اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
127604 مشاهدة
المراد بالعرش

...............................................................................


العرش هو السرير العظيم الذي يجلس عليه الملوك العرش هو سرير الملك كما قال تعالى: وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ وقال: أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا أَهَكَذَا عَرْشُكِ يعني ملكة سبأ اتخذت أو صنعت لها عرشًا كبيرًا ولكنه صغير حيث جاء أتى به الذي عنده علم من الكتاب كذلك ذكر في قصة يوسف في قوله تعالى: وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ أي لما أتاه أبواه رفعهم على العرش أي على السرير الذي يجلس عليه الله تعالى أكثر من ذكر العرش فقال تعالى: وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وقال: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ وقال: رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ وقال: رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ وذكر أنه على الماء في أول الأمر في قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ .
سمعنا سئل ابن عباس على أي شيء الماء؟ قال: على متن الريح كأنهم استشكلوا العرش على الماء. الماء لا بد أن يكون له ما يعتمد عليه الماء عادة لا يمكن أن يكون في الهواء فأخبر بأنه على متن الريح خلق الله تعالى الريح قوية، فكانت محتملة للماء كما شاء الله. الله قادر على أن يجعل العرش على أي شيء يعتمد، وكذلك أيضًا إذا قيل: على أي شيء تعتمد عليه المخلوقات؟ لا شك أنها خلقت بقدرة الله تعالى وأنه الذي خلقها، وقدرها، وهو العالم بها يعلم كيف تكون هذه المخلوقات، وكيف عظمها ومقاديرها كما أنه يعلم عدد المخلوقات صغيرها وكبيرها، ولا يخفى عليه منها خافية، وكذلك أيضًا عظمة هذه المخلوقات دليل على عظمة الخالق.
إذا كان هذه السماوات التي ذكر الله عظمتها وبين النبي صلى الله عليه وسلم عظم كل سماء وكثفها، وأنها مسيرة خمسمائة وأنها إذا وضعت في الكرسي كانت كدراهم سبعة ألقيت في ترس ماذا تشغل الدراهم التي هي قطع صغيرة من الفضة بقدر الظفر ونحوه ماذا تشغل من الترس الذي هو على هيئة الصحن؟