إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
الحج منافعه وآثاره
13535 مشاهدة
الحج منافعه وآثاره

الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه، وفصّل كل ما شرعه وأحكمه، أحمده سبحانه وأشكره على ما أولاه من جزيل نعمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من وحّد ربه وعظّمه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي اصطفاه للرسالة وكرمه، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن اتبع شرعه المطهر وقدّمه.
أما بعد:
فقد كنت ألقيت محاضرة مختصرة في بعض مساجد الرياض تتعلق بمنافع الحج، كتفصيل لقوله تعالى: لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وذلك حسب ما بلغه فهمي القاصر، وما فتح الله به علي في تلك الساعة.
وقد سجلها بعض الحاضرين، ثم فرّغها أحد الإخوان؛ وعرضها عليّ لتصحيح الأخطاء اللغوية والمعنوية، التي وقعت عن سبق لسان؛ فأذِنت بنشرها رجاء أن يطلع عليها بعض المسلمين، ليعرفوا شيئا من حكمة الله تعالى في شرعه وأمره، وأنه الذي أتقن كل ما أمر به وأحكمه، وليس في دينه ولا فيما شرعه شيء لا فائدة فيه، وإن قصرت عنه الأفهام، وعجز عن إدراكه الأنام، ولا شك أن ذلك مما يشرح الصدور لتقبل شريعة الإسلام، وتنبسط النفوس عند العمل بتلك الأحكام.
فنوصي كل مؤمن بالله تعالى واليوم الآخر أن يطمئن إلى أحكام ربه وأوامره وزواجره، وأن يوقن بأنها كلها غاية في تحقيق المصالح في العاجل والآجل، ونسأل الله تعالى أن يفتح علينا بالفهم لشريعته والعمل بتعاليمه، وأن يوفق المسلمين للعمل الصالح الذي يحبه ربهم ويرضاه، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله الجبرين