الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
شهر رمضان استقباله - قيامه - أصناف الناس فيه
8987 مشاهدة
صيام رمضان من أسبابَ مغفرة الذنوب

ولقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسبابَ مغفرة الذنوب، وذكر منها صيام رمضان، قال: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه ومعنى ذلك أن الصائم الذي يحمله على صيامه الإيمانُ بالله -سبحانه وتعالى- والتصديق بأنه هو ربه، وأنه هو الذي أمر بهذه العبادة، وأنه هو الذي فرضها على المستطيعين وعلى المكلفين، وصدّق أيضا بأنه ركن من أركان الإسلام، لا يتمُّ الإسلامُ إلا به، وحمله على ذلك أيضا أن يحتسب الأجر من الله سبحانه، ولا يكون الحاملُ له التمدح لا مجاراة الناس، ولا أمرٌ دنيوي، وإنما الذي يحمله على أداء هذه العبادة طلب الأجر من الله سبحانه وتعالى، فمتى كمَّل صيامه، وأتى بما أُمِرَ به، فأمسك عن المفطرات، وصام أيضا عن المحرمات، فصامتْ عيناه عن النظر عما حرم الله من العورات والصور الفاتنة وما أشبهها، وصامت أذناه عن سماع الغناء واللهو والطرب، واللعب وما أشبه ذلك، وعن سماع السخرية والاستهزاء، والتنقص بأبناء الإسلام وبأهله، وعن سماع الغيبة ونحوها، وصام لسانه عن الكلام السيئ، عن الغيبة والنميمة، والكلام المحرم، وما أشبه ذلك، وصامت بقية جوارحه عن أنواع الإجرام، فإنَّ ذلك سيكون من أسباب مغفرة الذنوب.
فمن لم يكمل صيامه، أو لم يحفظه ولم يتأثر به، فإنه لا يزيده من الله تعالى إلا بُعْدا، ولا يكون له حظّ من هده المغفرة المرتبة على هذا الصيام
فالصيام مِنْ أقوى أسباب المغفرة، وقد ذكر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بقية أسباب المغفرة، كصيامه إيمانا واحتسابا، وقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، وكذلك كثرة الصدقات والنفقات في الخير، وكثرة ذكر الله ودعائه، كلُّ ذلك من الأسباب التي جعلها الله تعالى سببا لمغفرة الذنوب وعتق الرقاب، فمن أتته هذه الأسباب ولم يحظَ بالمغفرة فإنه من الذين حُرِموا فضل الله تعالى في هذا الموسم العظيم.
فتعرضوا -عباد الله- لنفحات الله، فإن لله تعالى من دهره نفحات، نفحات غفران، ونفحات رحمة، ونفحات عطاء ورزق، ونفحات توسعة وفضل، فتوبوا إلى ربكم - سبحانه وتعالى- من الخطايا والسيئات لتحظوا بجزيل الأجر وعظيم ثوابه.