الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
ذم اتباع الهوى
7985 مشاهدة
نماذج من اتباع الهوى

* وكما رأينا، فكثير من الناس يتبعون أهواءهم، ويقعون فيما تهواه الأنفس، ولو كان شرا.
والأمثلة على ذلك كثيرة، ومن ذلك مثلا:
الذين تهوى أنفسهم الغناءَ واللهوَ والباطل، فتميل إليه، وتجد ارتياحا له، وإيثارا له على سماع كلام الله، وكلام رسوله، والعلم الصحيح، والتذكير بالله والذكر، والدعاء.. وما إلى ذلك من الخير..
* مالت بهم أهواؤهم إلى سماع تلك الملاهي، ودفعوا فيها أغلى الأثمان أو أرخصها؛ لذلك ذمهم الله بقوله: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ [لقمان: 6].
فهم يشترون لهو الحديث الذي يتلهون به، ويشتغلون به عن الحق، وهو من الباطل.
كذلك الذين يميلون إلى الشهوات المحرمة كشرب المسكرات، أو تعاطي المخدرات، يميل هوى أحدهم إليها ويستلذها، ويجد ارتياحا إليها، ولا يفكر في عاقبتها، ولا ينظر في سوء مغبتها، ولا يتأمل في الأدلة على تحريمها، ولا في الآثار السيئة التي تسببها.
* يميل بهم هواهم إلى أن يتعاطوها، ولو كان فيها ما فيهـا.
* والذين يتلهون بالقيل والقال، يجدون أهواءهم مائلة إلى ذلك، فتصدهم عن سماع القرآن، وتصدهم عن الذكر والخير، ويعمرون مجالسهم بالغيبة والنميمة، والقيل والقال، وبأفكار باطلة، وبكلمات لا فائدة فيها؛ فتضيع عليهم أوقاتهم وأزمنتهم.
* ما الذي أوقعهم في ذلك الهوى حتى صُمَّت وعَمِيَت أفئدتهم بسبب تلك المجالس التي ملؤها اللهو والباطل، فكرهت الخير ومجالسة الأخيار؟!
* وهكذا يقعون في الشر، وهم يعتقدون أنهم من أهل الخير.
* والذين يسرفون في المباهاة، ويتمادون في المأكل والمشارب التي فيها شيء من التبذير والإسراف بما لا حاجة إليه.
* لا شك أن ذلك من آثار اتباع الهوى والنفس الأمارة بالسوء فيجد أحدهم نفسه تميل إلى كل ما تراه ملائمها، سواء كان مأكولا، أو مركوبا، أو مسكونا، أو مفروشا، أو مستعملا بأي شكل، فيؤثر ذلك اتباعا لهواه، ولو كان غير ضروري.
* ومن ذلك إسراف الناس في هذه الأزمنة في المآكل والولائم بأنواعها.. لا شك أن ذلك من اتباع الهوى، ومن هذا الإسراف أيضا حرصهم على جمع الممتلكات التي قد لا يكون لها حاجة، كالسيارات ونحوها.
* فلا شك أن الميل إلى الهوى أوقعهم في هذا الإسراف ونحوه.