شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
128696 مشاهدة
العرش هو أول وأعظم المخلوقات

...............................................................................


بعد ذلك خلق العرش، والصحيح أن العرش هو أول المخلوقات؛ ولذلك خصه بالاستواء عليه وهو أول ما خلقه من هذه المخلوقات كما يشاء، ولا شك أن العرش يعتبر أول هذه المخلوقات، ويعتبر أعظمها إذا كانت السماوات السبع والأرضون في الكرسي كدراهم سبعة ألقيت في ترس، والكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة أي: بفلاة من الأرض فماذا تكون نسبة هذه المخلوقات إلى العرش؟ إذًا فالعرش لا يقدر قدره إلا الله. العرش في اللغة هو سرير المَلك السرير الذي يستوي عليه ملوك الدنيا كما قال تعالى عن بلقيس: إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ فعرشها سرير كانت تجلس عليه كما يجلس الملوك على سررهم، وكذلك حكى الله عن يوسف لقوله تعالى وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ أي على السرير الذي يجلس عليه الملوك، ثم إنه تعالى أخبر بأن له هذا العرش ووصفه بصفات تبين أنه مخلوق وأنه قد خصه بالاستواء فوصف أن له حملة قال تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ وهؤلاء هم من الملائكة أعطاهم الله تعالى قوة على حمل هذا العرش مع عظمه، ولكن هم كما خلقهم الله لا يقدر قدرهم إلا الله.
ورد في بعض الأحاديث قال صلى الله عليه وسلم: أذن لي أن أحدث عن ملك ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة خمسمائة سنة وذكر أن حملة العرش هم أربعة، وفي يوم القيامة يكونون ثمانية وكذلك أخبر بعبادتهم قال تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا أخبر بأنهم يحملون العرش وقال تعالى: وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ أخبر بأنهم حافين من حوله أي أنه لا يحيط به إلا خالقه سبحانه.