوال ذلك اليوم؛ بحيث إنه درس بعد الظهر وبعد العصر وبعد المغرب؛ ويقول: حفظت منه تدريسه في باب الحضانة، وبيان من يكون الولد عنده إذا تفرق الأبوان الذكر والأنثى، وما يتصف بذلك، فاستمر يدرّس هناك، ونفع الله به.
وهاجر إليه -أو جاء إليه- علماء من الحفظة ومن الحريصين عبد الله بن قعود -شفاه الله- وراشد بن خنين وكذا تلاميذ كثير.
ومن أهل تلك البلاد عبد الرحمن بن جلال ولا يزال يذكر مواقفه، ويذكر أفعالا له وأعمالا كان يقوم بها.
فيذكرون أنه يصرف وقت فراغه في التعليم ولا يمل، بل جهده وجده في تلقي الطلاب وفي تعليمهم.
ولما فتح المعهد العلمي سنة سبعين نُقل للتدريس فيه؛ فكان يدرس في التدريس النظامي، وفي سنة خمس وسبعين عُيّن إماما في الجامع الكبير، وهناك صار الناس يقصدونه؛ من كان عنده سؤال لا يقنع حتى يأتي إليه ويسأله، وكذلك الطلاب؛ فكان يجلس بعد المغرب، ويدرس في الفرائض وفي النحو.
وكان بعد كل عصر يلقي نصيحة؛ كتفسير آية أو شرح حديث أو ذكر حكم من الأحكام، واستمر على ذلك لسنة خمس وسبعين، ثم عُيّن إماما. إلى أن نقل إلى المدينة في سنة تسع وثمانين مدة طويلة، وهو يذكّر بعد كل صلاة عصر تذكيرا عاما، ثم بعد ذلك يجلس للطلاب فيدرسون عليه في مختصرات وفي موسعات.
وكان منهم من زملائنا الشيخ فهد بن حميد قرأ عليه كتاب إعلام الموقعين إلى أن أنهاه، والشيخ عبد الرحمن بن مقرن -رحمه الله- قرأ عليه صحيح مسلم .
وقرأ عليه أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم جامع الأصول ولكنه ما كمله وآخرون.
بعدما ينتهي من هذا الدرس يذهب إلى سكنه راجلا قبل أن تكون عنده سيارة، فيحتف به الناس عن جانبيه يسألونه، ولا يزال كذلك إلى أن يصل إلى المنزل والناس يسألونه.
هكذا استمر على هذا إلى أن انتقل إلى المدينة وبعد انتقاله رجع في سنة أربع وتسعين. وهناك عُيّن في الإفتاء، واستمر على ذلك إلى أن أتاه أجله -رحمه الله-. وهو مع ذلك لم ينقطع عن التعليم.
إذا كان في مجلس من المجالس في زيارة لمن يستدعيه يعزمه لغداء أو عشاء- لا يترك ذلك المجلس يذهب عليه، بل يستغله؛ إما أن يحضر معه أحد القراء ويقرأ في كتاب وهو يشرح القراءة، وإما أن يأمر أحدهم أن يقرأ سورة ثم يشرحها، وهكذا إلى أن فارق الحياة وهو على هذا.
وبالنسبة للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله- فكان مدرسا في المعهد هنا في الكلية فرع القصيم وكان مع ذلك مجتهدا في التأليف. في أول أمره كان يشتغل بالتأليف؛ ولأجل ذلك كثرت مؤلفاته كما هو مشاهد.
ولما اشتهر ورأى حاجة الناس إلى التدريس فتح لهم المجال، فتوافدوا إليه من قريب أو من بعيد من داخل المملكة ومن خارجها، ولما رأى شدة الرغبة وكثرة المتوافدين؛ شفع عند بعض الأثرياء الذين ساعدوه فاشتروا عمارات، وسجلوها كسكن للطلاب الغرباء؛ فامتلأت تلك الشقق بحيث قد يجتمع عنده في أثناء السنة مائتان إلى ثلاثمائة، كلهم جاءوا للقراءة وللدراسة عليه.
معلوم أن دراستهم ليست لأجل مؤهل ولا لشهادة، وإنما لأجل الاستفادة، وحمل العلم الصحيح هكذا كانوا.
وشفع –أيضا- إلى بعض التجار والمجاورين أن يتبرعوا بوسائل نقل كسيارات؛ تنقل الطلاب الذين في بلده إلى أماكن الدرس وإلقائه، كذلك –أيضا- شفع إلى من تبرع بالنفقة عليهم.
وكان مع كونه يسكنهم مجانا، يعطيهم ما يتقوتون به؛ كل فرد مائتين أو نحوها شهريا، يكون في ذلك كفاية لهم؛ زيادة مما يأتيهم من التبرعات والأطعمة والصدقات في المواسم ونحوها؛ فلذلك كثر الذين يتوافدون ويرغبون في الاستفادة منه وينهلون من علمه.
كان مع ذلك يعني في غير الصلوات يجلس في بيته، ويفتح لهم الباب في الضحى فيمتلئ المجلس أو يقارب الامتلاء، وكلهم إما يسأل وإما يستمع ويستفيد، وإما يقرأ وإما يستفهم عن حكم من الأحكام أو يتثبت من مقالة قد سمعها.
يبقوا نحو ساعة كل يوم في الضحى؛ زيادة على أنه -رحمه الله- التزم أن يدرس في المسجد كل يوم درسين أو ثلاثة دروس؛ الدرس قد يستغرق ساعتين أو أكثر؛ زيادة على أنه يذهب إلى المسجد من بيته على قدميه.
وفي طريقه يحتف به بعض الطلاب، ويسألونه ومعهم المسجلات يسجلون كل ما يقول، وهو يوافقهم على ذلك.
وهكذا إذا انتهى من الدرس –مثلا- بعد الظهر أو بعد العشاء أو بعد الفجر ورجع إلى بيته؛ فإنهم يصحبونه، مسافة ما بين بيته ومسجده كيلو يقطعها على قدميه.
كل يوم يمشي نحو عشر كيلو من البيت إلى المسجد، ومن المسجد إلى البيت يحتسب خطواته، ومع ذلك لا يضيع ذلك عليه بل يصحبه من يستفيد منه في هذه الأوقات.
أجوبته -رحمه الله- مسددة؛ بحيث إنه يقنع كل من سأل، وإذا جرى خلاف بينه وبين غيره من أكابر العلماء أقنعهم برأيه، والذين لا يقتنعون يكون لكل اختياره، ولسنا نتخالف في شيء له دليل واضح؛ بل إذا اتضح الدليل رجعنا إليه أو رجعتم إليه.
ولا شك أن له اجتهادات، هذه الاجتهادات التي تفرد بها فرأى أن القول بها أرجح، ولو خالف فيها غيره من أكابر المشايخ أو وافقه بعضهم؛ فمثلا يرى القول في وجوب الزكاة في الحلي كما يراه الشيخ ابن باز مع أنه خالف بذلك الشيخ ابن حميد وغيره من المشائخ.
كذلك –أيضا- يرى القول بأن صلاة العيد فرض عين، وأن هذا هو الذي تدل عليه النصوص؛ كما ذهب إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وأن من تركه فإنه آثم، يستدل على ذلك بأدلة. وهكذا يرى القول في وجوب طواف الوداع في العمرة ذلك لعموم الأدلة وللظواهر ولو خالف بذلك أكثر المشائخ.
اختياراته هي ما تكون –غالبا- هي اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية وقد وافقه أو تبع فيها قول شيخه عبد الرحمن السدي -رحمه الله-؛ فإنه كان –أيضا- ممن يشتغل بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية ويشتغل بها ويرجح اختياراته؛ فكان ذلك مما حمله على أن يتبع شيخه، وأن يشتغل بكتب شيخ الإسلام. رحم الله الجميع!!.
س: أحسن الله إليكم. سؤال؛ رجل يسكن في الأحساء ويسافر للتدريس يوميا إلى الظهران ويصلي الظهر والعصر جمعا وقصرا في الظهران ما حكم عمله هذا ؟
أرى أن هذا لا يسمى سفرا، هذا الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية ولو خالفه بعض المشائخ كانوا يجعلون السفر محددا بالمساحة؛ فأرى في هذه الحال أنه لا يقصر، ولا يجمع بل عليه أن يصلي الصلاة في وقتها تامة؛ وذلك لأنه لا يسمى مسافرا.
إن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إن من قطع مسافة طويلة في زمن قصير فلا يقصر، ومن قطع مسافة قصيرة في زمن طويل فله أن يقصر وله أن يترخص.
ويضرب مثلا في زمانه، فيقول: فلو ركب رجل فرسا سابقا، وقطع مسافة لا تقطع إلا في يومين على الأرجل أو على الإبل ثم رجع في يومه؛ فلا يسمى مسافرا.
ما كان هناك وسيلة إلا الفرس؛ يعني إذا ركب فرسا سابقا. هذا الفرس شديد العدو وركب على الفرس –مثلا- من مكة إلى عسفان أو إلى -مثلا- الطائف ثم رجع في يومه أو في ليلته –يقول: إنه لا يسمى مسافرا؛ لأنه ما غاب ولا فقده جيرانه ولا تجشم مشقة وما أشبه ذلك.
فحيث وجدت هذه السيارات التي تقرب البعيد فإنها أسرع سيرا من الفرس، فعلى هذا إذا سافر من الأحساء إلى الرياض وقضى حاجته في يومه ثم رجع في يومه أو في ليلته إلى بلده فلا يسمى مسافرا مع طول هذه المسافة، وأما إذا خرج من الأحساء –مثلا- مسيرة أربعين كيلو إلى نزهة ولم يرجع إلا بعد يوم وليلة أو بعد يومين فإنه يسمى مسافرا.
تكون العبرة بالزمان الذي يقطعه وذلك لأنه في يومين أو يوم ونصف يحتاج إلى زاد، يحتاج إلى مزاد، يحتاج إلى كلفة، ويغيب عن أهله فنرى في هذه الحال أنه يقصر ولو كانت المسافة قليلة، ولا يقصر إذا كانت المدة قليلة.
س: يقول: أحسن الله إليك. دخلت أحد المغاسل فكتبوا دعاية مفادها: أنك إذا أخذت شُرط بمائة ريال يغسلون لك بمائة وثلاثين؛ ما حكم ذلك؟
لا تشتر منهم لأجل هذه الدعاية، أما إذا كنت تشتري منهم بكل حال فلا بأس أن تغسل سيارتك عندهم أو نحو ذلك. الأصل أن هذه الدعايات يريدون جلب الناس إليهم حتى يكثر الذين يتوافدون إليهم، فنقول: لا تشتروا منهم لأجل هذه الدعاية، إذا كنت تشتري منهم بكل حال فلا مانع من أن تغسل عندهم.
س: فضيلة الشيخ، هل يجوز السفر للمرأة دون محرم للعمل مع مجموعة نساء ؟
يقدر ذلك السفر، إذا كانوا يرجعون في يومهم وليس هناك خلوة؛ فلا بأس بذلك، أما إذا كانوا –يعني- يقطعون مسافة وهم في السفر؛ فلا يجوز ذلك.
بالنسبة إلى الخلوة لا تجوز ولو في داخل البلد لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهم ؛ فإذا كانت وحدها مع رجل ولو في داخل البلد كان ذلك ممنوعا. وأما إذا كان معها أخرى ولو خرجت من البلد ووصلت إلى بلد أخرى مسيرة ساعة أو نحوها؛ فإن ذلك لا بأس به عند الحاجة.
س: أحسن الله إليكم : وأنا أعمل في عمل لا أستطيع صلاة المغرب في وقتها وهو ليس بشكل مستمر أسبوع أو أسبوعين في الشهر حيث لا أستطيع صلاة المغرب والعشاء إلا الساعة الثامنة والنصف أو التاسعة ليلا، وعملي هو طيار حربي؟
لا بأس بذلك؛ لأن الذي في الطائرة يعتبر مسافرا، ويجوز له جمع التأخير. إذا كان المسافر –مثلا- يشق عليه أن ينزل لكل صلاة جاز أن يجمع جمع تقديم أو جمع تأخير؛ فلو –مثلا- غربت الشمس قبل أن تقلع الطائرة فإن له أن يقدم صلاة العشاء ويصليها مع المغرب في وقت المغرب، ولو غربت عليه الشمس وقد أقلعت الطائرة فله أن يؤخر صلاة المغرب حتى ينزل لصلاة العشاء ولو في نصف الليل أو في ثلث الليل، وهكذا –أيضا- يكون المسافر إذا جد به السير.
س: فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله، وبعد : إني أحبك في الله وسؤالي ما حكم إيداع المال في البنوك للاستثمار ؟
البنوك الربوية لا يجوز المساهمة فيها ولا الاستثمار فيها. إذا كان عند الإنسان أموال زائدة ننصحه بأن يستثمرها هو ويتجر بها، وإذا كان لا يحسن يعطيها أهل التجارة الذين يحسنون بجزء من الربح كنصف الربح أو ثلث الربح؛ حتى تستثمر أمواله استثمارا مباحا؛ تجعل في تجارة في أطعمة أو أكسية أو أحذية أو أواني أو فرش أو سيارات، ويكون فيها ربح يقابل أو يزيد على زكاتها والنفقة منها.
فأما إيداعها في البنوك الربوية ولو كانوا يتجرون بها مع أموالهم فإنها تختلط بالمعاملات الربوية. إذا أودعها يودعها كحفظ؛ يقول لهم: كأمانة عندكم وكحساب جار متى احتجت إليها أخذتها. إن وجد غيرهم فهو أولى وإن لم يوجد كان ذلك ضرورة.
س: السلام عليكم. فضيلة الشيخ، إن الإنسان مبتلى بكثرة الفتن، وتحيط به من كل النواحي. في المدرسة وفي البيت، وكلما أراد الالتزام وعزم على ذلك طبقه يوما أو يومين ثم يرجع بعد ذلك، مع أنه في قرارة نفسه يريد الالتزام، ولكن هذه الفتن تعيقه.
وإن خلا بنفسه، وسمع الأشرطة أو ذهب مع شباب صالحين فإنه يمل من ذلك؛ لأنه لا يجد ما يتمناه، أو عرفه عن الشباب الملتزمين؛ فما نصيحتكم لمثل هذا؟
ينصح أن يبعد عن تلك الفتن وعن أسبابها. قد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء .
وقد ذكر الله تعالى بعض الفتن في قوله: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ .
ولا شك في كثرة الفتن في هذه الأزمنة؛ فالذي يشاهد ما يبث في القنوات بواسطة الدشوش هذه فتن عظيمة يحصل بها ضرر كبير، ويشتد على الإنسان الميل إليها ولا يستطيع التحمل والصبر؛ فننصحه أن يبتعد عنها.
والذي يدخل الأسواق يرى الكثير من النساء المتكشفات أو المتجملات، وذلك –أيضا- فتنة؛ فننصح بعدم الدخول في تلك الأسواق.
وإذا كان –مثلا- تاجرا يبيع ويأتي إليه هؤلاء النساء للشراء منه سيما في الأقمشة؛ فننصحه أن يبدل حرفته، وتجارته بشيء ليس فيه هذه الفتن، أو ما أشبهها.
وننصحه إذا كان عزبا أن يتزوج حتى يعف نفسه، وحتى يسلم من أسباب الفتن ودوافعها، وإذا كانت الفتن هي مجالسة هؤلاء الشباب المنحرفين؛ فننصحه بأن يستبدل بهم غيرهم وسوف يجد صالحين؛ وذلك لأن أولئك الشباب يهونون عليه أمر العبادة وأمر الصلاة، ويسهلون عليه سماع الأغاني والملاهي وما أشبهها.
وهكذا –أيضا- يسهلون عليه تعاطي بعض المحرمات كالمخدرات والمسكرات والوقوع في شرب الدخان، وما أشبه ذلك؛ مما يكون سببا للفساد أو نحو ذلك؛ فيبتعد عن الأسباب التي توقع في هذه الفتن، ويستعيذ بالله تعالى ويعزم على التوبة والالتزام.
س: أحسن الله إليكم. إذا دخل شخص المسجد والإمام راكع، وعندما دخل مع الإمام وقال: سبحان ربي العظيم قال الإمام في نفس الوقت: سمع الله لمن حمده؛ فهل يعتبر هذا الشخص قد أدرك الركعة ؟
نعم. إذا أدرك التسبيحة الواحدة؛ أعني سبح مع الإمام سبحان ربي العظيم قبل حركة الإمام اعتبر مدركا لتلك الركعة. وأما إذا تحرك الإمام قبل أن يطمئن قبل أن يقول: سبحان ربي العظيم؛ ففي هذه الحالة لا يعتد بتلك الركعة.
س: شيخ! أخ يسأل هل فيه دليل على إدراك الركعة بإدراك السجود يعني في السجدة هل فيه دليل يدل على هذا..؟
الحديث الذي في السنن قوله -صلى الله عليه وسلم- إذا أتيتم ونحن سجود فاسجدوا معنا، ولا تعدوها شيئا. ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة يريد بـالركعة الركوع، فإدراكها لا يكون إلا بالطمأنينة، وأقل الطمأنينة أن يقول: سبحان ربي العظيم مرة .
س: أحسن الله إليكم. ما حكم الأناشيد بالدف للأطفال ؟
فننصح بعدم تعويد الأطفال على الدف. لا بأس بالأناشيد التي ليس فيها دف ولا فيها طبول إذا كانت هادفة، كان محتوى القصائد مواعظ أو إرشادات أو نصائح أو ما أشبه ذلك.
فإن كثيرا من الأناشيد فيها حماس وفيها شيء من النصح والتوجيه، ويستفاد منها ولو كانت قصائد. لكن ننصح عن إلقائها بالتلحين وبتغنج حتى لا تكون شبيهة بالأغاني. أما الدف فيجوز في الأفراح وفي ليلة الزفاف، وأما للأطفال ننصح بعدم تعويدهم على ذلك.
س: أحسن الله إليكم. ما حكم التصوير بالكاميرا أو بالفيديو ؟ وهل يدخل في باب الضرورة ؟
بالنسبة إلى التصوير بالفيديو قد يقال: إن فيه فائدة، وأنه لا يدخل في التصوير؛ وذلك لأنه يعكس ما يكون أمامه، كهذه الأفلام، وهذه الأفلام ليست ظاهرة فلا تظهر إلا بالمكبر مكبر الأفلام الذي هو الفيديو؛ فعلى هذا لا مانع من ذلك إذا كانت تلك اللقطات التي تلقط لا حرج فيها ولا بأس؛ لأنها لا يصدق عليها أنها تصوير حيث إنه يمكن مسحها واستبدالها بغيرها.
وأما بالنسبة للكاميرا نرى أنها لا تجوز لأنها داخلة في التصوير لأن الصورة ترتسم في الورق ونحوه، ولا تجوز إلا للضرورة كصور الحفائظ والجوازات وما أشبه ذلك.
س: أحسن الله إليكم. هل يجوز صرف الزكاة في الدعوة إلى الله خاصة بالمراكز السلفية وتوزيع كتب، وما شابه ذلك؟
نرى أنه يجوز عند الحاجة، وما ذاك إلا لاعتباره من سبيل الله، ولأن هذا نفعه أكثر من نفع المؤلفة قلوبهم وما أشبه ذلك. فإذا توقفت هذه الأعمال الخيرية؛ الدعوة إلى الله، ونسخ الأشرطة الإسلامية، وطبع الرسائل والكتيبات الإسلامية لم يجد من يدعمها؛ فلا مانع من أن ينفق عليها من الزكاة.
س: أحسن الله إليكم. سمعنا أن إهداء الورود إلى المريض بدعة؛ فهل هذا صحيح ؟
لا يقال: بدعة ولا سنة، لكن يقال: إنه لا فائدة فيه، وإنه إسراف وبذل للمال بدون فائدة. المريض لا تنفعه هذه الورود ولا هذه الزهور ولا تخفف عنه، ولا تشفي مرضه، ولكن يرون أنه إذا رأى هذه الزهور أنها تقوي معنوياته وأنه تقوى أحاسيسه، ولكن هذا ليس بصحيح .
س: أحسن الله إليكم. إذا عطس المصلي في الصلاة ؛ فهل يحمد الله بصوت مسموع؟
يحمد بقلبه على الصحيح، ولا يحمد باللفظ إلا إذا كان منفردا وكان في حالة القراءة فإن له ذلك.
س: ما حكم نظام التأجير المنتهي بالتمليك ؟
لا يجوز؛ وذلك لأنه يتعرض للخسار لأن الشركة التي باعته إذا بقي عليه –مثلا- أربعة أقساط أو عشرة أقساط أخذوا السيارة منه، وقالوا: جميع ما وصلنا كله أجرة لنا فيتضرر بذلك.
يقوم مقامه الرهن؛ يعني يجعل السيارة رهنا لهم أو العمارة رهنا لهم، ثم إذا حلت الأقساط كلها فإنهم يبيعون العين المرهونة، ويأخذون أقساطهم التي بقيت، ويردون عليه ما زاد على ذلك حتى لا يتضرر أحد.
صورة ذلك إذا كانت السيارة –مثلا- قيمتها ثمانين ألفا، والقسط خمسة آلاف كل شهر، أدى إليهم –مثلا- ستين ألفا وعجز عن الباقي، ومر عليه في العشرين خمسة أشهر وهو لم يسدد، وحلت العشرون الباقية يقولون: هذه السيارة رهننا، عندنا استمارتها، لا تقدر أن تبيعها، نحن الآن نعرضها للبيع ونبيعها، يعرضونها للبيع وتساوي مثلا خمسين ألفا، لنا منها عشرون ولك الباقي. هذا لا يحصل فيه ضرر. نعم .
س: أحسن الله إليكم. ما حكم من طاف ستة أشواط، وهو في الشوط السادس أحدث؛ هل يتوضأ ويكمل طوافه؟ أم يتوضأ ويعيد الطواف من جديد ؟
يكمل طوافه، لكن ذلك الشوط الذي أحدث فيه يبدؤه من أوله، ويأتي بالسادس والسابع .
س: السلام عليكم ورحمة الله، سؤال: ما حكم من يسافر إلى مدينة تبعد عن مدينته قرابة مائتين وثمانين كيلو متر، ويقيم فيها ثلاثة أيام فهل يحق له الجمع والقصر في الصلاة؟ أم فقط القصر علما أنه مع شخص آخر؛ أي يكونون جماعة وهم يصلون في مكان إقامتهم؛ أي السكن. هذا، ولكم جزيل الشكر.
يحق لهم القصر بدون جمع، ومع ذلك إذا كانوا يسمعون النداء في المسجد عليهم الإتيان إليه إذا كان قريبا، وليس عليهم مشقة؛ كما ورد في حديث من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر ؛ فليس لهم أن يصلوا في المنزل والمسجد قريب. أما إذا كان المسجد بعيدا فلهم أن يصلوا في منزلهم قصرا بدون جمع.
س: أحسن الله إليكم. ما حكم من قال لزوجته: عليّ الطلاق أنني لا آخذ من هذا شيئا، وبعد وقت أخذ منه؛ فهل يقع الطلاق أم لا؟
ينظر إلى نيته؛ فإذا كان قصده منع نفسه من الأخذ حسبت يمينا؛ فيدفع كفارة يمين كإطعام عشرة مساكين، ولا يقع الطلاق. وأما إذا كان عازما على الطلاق؛ كأنه يقول: أمارة تطليقي إذا أخذت هذا الشيء؛ يعني جعل ذلك عهدا عليه، وجعل وقت الطلاق هو الأخذ كان عازما على الطلاق؛ فهاهنا يقع بها طلقة. نعم.
س: أحسن الله إليكم. سائل يسأل ويقول : هل أذّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لصلاة الفجر مرة واحدة؟ وهل صح هذا؟
ما سمعنا أنه كان يتولى الأذان؛ بل المؤذنون حوله كثير كـبلال وابن أم مكتوم وأبي محذورة ورجل يقال له: أخو صداء ... نعم.
س: يقول: أنا رجل كنت مريضا وأنا صائم، ولكن لم أتمكن من الإفطار، ثم زال هذا المرض وواصلت صومي؛ فهل هذا الصوم صحيح؟
إذا عزمت على الإفطار ولو لم تأكل بطل صومك. مثلا إذا مرضت في أثناء النهار بوسط النهار قبل الظهر أو بعده أو بعد العصر -عزمت على الإفطار ولو لم تأكل بطل الصوم، فلا بد أن تقضي ذلك اليوم. نعم .
س: أحسن الله إليكم. هل للمرأة أخذ حبوب منع الحمل إن كان يصيبها ضرر وتعب من حملها؟
إذا قرر الأطباء المعتبرون أن حملها يؤدي إلى هلاكها، أو إلى مرض يصعب تحمله، ورأوا أن عليها الربط حتى لا تحمل جاز لها ذلك. وتنصح بعدم أخذ الحبوب فإنها تؤثر على الرحم وتسبب العقم كثيرا؛ فلأجل ذلك تعمد إلى علاج غير الحبوب. وإذا لم يوجد إلا هو ولم يكن عليها ضرر فلا بأس. نعم .
س: أحسن الله إليكم. رجل قام الساعة الرابعة فجرا وقام وصلى الفجر ولم يعلم هل الناس صلوا أم لا؟ فهل عليه شيء ؟
لا يجوز أن يصلي إلا بعد أن يتحقق أن الفجر قد طلع في هذه الأيام يقرب أن يكون طلوع الفجر في حدود الساعة الرابعة والنصف يعني نحو ذلك؛ فإذا صلى قبل ذلك فلا تصح الصلاة ولا تقدم على وقتها.
س: أحسن الله إليكم. السلام عليكم ورحمة الله. إخوتي يشاهدون الدش ويسمعون الأغاني وسبب انحرافهم هو هذا الدش؛ فهل أحطمه؟ أم ماذا أفعل ؟
إذا كان لك ولاية عليهم فلك أن تحطمه، وكذلك –أيضا- قبل ذلك عليك أن تقنع أبويك وأن تقنع إخوتك أنه سبب في الانحراف وسبب في الفساد، فإذا لم تقدر ولم تستطع إقناعهم أنصحك بالابتعاد عنه والسلامة بنفسك و لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا .
س: أحسن الله إليكم. ما حكم تأمين السيارة فقط؟ ويتم هذا عن طريق التأمين التعاوني؟
ما هناك تأمين تعاوني على السيارات، إنما التعاوني أن تتفق القبيلة على جمع مال، ثم يجعلون هذا المال في تجارة، ثم يقولون: نحن –قبيلة- من قبيلة كذا أو فخذ جمعنا هذا المال، وجعلناه في هذه التجارة وفي هذا الدكان وهذه التموينات وهذه البقالة وهذه المغسلة أو ما أشبه ذلك.
وما نتج عنه من الأرباح نصرفه فيمن يصيبه منا مصيبة، نزوج منه الأعزب أو نقضي منه عن المدين، نفك منه السجين أو نحو ذلك، ندفعه في دية إذا لزمتنا دية، نصلح منه سيارة إذا خربت وصاحبها لا يقدر.
هذا التأمين التعاوني خاص بهذا الفقد من هذه القبيلة، فإذا كان كذلك فلا بأس. فأما الشركات هذه فإنه تأمين تجاري. نعم.
س: أحسن الله إليكم. هل الرجل ملزوم بأن يحج بزوجته أن يذهب بها إلى الحج أو غير ملزوم؟
الأصل أنه ليس بملزم، ولكن من باب العرف ومن باب المروءة، نقول: إنه عليه ذلك. إذا كانت زوجة له صالحة وهي أم أولاده، فمن الإحسان إليها ألا يحرمها إذا كان قادرا أن تؤدي الحج وأن تقوم بهذه الفريضة.
س: أحسن الله إليكم. هل يجوز أن أقوم بالحج وآخذ الشغالة معي، وإن سبق أن حجَّتْ معي وزوجتي؟ أو أرسلها مع حملة حجاج؟
ترسلها مع الحجاج إلا إذا كنتم في حملة فكنتم محتاجين إليها فتكون معكم كأفراد الحملة؛ لأن الحملات يعزلون النساء عن الرجال، ولا يكون هناك اختلاط، ويكون النساء منهم الخدامات في خيام خاصة يأتيهن حاجاتهن، ولا يحصل في ذلك خلوة ولا يحصل محظور، وتؤدي هذه الخادمة فريضة الحج؛ لأنها مسكينة لا تستطيع أن تأتي للحج من بلادها للفقر وللحاجة ولبعد المسافة.
س: بمفردها مع الحملة يرسلها؟
الحملة عندها أعداد كثيرة من النساء، يكون معهم -مثلا- مائة أنثى أو مائتان فهي واحدة من هؤلاء النساء. نعم.
س: ما حكم حمل الصور في الجيب والدخول بها في المسجد ؟
الصور الضرورية لا بأس بها، كالصور التي في الأوراق النقدية أو في الحفيظة أو ما أشبه ذلك، وأما غير الضرورية فلا تجوز.
س: أحسن الله إليكم. شاب يحرص على التبكير لصلاة الجمعة، ولكن والده يؤخره؛ فهل يترك والده ويجعله يذهب لوحده أم يرافقه بحيث إن والده إذا بكر فإنه قد ينام في المسجد؟
عليه أن يذهب هو مبكرا ولو تأخر أبوه. إذا كان أبوه لا يستطيع التقدم ويخشى من النعاس يذهب هو وحده، ويشتغل بالصلاة ويشتغل بالقراءة، ويرغب والده في التبكير، ويرغبه في أن يشتغل بالصلاة، ويقول له: إذا كنت في المسجد وأنت لا تحسن القراءة اشتغل بالصلاة، ولو أن تصلي ساعة ولو أن تصلي مثلا عشر ركعات أو عشرين ركعة؛ تسلم كل ركعتين حتى لا يأتيك ولا يغلبك النعاس.
س: أحسن الله إليكم. فضيلة الشيخ، ما حكم استخدام المسبحة في المسجد دون التسبيح بها ؟
يجوز استعمال السبحة للحاجة؛ إذا كان إنسان يعتريه سهو أو نسيان، ويخشى أن لا يكمل له التسبيح إذا سبح وعد التسبيح بأصابعه؛ وإلا فالأفضل عد التسبيح بالأصابع العشرة؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث يسيرة سبحن وكبرن وهللن واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات .
هكذا جاء فتشهد له أصابعه إذا استعملها، فإذا كان يخشى من الغلط والخطأ فلا مانع من أن يستعمل السبحة.
س: فضيلة الشيخ، ما حكم من ولى إماما في المسجد أو الأذان فيه، ويتغيب عنه مدة أربعة أشهر أو يزيد، ويوكل غيره ولا يقوم بما عليه من الأذان أو الإمامة وهو يأتي أحيانا. ما حكم هذا العمل؟ وما نصيحتكم لهؤلاء؟
لا يجوز مثل ذلك. لكن إذا كان سفره لطلب العلم أو للدعوة إلى الله فلا مانع، ولكن بشرط أن يوكل من يقوم بالواجب، يوكل وكيلا يقوم بالإمامة كما ينبغي، أو يقوم بالأذان كما ينبغي، يرضاه الجماعة؛ فيكون إماما.
وأما إذا لم يكن له شغل وإنما يسافر كنزهة أو تجول في غير طلب علم أو في غير دعوة إلى الله فنرى -والحال هذه- أنه لا يستمر؛ بل يستقيل ويترك المسجد لمن يقوم به.
س: أحسن الله إليكم. هل يجوز السلام على الرافضة ورد السلام عليهم ؟ وهل يجوز التعامل معهم؟ وما هو الضابط في ذلك؛ خاصة إذا كان لي معهم ارتباط عمل في دائرة واحدة أو مدرس؟ فما هو الضابط؟ أحسن الله إليكم.
قد ابتلينا -في هذه البلاد- في هذه المملكة بهؤلاء الرافضة، وادعوا أن لهم حقا كغيرهم من المواطنين، والحكومة لا تقدر على طردهم وحرمانهم لكونهم من المواطنين؛ فلأجل ذلك تمكنوا.
دخلوا في المدارس وفي الجامعات وفي المدارس ونحوها وتمكنوا، ثم أنهوا دراساتهم وحملوا مؤهلات وطالبوا الدولة أن تساويهم بغيرهم في الوظائف؛ فتولوا وظائف كثيرة في وظائف حكومية في تدريس وفي طب وفي خدمة وفي علاج، وما أشبه ذلك. وصعب التمييز بينهم وبين غيرهم.
لا شك أن هذا من المصيبة؛ حيث إنهم تمكنوا هذا التمكن والحكومة لا تقدر على حرمانهم. الواجب طردهم وإبعادهم عن هذه الأعمال كما فعلت إيران بأهل السنة.
فإن إيران ذكروا أن فيها نحو اثني عشر مليونا من أهل السنة ومع ذلك فإنهم يهينونهم، ولا يولونهم الأعمال لا وظائف ولا إمامة ولا خطابة وحتى التجارة يمنعونهم من تولي التجارة؛ حتى يمنعونهم من صيد الأسماك التي يكون فيها –أيضا- معيشة لكثير منهم.
فلا يتولون إلا ولايات ضعيفة بأن يكون أحدهم مستخدما مهانا؛ يعني كخادم أو خدام -رجل أو امرأة- عند أولئك يهينونهم ويذلونهم، ويستعملونهم في الأعمال الرديئة الدنيئة، وذلك لحقدهم على السنة وعلى أهل السنة.
أما نحن؛ فنظرا لتمكنهم ولكثرتهم ولقوتهم، ولما هم فيه من كثرة الثروات وكثرة الأموال التي بأيديهم، وكذلك –أيضا- كثرة مطالبتهم بحقوقهم، رأت الحكومة تسكيتهم ورأت تفريقهم؛ يعني أن يعينوا في وظائف متباعدة رجاء أن يخف شرهم، وألا يكون في اجتماعهم شيء من تكتلهم وتعاونهم على ما هم عليه، ولعلهم أن يتأثروا.
أما التعامل معهم؛ فنشير على من ابتلي بأن يشتغل معهم في شركة، أو في مدرسة أو في إدارة من الإدارات أن يظهر لهم الكراهية والمقت، ويحقر شأنهم، ويظهر إهانتهم وذلهم وضعفهم ضعفا معنويا؛ فلا يبدأهم بالسلام وإذا سلموا رد عليهم بقول: عليكم أو وعليكم.
لا بأس بأن يصافح أحدهم إذا مد له يده مع الكراهة؛ لما ورد في الحديث في قوله -صلى الله عليه وسلم-: إنا لنبش في وجوه قوم وإن قلوبنا لتلعنهم ويقول لما طرق عليه رجل قال: ائذنوا له فبئس أخو العشيرة ؛ فلما دخل عليه لين له الكلام؛ فسئل عن ذلك فقال: إن شر الناس من ودعه الناس اتقاء فحشه ؛ يعني من اتقوه وداهانوه ودعوه مخافة من فحشه ومن سوء كلامه وسوء معاملته.
وقبل ذلك وبعده نرى مناظرتهم ومجادلتهم في معتقدهم، والسؤال إلقاء أسئلة عليهم تكون محيرة لعلهم أن يشكوا في عقيدتهم، ثم يستفسر معهم ماذا تنقمون علينا؟ لماذا تكفروننا؟ فإذا قالوا: إنكم تبغضون أهل البيت؛ قلنا: كلا, بل نحن نحب أهل البيت أشد من حبكم لهم.
حبكم لهم حب فيه غلو وفيه زيادة عن القدر الواجب؛ بحيث إنكم قد تعظمونهم تعظيما لا يصلح إلا لله ونحن نحبهم لصلاحهم ولعبادتهم. كذلك –أيضا- نقول: تنقمون علينا محبتنا للصحابة، وتلك شكاة خارج عنك عارها.
نقول: نعم نحب الصحابة. نجادلكم؛ لأي شيء كرهتم الصحابة وأبغضتموهم؟ أنصفوا، اقرءوا فضائلهم التي اشتهرت، ذكرت في القرآن وذكرت في السنة.
اقرءوها وأنصفوا من أنفسكم، فإنكم لا تجدون دليلا صحيحا يؤيد ما تقولونه من أن الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان قد ارتدوا وكفروا بعد الرسول كما تدعون، وأنهم ظلموا عليا وأخذوا الحق منه؛ لأن الخلافة كانت له ولكنهم مغتصبون في زعمكم؛ ما الدليل على ذلك؟!!
الأدلة على تهافت حججهم كثيرة ظاهرة، ولكن الغالب أنهم لا حيلة فيهم، وإنما على المسلم أن يعاملهم معاملة ظاهرة مع كونه يبغضهم، وإذا رجي أن بعضهم يتأثر ، وإلا فعندها نستمر في نصحه لعله يتأثر.
س: أحسن الله إليكم. ما وقت أذكار الصباح والمساء ؟ وهل يقول هذه الأذكار إذا فات من وقتها؟
يسن أن يأتي بالأذكار –مثلا- بعد العصر ما بين العصر والمغرب، وإن فاتت وأتى بها بعد المغرب؛ تدارك ذلك. أذكار الصباح بعد الفجر؛ من أذان الفجر إلى طلوع الشمس، ولو فاتت أمكنه أن يتداركها بعد الصبح؛ يعني بعد طلوع الشمس.
س: أحسن الله إليكم. رجل دخل عليه وقت الصلاة وهو على جنابة، فلم يجد ملابس غير التي احتلم فيها وخاف أن يخرج عليه وقت الصلاة؛ فما الحكم؟
نقول: بأنه إن صلى جاهلا؛ لأن الخلاف في أثر الاحتلام الذي هو المني معروف. كثير من العلماء يقولون: إنه ليس بنجس، ورد حديث أنه شبيه بالمخاط واللعاب والريق ونحو ذلك؛ وإن كانت النفس تتقزز منه، ولكن إذا احتاج إلى أن يصلي في الثوب الذي احتلم فيه فلا بأس.
س: أحسن الله إليكم. توجد شركة تدخل فيها مالا مثل مائة ألف ريال، ثم يعطى لك اثني عشر ألفا كل شهر، ولكن رأس المال ليس مضمونا؛ فإن كان رأس المال ليس مضمونا؛ فهل هذا ربا؟
إذا كانت هذه الشركة معروف رأسمالها، وإن كانت قد أحصت رأس المال؛ لفلان مثلا مائة ألف ومن فلان خمسون ألف ومن فلان مائتان ومن فلان مائة وخمسون، مجموعه مثلا خمسة ملايين أو نحوها، ثم إنها تتجر أو أنشأت مصانع تنتج.
فإذا أنتجت فكل سنة أو كل شهر تصفي إنتاجها، وتقسمه على المساهمين بقدر سهامهم وبقدر ما حصل لها فلا بأس. والعادة -والحال هذه- أنها تختلف الأرباح، ففي بعض الأشهر يكون ربح الإنسان عشرين ألفا، وفي بعضها يكون ربحه ألفا أو ألفين لضعف المنتجات وبعد الأسواق وما أشبه ذلك.
وهكذا –أيضا- لا يكون الربح مضمونا؛ لأنهم يقولون: نحن نتجر بهذا المال، إن ربحنا فلك جزء من الربح، وإن خسرنا فعليك جزء من الخسارة.
س: ما حكم الصلاة خلف إمام يرى تأويل الصفات ؟
لا يجوز. إذا عرف بأنه من المؤولة؛ يعني على مذهب الكرامية، وعلى مذهب المعتزلة ونحوهم؛ فلا يجوز تمكينه من الإمامة. وإذا لم تجد إلا هو وصليت معه وأنت جاهل بحالته فلا يلزمك أن تعيد.
س: أحسن الله إليكم. ما هو البراء والولاء وما الحكم في السابق من المسلمين من المؤولين وغيرهم يدخل في البراء؟
الولاء موالاة المؤمنين ومحبتهم . أهل الخير وأهل الصلاح وأهل الاستقامة تحبهم وتواليهم وتقربهم وتجالسهم، وتزورهم وتستزيرهم محبة دينية من الله ولله، سواء كانوا أقارب من أسرتك من قبيلتك من فخذك، أو أباعد من عجم أو من حبش أو من بربر أو من بعيد أو قريب.
إذا كانوا كذلك فإنك تحبهم؛ لأن الله تعالى يحبهم، ولأنهم يحبون الله، ومحب المحبوب محبوب .
كذلك البراء؛ البراء هو التبري من الفسقة والكفرة وأهل المعاصي وأهل الفسوق وأهل الخروج عن طاعة الله تعالى؛ فهؤلاء تبغضهم، وإذا أبغضتهم تمقتهم وتقاطعهم وتهجرهم، وتترك مجالستهم ولا تزورهم ولا تستزيرهم ولا تجالسهم ولا تؤانسهم. تبغضهم لأن الله تعالى يبغضهم؛ لماذا؟ لأن محب المبغوض مبغوض.
وقبل ذلك كله عليك أن تنصحهم وأن تحذرهم، وأن تبين لهم ما هم عليه رجاء أنهم يتأثرون، ويتقبلون نصيحتك؛ فيصبحون إخوة لك، ويصبحون أحبابا.
ثم يكون الولاء والبراء للأحياء والأموات ؛ فللأحياء يختصون بأنك تزورهم وتستزيرهم وتنصحهم، وتقبل نصائحهم ونحو ذلك. وأما الأموات فيختصون بأنك تحبهم وتمدحهم وتثني عليهم.
وكذلك –أيضا- تذكر محاسنهم. وإذا كان لهم علوم ولهم فوائد ولهم مؤلفات تستفيد منها وترشد إليها. وأما الأموات من المبتدعة كالعصاة ونحوهم فإنك لا تمدحهم بل تحرص على التحذير من طرقهم، وعلى التأثر بكتبهم وبعلومهم.
ولكن لا ينبغي أن تسبهم لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا عليك أن تترك ذكرهم إلا على وجه التحذير. إذا خيف أن هناك من ينخدع بمؤلفاتهم وبعلومهم وبما نقل عنهم فيحذر من ذلك.
.. المواساة يا الشيخ؟ نعم.
س: أحسن الله إليكم. ما حكم التصوير للذكرى ؟ وأيضا ما حكم اقتناء الملابس والفرش التي فيها تصاوير ؟
نرى أنه مكروه، وإن كان بعض المشايخ سهلوا في التصوير بالكاميرا؛ ومنهم الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-؛ لأنهم لما رأوا كثرة الذين يستعملونه، ويدعون أنه لا ينطبق عليه التصوير الذي ورد فيه الوعيد سهلوا في أمره. ومع ذلك نرى عدم الحاجة إليه إذا كان لمجرد الذكرى كما يقال.
وأما الفرش واللباس إذا كان فيها صور.
الفرش: سمعت شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- يسهل في أمرها إذا كانت توطأ وتمتهن ويداس عليها لأن ذلك يسهل من أمرها. وأما إذا كانت منصوبة كالتي في الستائر ونحوها؛ فإنه يلزم إزالتها.
وذلك لقصة أو لحديث عائشة -رضي الله عنها- ذكرت أنها سترت سهوة لها بقرام فيه تماثيل، والسهوة النافذة والفرجة والقرام الستارة؛ ستارة من قماش فيها تماثيل يعني فيها صور.
رآها النبي -صلى الله عليه وسلم- فظهر في وجهه الغضب، وقال: ما هذا القرام؟!! ؛ فعند ذلك نزعت ذلك القرام وشققته وجعلت منه وسادتين من بردتين؛ يعني يهان كل منهما ويجلس عليها؛ فدل على أنه لا مانع من استعمال الصور المهانة في الفرش التي يجلس عليها ونحو ذلك، ومن الأولى طمسها إذا تيسر.
وكذلك في اللباس. وجد أكسية عليها صور يستطيع أنها تشق قبل أن تلبس فيقطع رأسها ويقطع الوجه ونحو ذلك؛ وجب. وإلا فلا تستعمل.
س: أحسن الله إليكم. ما ترى في المستشفيات التي تحث على التبرع بالدم، فإذا تبرعت فإنها تعطيك شهادة شكر ومبلغ قدره أربعمائة ريال، ومن يتبرع يتبرع ليحصل على المال، وإذا لم يعط فإنه يغضب ويسخط؛ ما حكم التبرع بذلك؟
لعله لا مانع من ذلك؛ لأن هذا الدم قد يكون زائدا في بعض الناس، قد يحتاج إلى الحجامة أو يخرج منه هذا الدم الزائد بدون أجرة، يحتاج إلى أن يذهب إلى الحجام ويخرج منه الدم فيعطي الحجام أجرته.
في هذه الحال إذا كان الدم لا يضره؛ بل هو دم زائد فلا مانع من التبرع به وإعطائه من ينتفعوا به ليسعفوا به بعض المرضى بدل ما يخرجه الحجام فيصبه في الأرض ولا ينتفع به، يكون هناك من ينتفع به من المرضى ونحوهم.
أما بالنسبة للأجرة فلا تعتبر أجرة ولا يعتبرها أجرة بل يعتبرها كمساعدة أو هدية من هذا المستشفى. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: إني وجدت في نفسي شيئا من مسألة القدر والعلم، وهذا شيء كثيرا ما أقلقني في صلاتي وخارجها، وهذا بعد قراءتي لكتاب ابن كثير قصص الأنبياء. ويحصل هذا خاصة وقت العصر والمساء وعند قيامي من النوم وعند قراءتي القرآن.
أنصحك بأن لا تلتفت إلى هذه الوساوس ولا إلى هذه الخطرات. عليك أن تؤمن أولا بأن الله تعالى بكل شيء عليم، وأنه علم كل شيء قبل وجوده. وتؤمن بأن الله كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن من الأشخاص والأعمال والأقوال والأحوال والمخلوقات كلها ونهاياتها ومبادئها وذلك على الله يسير.
لقول الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ؛ يعني: أن هذه المصائب مكتوبة قبل أن يبرأها الله، قبل أن يخلق هذا الخلق وعلم ذلك على الله يسير .
وقال تعالى: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ ؛ يعني في اللوح المحفوظ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ؛ فيؤمن المسلم بأن الله بكل شيء عليم، وأنه علم الأشياء الماضية وعلم الأشياء المستقبلة.
ولا يكون في الوجود شيء إلا وقد علمه؛ علم عدد الرمل وعدد التراب وعدد الأنفاس وعدد الأشخاص، وعلم أعمالهم قبل أن يوجدهم؛ و ذلك على الله يسير .
كذلك أيضا تؤمن بأن الله على كل شيء قدير، وأنه خالق كل شيء، وأنه لا يكون في الوجود إلا ما يريد ومع ذلك تؤمن بأنه سبحانه أعطى الإنسان قدرة على مزاولة أعماله؛ هذه القدرة التي يستطيع بها أن يصلي ويصوم ويجاهد ويتكسب وينفق.
ففيها خلق الله تعالى؛ فهو الذي أوجده، وهو الذي خلقه، وهو الذي أعطاه هذه القدرة وهذه القوة؛ فلا يكون في الوجود إلا ما يريد؛ فقل: آمنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره، لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
نعلم أن الخلق لو اجتمعوا على أن ينفعوا إنسانا لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف .
وإذا آمنت بذلك إيمانا مجملا، وآمنت بأن جميع الموجودات والمخلوقات كلها وجدت بقضاء الله تعالى وبإرادته وبمشيئته، وآمنت بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا يكون شيء إلا بإرادة الله -فإنك بذلك تريح نفسك.
س: أحسن الله إليكم. نختم بثلاثة أسئلة: ما وسائل تقوية الحفظ لطالب العلم ؟
الحفظ الذي هو حفظ القرآن وحفظ المتون يتفاوت الناس فيه؛ لأن الله تعالى فاوت بين الناس في الحفظ. ولكن من أسبابه الاهتمام؛ أن يهتم بالمادة التي يريد حفظها، ومن أسبابه التكرار؛ أن يكرر الجملة ويكرر الحديث ويكرر الآية والآيات حتى تثبت في ذاكرته.
ومن أسبابه –أيضا- التعاهد. التعاهد؛ بمعنى أنه لا يهمل حفظه بل يردده مرة بعد مرة كلما تفرغ حتى لا يذهب من ذاكرته. نعم.
س: أحسن الله إليكم؛ ما حكم بيع التلفاز أو استبداله بشيء آخر ؟
التلفاز من الآلات التي عمت البلوى بها، إذا اشتراه إنسان وتعهد أنه لا يستعمله إلا في الشيء الذي ينفع والذي هو من جملة المباحات أجزأ وجاز له ذلك مع التحفظ.
أما إذا كان يفتحه على ما تيسر على ما عنّ له يعرض فيه صور نساء عاريات متكشفات، وصور رجال متجملين أمام النساء، ويصير فيه غناء وطرب ومفاسد- ننصح بعدم شرائه وبعدم بيعه.
س: السؤال الأخير: أحسن الله إليكم. نحن موظفون في شركة ولكن بعض رؤوسنا من يحب النصارى والرافضة ويقدمه على المسلمين حكم الخبرة وغيرها؛ فما حكم ذلك؟
عليكم أن تنصحوا هؤلاء الرؤساء، وتبينوا لهم أن تفضيل غير المسلم على المسلم يعتبر من النقص في الدين. والواجب رفع المسلمين؛ لأن الإسلام يعلو ولا يعلى، والله تعالى يقول: وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ؛ فعلى الرئيس أن يهين النصارى غير المسلمين.
وكذلك البوذيون والسيخ والهندوس والقاديانيون ونحوهم من الأديان الباطلة نهينهم ونذلهم ونحقر من شأنهم، ولو كانوا أهل فكر ولو كانوا أهل تجربة، ولو كانوا أهل قدرة وأهل معرفة وأهل صنعة ونحو ذلك؛ فعليه أن يستبدل بهم غيرهم من المسلمين ولو كانوا أقل منهم إنتاجا أو أقل منهم معرفة أو خبرة أو ما أشبه ذلك؛ ففي ذلك رفع الإسلام ورفع أهله.
وإذا امتنع وأصر على ما هو عليه فقد سلمتم إذا نصحتموه وأديتم الواجب عليكم وهو يتولى الإثم. والله أعلم.
جزى الله شيخنا خير الجزاء، ومتعنا به ونفعنا بعلمه، واجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، ونسأل الله سبحانه أن يرزقنا حسن العمل والاتباع.