شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
العلم فضله وآدابه ووسائله
28163 مشاهدة print word pdf
line-top
السنة النبوية الشريفة

أما بالنسبة إلى السنة، فإن السنة التي هي الأحاديث النبوية تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه، وقد أمر الله -تعالى- نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يبين هذا القرآن، فقال له: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وقد بينه -صلى الله عليه وسلم- بأقواله وبأفعاله، وكذلك بين الشريعة التي أرسل بها، وقد وفق الله -تعالى- صدر هذه الأمة للعناية بكلام النبي -صلى الله عليه وسلم- فنقلوه نقلا ثابتا، ثم كتبوه في مؤلفات، وبينوه وتكلموا على صحيحه وما ليس بصحيح، وما هو حسن، وما يعمل به وما لا يعمل به، وشرحوه أيضا، وشرحوا غريبه، وتكلموا على أسانيده، فأصبحت السنة محفوظة، لأن حفظها من تمام حفظ الشريعة التي شرعها الله تعالى.
فنقول أيضا: إن على طالب العلم أن يهتم بحفظ السنة أو بقراءة ما تيسر منها، فإن فيها علما جمًّا، علما نافعا، وحيث إن الكتب كثيرة قد لا يسمح الوقت لكي يقرأها طالب العلم كلها، فإن عليه أن يهتم بمبادئها، فإن أصح الكتب صحيح البخاري ثم مسلم ولطول الكتابين يشق قراءتهما في وقت قصير؛ فلذلك يَسَّر الله -تعالى- من العلماء من اختصر الصحيحين.
فهناك كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، وفي الإمكان أن يستفيد منه ويعرف الأحاديث الصحيحة التي اتفق عليها البخاري ومسلم وإذا أراد مختصرَ واحدٍ منهما وجده فيستفيد منه، وإذا أراد نُبذًا من هذين الصحيحين وجد أيضا مختصرات، وكذلك أيضا إذا أراد شروحا وجد شروحًا توضح المعاني والألفاظ.
فهذه هي المراجع.
كذلك أيضا أقوال الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم- وذلك لأن الصحابة تعلموا من نبيهم -صلى الله عليه وسلم- والتابعون تعلموا من الصحابة؛ فلذلك تُعتبر أقوالهم وتُعتبر أحكامهم وتفاسيرهم من السنة، من تعلمها فإنه على هدى، وقد يَسَّر الله -تعالى- مَن حَفِظَ أقوالَهم ورواها بالأسانيد، واعتبروها من السنة، واعتبروها من الشريعة، فمن طلبها وجدها.
فهذه هي المراجع الأساسية للعلم، كتاب الله أولا، ثم سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم أقوال الصحابة وأفعالهم، وتلامذتهم، هذا هو العلم الذي ينبغي أن يبدأ به.

line-bottom