من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
الكلمة الأسبوعية
522 مشاهدة
تهنئة ووصية الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله للمسلمين في رمضان

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد...

فإننا نهنئ جميع المسلمين المؤمنين المتقين في أصقاع الأرض بحلول شهر رمضان، وإدراك أيامه الغر ولياليه الزهر، فإن بلوغ رمضان وصيامه نعمة عظيمة لمن وفق لذلك، فقد من الله - وله الفضل والحمد - علينا بإدراك هذا الشهر العظيم، الذي هو شهر البركات والخيرات، وشهر إجابة الدعوات، وإغاثة اللهفات، الذي تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد الشياطين، فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره.

ونوصي جميع المسلمين في هذا الشهر وما بعده بإخلاص الدين لله، والاعتماد عليه وحده، وخوفه ورجائه، والتوكل عليه، والاستعانة به على أمور الدنيا والآخرة، والابتعاد عن الشرك بجميع أنواعه، وعن دعاء أي مخلوق، أو سؤال المخلوق شيئًا مما لا يقدر عليه إلا الله.

كما نوصيهم بالمواظبة والمحافظة على صلاة الجماعة، وحضور القلب فيها، والطمأنينة، والخشوع الذي مدح الله أهله بقوله تعالى: [الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ]، والحرص على أداء الصلوات مع جماعة المسلمين، وعدم التخلف عن الجماعة، وعدم تأخير الصلوات عن أوقاتها، وهذا واجب على كل مسلم في جميع السنين والأشهر، ولكن يختص هذا الشهر بزيادة الاهتمام، والمواظبة على الصلوات في مواقيتها، كذلك نوصيهم بحفظ صيامهم عما يجرحه وينقصه، ففي الحديث قوله : من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، وفي حديث آخر: ليس الصيام من الطعام والشراب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإذا حافظ المسلم على صيام هذا الشهر وحرص على تكميله، رجي أن يغفر الله له ما تقدم من ذنبه.