إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
محاضرات في شرح نواقض الإسلام وكتاب الجنائز من صحيح البخاري
27489 مشاهدة
مظاهرة المشركين على المسلمين

ذكر من النواقض: (مظاهرة المشركين على المسلمين) يعني: معاونة المشركين والكفار وإمدادهم بقوة على المسلمين، ولو كان يدعي الإسلام، ولو كان يتلفظ بالشهادة، فإذا عرف أن إنسانا يعين الكفار إذا قاتلوا المسلمين أو أوقعوا بالمسلمين وقيعة أيا كان أولئك المسلمون، يعين الكافر، ويسدده ويمدحه، ويحسن فعله وهو يبطش بالمسلمين؛ فمثل هذا قد أقر هذا الكافر على عذابه للمؤمنين؛ فيعتبر قد صار مثله، مظاهرة المشركين.
وكذلك أيضا موالاتهم قال الله تعالى: لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ هكذا أخبر الله تعالى بأنهم إذا تولاهم وأعانهم وساعدهم وأعانهم على ما عليه، أو أعانهم على قتال المسلمين، على قتال المسلم، وعلى البطش بالمسلمين، أو أمدهم بأسلحة، أو قوَّاهم، أو ساعدهم بنوع من المساعدة؛ اعتبر مثلهم، فيكون كافرا مثلهم.
وذلك لأن هذا دليل على أنه يحب المشركين ويبغض المؤمنين، لماذا؟ لأنه أحب هؤلاء وفضل دينهم، وأبغض هؤلاء ومقت دينهم، ولو شهد الشهادتين، ولو صلى، ولو تصدق، ولو ذكر الله، ولو دعا الله، ولو قرأ القرآن، ولو احترم كتاب الله؛ فإن فعله هذا يُكذب قوله. هذا من نواقض الإسلام.