الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
76151 مشاهدة
مظاهر ودلائل توحيد الألوهية

...............................................................................


ومعناه: ألا يدعى إلا الله، ولا يرجى إلا الله وحده لا شريك له، ولا يستغاث بغيره، ولا يذبح لغيره ، ولا ينذر لغيره، لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل -أي- هذه أمثلة للعبادة، أمثلة من أنواع العبادة، أي: أن أمثلة هذه العبادات تكون لله وحده، لا يصرف منها شيء لمخلوق، لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل، فمن صرف منها شيئا لمخلوق فقد أشرك ذلك المخلوق، وجعله ندا لله –تعالى-.
بدأ بالدعاء، ثم ثنى بالرجاء، وثلث بالاستغاثة، وربع بالذبح، وخمس -هنا- بالنذر، وهي أمثلة.
و الدعاء دليله قوله تعالى: وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ وقوله: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وقوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ .
وقد كثرت الأدلة في الأمر بدعاء الله –تعالى- ومعنى ذلك: أن يدعو الله –تعالى- في جميع حالاته، وقد بين الله –تعالى- أن الدعاء عبادة، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي لم يقل: عن دعائي، سمى الدعاء عبادة عَنْ عِبَادَتِي فدل على أن الدعاء عبادة، وقال في الآية بعدها بقليل: قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ أولها: أعبد. ثانيها: تدعون. فدل على أن من دعا فقد عبد ذلك المدعو، دل على أن الدعاء عبادة، وقال تعالى عن إبراهيم وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ ثم قال في الآية بعدها: فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ فالآية الأولى: تدعون. والثانية: تعبدون. فدل على أن الدعاء عبادة.
وقد قسم العلماء الدعاء إلى قسمين:
دعاء عبادة، ودعاء مسألة.
وقالوا: إن دعاء العبادة يتضمن دعاء المسألة، ودعاء المسألة يستلزم دعاء العبادة؛ وذلك لأن دعاء المسألة الذي هو سؤال الله أن ترفع يديك وتقول: يا رب أسألك الغفران، أسألك الغنى عن خلقك، أسألك الجنة، أعوذ بك من النار، أسألك زوائد فضلك، أسألك غفرانك ورحمتك، أسألك عفوك وعافيتك. هذا دعاء مسألة؛ لأنك تسأل الله؛ ولكن معنى ذلك أنه عبادة، كيف كان الدعاء عبادة؟ يعني: السؤال؟ الجواب: أن الداعي متذلل، إذا عرفت أن العبادة هي الذل فالداعي متذلل، العرب تسمي كل شيء مذللا معبدا، فيقول شاعرهم:
تبـاري عتـاقا ناجيـات وأتبعـت
وظيفـا وظيفـا فـوق مـور معبد
ويقولون: طريق معبد -أي- مذلل بالأقدام، قد ذللته الأقدام والحوافر والخفاف، ونحو ذلك -أخفاف الإبل ونحوها- فسمي مذللا معبدا. والمملوك يسمونه عبدا؛ وما ذاك إلا أنه ذليل لسيده، يعني: أنه لا يستطيع أن يخرج عن طواعية سيده، ولا عن ملكيته؛ فلذلك يسمى عبدا؛ لأنه متذلل. فالذين يعبدون الله –تعالى- عليهم أن يتذللوا حال أداء العبادة -عبادة بدنية أو قولية أو اعتقادية-؛ سواء كانت عبادة بالقول أو بالفعل، إذا تعددت فإنهم يكونون -دائما- في غاية الذل، يفسر شيخ الإسلام العبادة بأنها: غاية الذل مع غاية الحب. هذه هي حقيقة العبادة.
وأما مثالها، أو تعريفها فإنه يقول: العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. فهذا تعريفها في العموم.
ولكن.. لماذا سميت عبادة؟ لأن العابد يتذلل فيها. فأنت في الصلاة تتذلل، فإذا تذللت صارت صلاتك عبادة؛ لأنك تركع لله، والركوع تذلل ؛ حيث إنك تحني ظهرك تواضعا، وكذلك في السجود؛ حيث إنك تضع وجهك على الأرض التي توضع عليها الأقدام والأحذية ونحوها تواضعا، وجه الإنسان الذي هو أشرف أعضائه، وفيه حواسه: سمعه وبصره وفمه وشمه يجعله على الأرض؛ أليس ذلك تذللا؟ أليس ذلك تواضعا؟ فسميت عبادة. وكذلك حالة وقوفه يكون متذللا، وحالة جلوسه يكون متذللا؛ ولأجل ذلك لا يصرف وجهه، لا يلتفت يمنة ولا يسرة، يقبل بقلبه وبقالبه وبسمعه وبصره وبعقله وبحركاته، يقبل على ربه ويخشع ويخضع ويتواضع، كما مدح الله تعالى الذين هم بهذه الصفة الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ فيكون هذا حقا هو التعبد الذي هو التذلل.
فنعود، فنقول: الذي يسأل الله تعالى أليس متذللا؟ إذن.. فسؤاله عبادة؛ لأنك إذا سألت الله -تعالى- وأنت معتز بنفسك فالذي يسأل الله وهو متعزز ومترفع ومتكبر، لا يخشع في دعائه، ولا يتواضع لربه، ولا يسأله سؤال فقير، سؤال حقير، يذلل نفسه؛ لا يستجيب الله -تعالى- دعوته ولا يقبلها؛ حيث إنه لم ينكسر قلبه أمام ربه، ولم يطلب ربه دعاء رغبة؛ بل كأنه يقول: إن أعطيتني وإلا فلا حاجة لي فيك يا رب.
العباد فقراء إلى الله -تعالى- وعليهم أن يظهروا الفقر، وأن يظهروا الاحتقار -يحقروا أنفسهم-. أما إذا تعززوا وترفعوا؛ فإنهم لا يعطون سؤلهم، ورد في الحديث القدسي: أن الله يقول: أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي؛ لذلك الذين يدعون الله -تعالى- وقلوبهم مخبتة، وقلوبهم منكسرة، وهم متذللون متواضعون، متضرعون متخشعون يرجى إجابة دعوتهم.
ذكروا هذا -كما قرأتم- في باب صلاة الاستسقاء، يقولون: يخرج إلى الصلاة -صلاة الاستسقاء- متواضعا متذللا متضرعا مخبتا خاشعا خائفا راجيا متبذلاً في ثياب ذلة في حالة تواضع، منكسر القلب، منكسر الرأس، ذليلا بين يدي ربه كأنه يمثل نفسه أنه العبد الفقير، لسان حاله يقول: يا رب أنا الفقير، أنا العبد الذي كسب الذنوب، وصدته الأماني أن يتوب، نحن عبادك الذين خلقتهم والذين رزقتهم، وأنت مالكهم، وأنت ربهم وخالقهم والمتصرف فيهم. يتمثل قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ فمن دعا الله -تعالى- بهذه الصفة.. رُجي أن يجيبه، وأما إذا دعوا الله -تعالى- واستغاثوا به وطلبوه أن يغيثهم؛ وهم مع ذلك يظهرون أنهم مستغنون عن فضله، مستغنون عن عطائه وغيثه، وكأنهم يقولون: إن حصل لنا الغيث وإلا فإنه لا حاجة لنا ولا ضرورة إليه، وكأنهم ليسوا مضطرين إلى عطاء الله -تعالى- ولا إلى فضله، فمثل هؤلاء قد لا يجابون، لا تجاب دعوتهم؛ وذلك لأنهم في حالة دعائهم ما كانوا متعبدين.
دعاء المسألة يلزم منه التعبد، أليس التعبد هو التذلل؟ يلزم منهم أن يكونوا متذللين غاية التذلل؛ حتى يجيب الله -تعالى- دعوتهم ويعطيهم سؤلهم.
يعترفون أولا: بفقرهم، وفاقتهم، وشدة حاجتهم.
ويعترفون ثانيا: بغنى ربهم، وبقدرته، وبرحمته، وبسعة مغفرته.
ويعترفون –أيضا- بأنهم خلقه، وهم ملكه، وهو المتصرف فيهم، وهم عبيده، وأنهم لا غنى بهم عن ربهم طرفة عين. فهذا حقيقة دعاء المسألة.
وأما دعاء العبادة فإنه يعم كل القربات؛ فإنها تسمى دعاء، فنقول:
الصلاة دعاء، والزكاة والصدقات دعاء، والصوم دعاء، والحج دعاء، والأذكار دعاء، والقراءة دعاء، والجهاد في سبيل الله دعاء.
وكذلك الأعمال الخيرية المتعددة كالنصيحة دعاء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء ؛ ولكنه دعاء عبادة، ليس دعاء مسألة. فيدخل في قوله تعالى: فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ يدخل في قوله تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا وإن كان هذه الآية سياقها يدل على دعاء المسألة ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً يعني: إذا دعوتم الله دعاء مسألة؛ فادعوه حالة كونكم متضرعين، وأخفوا دعاءكم بينكم وبين ربكم. وكذلك قوله: وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا هذا -أيضا- دعاء مسألة، خوفا من عذابه، ادعوه ألا يعذبكم، خافوا أنكم إذا لم تدعوه أن يقع بكم العذاب، خوفا وطمعا في أن يرحمكم وأن يعطيكم سؤلكم؛ ولكن في الآية إظهار التذلل، فتعم -أيضا- دعاء المسألة ودعاء العبادة.
ذكر العلماء أن دعاء العبادة يستلزم دعاء المسألة بمعنى: أن فيه حقا أنه يكون بلسان الحال داعيا، كل من عبد الله فإنه داع في نفس الأمر. إذا كان يعبد الله أية نوع من أنواع العبادة هو في الحقيقة يدعو الله؛ ولكنه بلسان الحال لا بلسان المقال؛ ولو سألته لنطق بما في قلبه.
فلو قلت أنا لأحدكم: ما الذي جاء بك إلى هذا المسجد من مكان بعيد أو قريب؟ ما الذي أجلسك في هذه الحلقات؟ تنطق وتقول: أرجو ثواب الله، أرجو الأجر منه، أرجو مغفرته، أرجو جنته، أريد أن يثيبني، أريد أن يحصل لي الأجر الذي رتب على ذلك. سمعت قول النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقًا إلى الجنة فأنا أريد أن يسهل الله لي طريقا إلى الجنة إذا سلكت هذا الطريق.
نقول: تعلمك هذا هو دعاء عبادة أو دعاء مسألة؟ إنه دعاء عبادة؛ ولكن أنت في نفس الأمر ترجو الأجر، وهكذا أيضا في بقية العبادات.
فلو قيل لك: لماذا تحافظ على الصلاة؟ لماذا تتقدم إلى المساجد؟ لماذا تتقرب بانتظار الصلاة؟ وبالنوافل قبل الصلاة وبعدها؟ وبالأذكار التي تأتي بها بعدها؟ ماذا تقول؟ لسان الحال يقول: إنني أرجو ثواب الله، وأرجو جنته، وأرجو مغفرته ورحمته، وأرجو السلامة من عقابه، وأرجو مغفرة الذنوب وستر العيوب، وأرجو جزيل الثواب في الدنيا وفي الآخرة، وأرجو أن الله -تعالى- ينصرني إذا حافظت على هذه العبادة. هذا لسان الحال، يعني: ما تكلمت به بلسان المقال؛ ولكن هذا يدل عليه عملك، وعمل كل مسلم؛ أنه لا يعمل هذه الأعمال إلا لأجل أن يحصل له الأجر؛ وإن كان هناك من يعملها رجاء الثواب، وهناك من يعملها خوف العقاب، وهناك من يعملها محبة لله -تعالى- وشكرًا له.
مر بنا حديث في بعض الكتب أن الله -تعالى- يحضر ثلاثة من عباده، فيسأل أحدهم: لماذا تعبدت بهذه العبادات، وتقربت بهذه القربات، وعملت الصالحات؟ فيقول: يا رب.. قرأت في كتابك خبر الجنة، وما فيها من النعيم، وما فيها من الثواب والأجر العظيم، والجزاء الأوفى، والنعيم المقيم، وما فيها من الحور، ومن القصور، ومن الأنهار والأشجار والثمار، وأنواع الملذات؛ فأتعبت نفسي، وأسهرت ليلى، وأظمأت نهاري، وأكملت عملي، واجتهدت في هذا العمل، واجتهدت في الصالحات؛ حتى أحظى بدخول هذه الجنة التي رأيت صفتها. فيقول الله: هذه الجنة فادخلها، قد عملت عملا لأجل الجنة فهذه الجنة.
يؤتي بالثاني فيقال: لماذا تعبدت؟ فيقول: يا ربي.. قرأت في كتابك عذاب النار، وسمعت بما فيها من السعير، وما فيها من العذاب الأليم والحميم والغساق والزقوم، وما فيها من الإحراق، وما فيها من شدة العذاب؛ فاجتهدت في الهرب منها، فأنا أتعبت لها نفسي هربا منها وخوفا منها، وتعبدت بهذه العبادات، تعبدت بصلاة وبصيام وبصدقة وبتهجد وبأذكار وقراءة خوفا من أن أكون من أهل هذه النار. فيقول الله تعالى: قد أمّنتك من هذه النار، وأجرتك منها، وليس هناك إلا دار الثواب فادخل دار الثواب، ادخل الجنة، وأنجيتك من النار.
ويؤتى بثالث فيقال: لماذا تعبدت عبادتك هذه؟ فيقول: يا رب قرأت في كتابك...، وكثرة خيرك وفضلك على عبادك، فتعبدت محبة لك، حملني على ذلك.. محبتك، محبة المنعم، ومحبة المتفضل، والشكر له، وتعظيما لك؛ لأنك ذو الجلال والإكرام؛ ولأنك الكبير المتعال، فأنت أهل أن تعبد وأن تحمد، وأن يركع لك ويسجد، فيقول الله تعالى: قبلت عبادتك، وهأنذا فانظر إلي، وهذه دار ثوابي فادخلها.
فكل منهم عبد الله -تعالى- وأعطاه ما عبد، فالذي عبد طلبا للجنة أعطاه الله طلبه، والذي عبد خوفا من النار أعطاه الله طلبه، والذي عبد محبة للمعبود وشكرا له أعطاه الله طلبه وقبل منهم.
لا شك أن هذا هو حقيقة العبادة التي هي نوع من أنواع الدعاء، والتي تسمى: دعاء العبادة. فنقول:
إن الآيات التي في القرآن في الأمر بالدعاء تتضمن النوعين: دعاء العبادة، ودعاء المسألة.
وأيضا فإن الداعي يدعو الله -تعالى- يمتثل ذلك بلفظ الدعاء، فيقول: أدعوك يا رب لتقبل مني، أدعوك يا رب لتغفر لي، أدعوك يا رب لتقبل عبادتي، لتكثر حسناتي وتمحو سيئاتي، فيسمى فعله دعاء. وكذلك لو قال: أعبدك؛ فإن أعبدك فيها معنى أدعوك -أي- أدعوك دعاء عبادة.
وبكل حال.. فإن هذه كلها من أجلّ العبادات، والتي لا يجوز أن يصرف منها شيء لغير الله، لا لمَلَك مقرّب، ولا لنبي مرسل؛ بل هي حق الله -تعالى- فلا يدعى إلا الله.