القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
حقيقة الحجاب والغيرة على الأعراض
12871 مشاهدة print word pdf
line-top
وفي الختام

وفي ختام هذه الرسالة أقول: إن الدعاة إلى السفور ليس لهم ما يعتمدونه دليلا في هذه المسألة، ولكن أقصى ما يريدونه إرضاء الغرب وتقليده، أو اتباع الشهوات حينما يضطرون إلى السفر إلى البلاد الخارجية التي سفرت نساؤها وخلعن رداء الحياء وبرزن، وكأنهن رجال؛ بل إن الرجل يلبس لباسا قد يستر كعبيه، والمرأة تلبس لباسا قد يكون فوق الركبتين وإلى نصف العضدين أو يزيد، وقد أبرزت الوجه والصدر والنحر، فلم يروا إلا أن يوقعوا نساء المؤمنين بما وقع فيه أولئك من بلاء وانحطاط.
فهذا هو ما دعوا إليه. فليكن المسلم على بصيرة من دينه، وليتمسك بالسنة النبوية في غيرته. وليحذر النساء المؤمنات اللاتي يردن النجاة لأنفسهن من أن يأتين بالأسباب التي توقعهن في المآثم.
ولتحذر النساء الواقعات في تلك المآثم من عذاب الله تعالى، فقد ورد في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها فهن لن يجدن ريح الجنة، وإنما استحققن ذلك؛ لأنهن كاسيات عاريات، أي عليهن لباس ولكنه ليس بلباس، فإن المرأة إذا كان عليها لباس، ولكنه لا يستر كل الجسد فيبرز صدرها ونحرها وعضدها ونحو ذلك، فلا يقال أنها ذات لباس، بل هي كاسية عارية بهذا الفعل.
أو أنهن كاسيات عاريات بحيث تكون كاسية جسدها، وعارية بجعل لباسها ضيقا يجسد عورتها؛ فهي كاسية عارية، أو أنها كاسية عليها لباس رقيق شفاف يبدو من ورائه جسدها فهي كاسية عارية....
ومعنى قوله: مائلات مميلات أي يَمِلْنَ في مشيتهن، أو يملن إلى الفاحشة، أو يُمَيِّلْنَ الناس إليهن.
أما قوله: رؤوسهن كأسنمة البخت فالبخت هي الإبل التي لها سنامات، أي تجمع شعرها من خلف رأسها وتعقده، ثم تجعل عليه خمارا حتى تكون كأنها ذات رأسين، فهذا قد ظهر في زماننا إلا ما شاء الله.
* فليتق المسلم ربه، وليكن ذا غيرة على محارمه، ولتتق المرأة ربها، ولتحافظ على عرضها من الدنس والوقوع في الآثام.
* نسأل الله أن يرزقنا الاستماع والانتفاع وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

line-bottom