قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
كلمة حول طلب العلم
3299 مشاهدة
كلمة حول طلب العلم

... وعلى آله وصحبه.
أتكلم حول أهمية العلم وطلبه وطرق تناوله، بمناسبة أن هؤلاء الشباب المتواجدين يهمهم العلم، ويهمهم الاجتهاد في طلب العلم.
فأولا: العلم هو العلم الشرعي الذي هو ميراث الأنبياء، علم الكتاب وعلم السنة الذي يعتمد على كلام الله تعالى وكلام نبيه -صلى الله عليه وسلم- وكلام أهل العلم الذي استنبطوه من الكتاب والسنة، فهذا هو العلم الذي ينبغي أن يكون المسلم مهتما بتعلمه.
وقد دل على فضل تعلمه حديث أبي الدرداء المشهور، قول النبي -صلى الله عليه وسلم- من سلك طريقا يلتمس فيه علما؛ سهل الله له طريقا إلى الجنة. وهذا فضل كبير يدل على أن كل من سلك طريقا أي سار وسلك مكانا يلتمس فيه علما أيًّا كان ذلك الطريق طويلا أو قصيرا؛ فله هذا الأجر الكبير.
ومعنى ذلك أنه إذا ذهب إلى مدرسته، أو إلى معهده لطلب العلم؛ فإن ذلك طريق إلى الجنة، وكذلك إذا ذهب إلى حلقة من حِلَق العلم في المساجد أو في مجتمعات؛ كان ذلك طريقا يسلكه، يُسلك به طريق إلى الجنة، وكذلك إذا ذهب إلى مجتمع علمي لم يكن حامله إلا طلب العلم؛ كان ذلك أيضا من الطرق التي توصله إلى الجنة وإلى رضا الله تعالى.
وقد عمل بذلك سلف الأمة -رحمهم الله- واهتموا بطلب العلم أتم اهتمام؛ فكان بعضهم يغيب أربعة أشهر، أو شهرين لأجل حديث أو حديثين أو أحاديث قليلة يتحصل عليها، مع صعوبة المواصلات في زمانهم، وكثير منهم يغيب سنة أو سنوات لأجل التعلم حرصا منهم على أن يكونوا من أهل هذا الطريق الذي يؤدي بهم إلى رضا الله تعالى وإلى ثوابه.
وكذلك أيضا ركبوا الصعوبات، وصبروا على المتاعب كل ذلك لأجل أن يعملوا بهذا الحديث؛ ليسلك الله تعالى بهم طريقا إلى الجنة، فكانوا يصلون النهار بجزء من الليل لأجل أن يعملوا بهذا الحديث، وربما يسهرون الليل مع صعوبة التعلم في زمانهم، ولكن من نَهْمَتِهِمْ في العلم يجدون ذلك خفيفا، ويجدون له لذة في تعلمهم، لا شك أن هذا كله يحملهم عليه الرغبة في طلب العلم، فكانوا يتعبون أشد التعب.