اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
خطبة الشيخ في الحرجة
5651 مشاهدة
الوصية بكثرة الصدقات

وكذلك أيضا، نتواصى عباد الله؛ بكثرة الصدقات؛ فإن الصدقة تُطْفِئُ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار هكذا أمرنا -صلى الله عليه وسلم- وحَثَّ على ذلك، وأخبر بأنها . لتكسب، فالصدقات على الفقراء والمساكين، وذوي الحاجات، والتبرع مما آتى الله -تعالى- الإنسان من المال -ولو بشيء يسير- يرفعه الله -تعالى- ويُضَاعِفُهُ أضعافا كثيرة، أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بِأَنَّ مَنْ تصدق بصدقة من كسبٍ طيبٍ، ولا يقبل الله إلا الطيب -فإنه -سبحانه- يتقبلها بيمينه ويُرَبِّيها لصاحبها، كما يُرَبِّي أحدكم فُلُوَّهُ أو فصيله حتى تكون مثل الجبل فهكذا أخبر -سبحانه- بفضل هذه العبادة التي هي الصدقة، والتي تدل على صِدْقِ من أخرجها، تدل على صدقه، وتَدُلُّ على إخلاصه، ولذلك سُمِّيَتِ الصدقات، قال الله -تعالى- إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ هكذا أخبر، فإذا تَصَدَّقَ العباد مما أعطاهم الله تعالى -ولو شيئا قليلا- فإن لهم الأجر، حتى قال -صلى الله عليه وسلم- اتقوا النار ولو بِشِقِّ تمرة فلو لم يَجِدْ إلا أن يَتَصَدَّقَ بنصف تمرة يعطيها لِمَنْ هو مُسْتَحِقٌّ لها في قريب أو بعيد؛ لكان له أجر على ذلك.
وأخبر -صلى الله عليه وسلم- بأنَّ منع الصدقات ومنع الزكوات سبب لمحق البركات، وسبب للعقوبات السماوية، وسبب للقحط والجدب، وأخبر بأنه ما منع قومٌ زكاة أموالهم إلا مُنِعُوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمْطَرُوا فإذا مَنَعُوا حقوق الله التي ألزمهم بها والتي هي حق واجب في أموالهم؛ مُنِعُوا من القطر.. مُنِعُوا من قَطْرِ السماء عقوبةً لهم.
وذلك لأن الله تعالى إنما يرحمهم بضعفائهم، إنما يرحمهم بمساكينهم وببهائمهم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لولا بهائمُ رُتَّع.. وشيوخ رُكَّع.. وأطفال رُضَّع لَصُبَّ عليكم البلاء صَبًّا أي أنه -سبحانه- إنما يرحمنا بهؤلاء الشيوخ الرُّكَّع كبار الأسنان؛ الذين يركعون ويسجدون، ويخشعون ويتواضعون، فيدفع الله تعالى بهم العذاب عن الأمم، وكذلك بالبهائم الرُّتَّع التي ليس لها ذنب، وكذلك هؤلاء الأطفال الرُّضَّع الذين لم يدركوا، ولم يكن لهم ذنب، فنقول: إن علينا أن ندفع عذاب الله تعالى بما أمرنا به؛ فنتصدق مما أعطانا الله تعالى، ونعمل الأعمال الصالحة التي يحبها الله -سبحانه وتعالى-.