إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
تفاسير سور من القرآن
65062 مشاهدة
تفسير قوله تعالى: كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ

...............................................................................


وقوله: كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ أكثر العلماء على أن الكتاب خبر مبتدأ محذوف، وحذف المسند إليه إذا دل المقام عليه نوع من الإيجاز معروف مقبول في النحو وفي المعاني لا اختلاف فيه، وهذا هو الأظهر أن قوله: كِتَابٌ خبر مبتدأ محذوف هذا كتاب أنزل إليك؛ خلافا لمن زعم أن المص اسم لهذه السورة، وأنه في محل المبتدأ، وأن كِتَابٌ خبره. والمعنى السورة المسماة المص كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ .
والقرآن يطلق على كل سورة منه أنها كتاب وأنه كتب عديدة، لأنه مكتوب في صحف كثيرة؛ كما بينه تعالى في سورة البينة؛ حيث قال: رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ فعبر عن القرآن بأنه كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ولكن الأظهر هو ما عليه الجمهور: أن قوله كِتَابٌ خبر مبتدأ محذوف هذا كتاب.