إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
احتفال التحفيظ مع كلمة الشيخ
3183 مشاهدة
احتفال التحفيظ مع كلمة الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
استمعنا إلى قراءة هؤلاء الشباب وإلى ما أتحفونا به من سماع هذه الآيات البينات، وكذلك ما سمعنا من أخبارهم، ومن حيازتهم لما حازوه من الخير والسبق والفضل؛ وذلك مما يبشر بخير، وذلك مما يُهَنَّأُ به أولياء أمورهم، ويدعى لهم بالصلاح والاستقامة.
ولا شك أيها الإخوة، أن تعلم القرآن وحفظه واستظهاره وتعلم معانيه من واجبات الأمة، ومن فروض الكفاية، ومن آثار الشرف والفضل؛ فإن حامل القرآن يحوز فضلا كبيرًا، ورد من فضله: تقديمه للإمامة بالصلاة في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ؛ فضله وجعله إماما في أعظم-أو في أشرف- العبادات البدنية وهي الصلاة، أنه يؤمهم ولو كان صغيرًا؛ يعني قد كُلف.