لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
شرح لمعة الاعتقاد
192295 مشاهدة
آيات وأحاديث الصفات

فمما جاء من آيات الصفات قول الله تعالى: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ وقوله سبحانه وتعالى: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ وقوله تعالى إخبارا عن عيسى عليه السلام أنه قال: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ وقوله سبحانه : وَجَاءَ رَبُّكَ وقوله: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ وقوله تعالى: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وقوله تعالى: يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ وقوله في الكفار : غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وقوله تعالى: اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وقوله تعالى: كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ .
ومـن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا وقوله: يعجب ربك من الشاب ليس له صبوة وقوله: يضحك الله إلى رجلين قتل أحدهما الآخر ثم يدخلان الجنة فهذا وما أشبهه مما صح سنده وعدلت روايته نؤمن به, ولا نرده, ولا نجحده, ولا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره ولا نشبهه بصفات المخلوقين ولا بسمات المحدثين ونعلم أن الله سبحانه لا شبيه له ولا نظير لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .
وكل ما تخيل في الذهن, أو خطر بالبال؛ فإن الله تعالى بخلافه, ومن ذلك قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وقوله: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك وقال للجارية : أين الله قالت: في السماء قال: أعتقها فإنها مؤمنة رواه مالك بن أنس ومسلم وغيرهما من الأئمة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين كم إلها تعبد؟ قال سبعة؛ ستة في الأرض, وواحدا في السماء. قال: من لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء قال: فاترك الستة واعبد الذي في السماء, وأنا أعلمك دعوتين؛ فأسلم, وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي ؛ وفيما نقل من علامات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الكتب المتقدمة أنهم يسجدون بالأرض ويزعمون أن إلههم في السماء.
وروى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا وذكر الخبر إلى قوله: وفوق ذلك العرش والله سبحانه فوق ذلك .
فهذا وما أشبهه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله، ولم يتعرضوا لرده ولا تأويله ولا تشبيهه ولا تمثيله.
سئل الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه فقيل: يا أبا عبد الله الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ثم أمر بالرجل فأخرج.


السلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
آيات الصفات هي الآيات التي اشتملت على ذكر بعض صفات الله تعالى وتنقسم الصفات إلى قسمين: صفات ذاتية وصفات فعلية, والصفات الذاتية التي تلازم الذات بمعنى: أن الله تعالى موصوف بها دائما؛ فهي ملازمة لذاته.
والصفات الفعلية: الأفعال التي يفعلها إذا شاء, وكلها ثابتة بالأدلة الصريحة من القرآن, والصحيحة الصريحة من السنة.