الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
توجيهات سلاح الحدود
4034 مشاهدة print word pdf
line-top
توجيهات سلاح الحدود

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
علينا أيها الإخوة أن نتذكر نعم الله تعالى علينا، ونشكره على ما وهبنا من النعم التي لا تحصى ولا تستقصى، فمنها:
نعمة الإسلام، الإسلام هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهل الشرك، من كان كذلك فإنه من المسلمين إذا عمل بتعاليم الإسلام، فعليه أن يعترف بأن هذه نعمة كبيرة، وأمر جليل، وعليه أن يشكر الله تعالى عليه وأن يحمده؛ فقد أنعم عليه، وقد فضله على كثير.
إذا خرج الإنسان خارج المملكة وجد أن الكثير من الدول مليئة بغير المسلمين، حتى -مثلا- في البلاد العربية كالكويت -مثلا- والعراق والسودان ومصر وسوريا ولبنان ونحوها، تجد فيها الكنائس، الكنائس التي هي معابد النصارى، فتجدهم يتعبدون فيها.
ولا شك أن هذا دليل على أن الله تعالى حمى بلادنا لفضلها، ولكونها مجمع المسلمين ومنبع الإسلام، وفيها الحرم المكي الذي يقصده الناس لأداء المناسك، والحرم المدني الذي تضاعف فيه العبادات؛ فكان ذلك دليلا على أن الله تعالى فضلنا بهذه البلاد، حيث جعلها بلادا إسلامية سالمة من الأديان المخالفة لدين الإسلام.
ونعمة ثانية: وهي نعمة التوحيد الذي هو إخلاص العبادة لله تعالى، حيث تشاهدون في البلاد الأخرى من يتسمون بأنهم مسلمون ولكنهم مشركون، في كثير من الدول توجد المعابد، ففي العراق تسمعون أو تشاهدون الذين يعبدون عليا ويعبدون الحسين ويذبحون هناك الذبائح، ويعتكفون في تلك الأماكن في مكان يدعون أن فيه قبر علي ويسمونه النجف ومكان يدعون أنه قبر الحسين ويسمونه كربلاء شركيات عظيمة، مع أنهم يتسمون بالإسلام.
وهكذا في كثير وكثير من البلاد التي تتسمى بالإسلام فعندهم الشركيات والمزارات، والقبور التي يقصدونها، ويذبحون عندها، ويطوفون بها، ويتمسحون بها، ويدعون الأموات: يا سيدي فلان، اشفع لي، وانفعني، وأعطني، ومع ذلك يقولون إنهم مسلمون، وأين الإسلام ممن يشركون بالله تعالى ويدعون معه آلهة أخرى، وإن لم يسموا ذلك شركا!
بلادنا -والحمد لله- منزهة عن هذه المزارات، وعن هذه الأماكن والمشاهد التي يسمونها مشاهد، لا شك أن هذه نعمة كبيرة، ومنة عظيمة، علينا أن نشكر الله تعالى عليها.
وهكذا أيضا نشكر الله على نعمة الهداية، الهداية التي هي العمل الصالح، فإنها من الله توفيق منه للعبد ومنة وفضيلة إذا هداه الله، وذلك لأنه يشاهد في هذه البلاد وفي غيرها أناسا ضلالا ولو كانوا من المسلمين، يدعون أنهم مسلمون، ولكنهم على ضلال -والعياذ بالله- لا شك أن هذا من أسباب الضلالة، أما أنت أيها المسلم فاحمد الله على أن جعلك من المهتدين غير ضال ولا مضل.
الهداية هي الطاعة، التمسك بالطاعة، التمسك بالأوامر التي أمر الله بها، والتي يحبها، والتي يرَغِّب فيها فيجعل فيها ثوابا عظيما وأجرا كبيرا، فيتقرب بها العبد. وكذلك من الهداية ترك المحرمات التي هي المعاصي صغيرها وكبيرها، فإن العبد إذا ابتعد عن المحرمات فإنه من المهتدين إن شاء الله.
الضُّلَّال والعصاة هم الذين ينهمكون في المعاصي، ويستكثرون منها، ويدعون أنهم على هدى، وهم على ضلالة، وكذلك يتركون الكثير من الطاعات والعبادات، ولا شك أن هذا أيضا علامة على الضلالة.

line-bottom