فتاوى في صلاة الكسوف والخسوف
صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الكسوف
السؤال: س 3
تعددت الروايات في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - لصلاة الكسوف مع أن الشمس كسفت مرة واحدة في حياته - صلى الله عليه وسلم - فكيف ذلك؟ سؤال> رأس>
الجواب:-
غالب الروايات على أنه صلاها ركعتين؛ في كل ركعة ركوعان وسجدتان، هكذا في صحيح مسلم اسم> وغيره عن عائشة اسم> وأختها أسماء اسم> وابن عباس اسم> وعبد الله بن عمرو بن العاص اسم> وعبد الرحمن بن سمرة، اسم> وروى مسلم اسم> وغيره أنه صلاها ركعتين؛ في كل ركعة ثلاثة ركوعات وسجدتان كما في حديث ابن عباس اسم> وعائشة اسم> وجابر اسم> رضي الله عنهم . وروى مسلم اسم> عن ابن عباس اسم> أنه صلاها ركعتين، في كل ركعة أربع ركعات وسجدتان .
وروى علي اسم> مثل ذلك، وروى أبو داود اسم> أنه صلاها عشرة ركوعات وأربع سجدات مع أن أسانيدها صحيحة ثابتة معتمدة في كثير من الأبواب والأحكام. وقد ذهب بعض العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية اسم> إلى تخطئة الروايات التي فيها الزيادة على ركوعين حيث انفرد بها مسلم اسم> عن البخاري اسم> وعلل بأن الكسوف لم يقع إلا مرة واحدة يوم مات إبراهيم اسم> ابن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ومعلوم أنه لم يمت موتتين، ولا كان هناك إبراهيمان .
لكن نقول: إن تخطئة هؤلاء الرواة الثقات فتحٌ لباب الطعن في حديثهم، وردٌّ لكثير من الأحاديث التي تخالف المذاهب والآراء بحجة أنها خطأ وأن الراوي قد أخطأ في كذا وكذا مع أن هؤلاء الرواة محتج برواياتهم في الصحيحين، معتمدون في الكثير من الأحاديث التي تفردوا بها، فالأقرب أن يُحمل هذا الاختلاف على تعدد وقوع الكسوف والخسوف؛ فإن المعتاد وقوعهما في كل سنة مرة أو مرارا ومن المستبعد أن لا يقع الكسوف والخسوف في زمن النبوة عشر سنين سوى مرة واحدة .
ويحمل ذكر إبراهيم اسم> في الروايات الأخرى على أنه سبق فهم أو خطأ من الراوي؛ فتخطئة أحدهم في كلمة أولى من رد عدة أحاديث، وعلى هذا فيجوز للإمام أن يصلي ثلاثة ركوعات أو أكثر في كل ركعة إذا علم أن مدة الكسوف سوف تطول، ويمكنه أن يطيل الصلاة ويكثر الركعات قبل التجلي أو رآه أخف على المأمومين من إطالة القيام وتقليل الركعات ، والله أعلم.
مسألة>