اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
الافتراق والاختلاف
7093 مشاهدة
مسألة مس المصحف لِلْمُحْدِث

والآن.. أذكر بعض الأمثلة. أذكر أولا: أنني كتبت بعض المسائل لبعض الإخوة الذين سألوني عنها، فكتبت مسألة في مس المصحف لغير الْمُحْدِث، وأخرى في المسح على الجوارب، وأخرى في إفطار المحتجم الذي أخرج منه الدم بالحجامة. واخترت ما أختاره أنا، وما أُفْتِي به.
ثم إن ذلك الأخ الذي كتبت له تلك الأسئلة أعطاها بعض الإخوة من المصريين، فأرسلها إلى مصر أو عرضها على بعض الإخوة المصريين، فخالف ما فيها، وكتب: أنه لا بأس بمس المصحف لغير المتطهر، وأنه لا يجوز المسح على الجوارب والشراب، وأن الحجامة ليست مفطرة. واعتمد في ذلك على ما هو معروف عندهم، وعلى المذاهب المشتهرة عندهم؛ فعند ذلك وقع ذلك الأخ الذي سألني في حيرة، ووقع في أمر لا يدري ما يختاره.
فأقول بعد ذلك: إن هذه المسائل يُرْجَعُ فيها إلى الدليل.
فأما مس المصحف؛ فصحيح أنه وقع فيه خلاف؛ هل يقرأه الإنسان وهو مُحْدِثٌ أو لا يقرأه إلا وهو متطهر؟ والذي نختاره: أنه لا يقرأه إلا وهو متطهر من الْحَدَثَيْنِ: الحدث الأكبر، والحدث الأصغر. والدليل الآية الكريمة قول الله تعالى: لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ الله تعالى ذكر في هذه الآية القرآن، في أول الآية وفي آخرها، فذكره في أول الكلام بقوله: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ما هو؟ أليس هو هذا الذي بين أيدينا؟ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ أقسم الله بأنه قرآن كريم.
كذلك وصفه بعد ذلك بقوله: فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ يعني: أصله في كتاب مكنون؛ وهو اللوح المحفوظ. وصفه بعد ذلك بأنه: لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ وصفه بعد ذلك بأنه: تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فكلمة تنزيل إنما هي لهذا القرآن الذي بين أيدينا؛ قبلها هذه الآية: لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فالآية نَصٌّ في أن هذا التنزيل لا يمسه إلا المطهرون. إذن فلكرامته لا يمسه إلا متطهر؛ هذا هو الذي تَرَجَّحَ لنا.
وأيضًا ذكره الله في آية أخرى في قوله تعالى: كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ هذا القرآن الذي وَصَفَهُ بأنه: فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ وصفها بأنها: مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ يعني: أن علينا أن نرفع هذه الصحف التي هي المصاحف، وأن لا نجعلها على مستوى الأرض؛ لأن في ذلك شيئا من إهانتها؛ بل نرفعها حِسًّا ومعنى، فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ فإذا كانت مُكَرَّمَةً ومرفوعةً ومطهرةً، فكيف يُسْتَهَان بها؟! وكيف يمسها الْمُحْدِثُ ونحوه؟!
ثم إن الصحابة -رضي الله عنهم- عملوا بذلك، أكثرهم على أنه لا يمسه إلا طاهر؛ عمل بذلك جملة من الصحابة، ولو وُجد بينهم خلاف؛ فإن الذين أباحوا أن يُقرأ من غير طهارة اجتهدوا في ذلك؛ ولكن لم يتأملوا ما دَلَّتْ عليه هذه النصوص.
إذن فنحن نختار أن الْمُصْحَفَ لا يمسه إلا طاهر؛ تكريما له، واحتراما له.