تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
الفتاوى الجبرينية في الأعمال الدعوية والإغاثية
12353 مشاهدة print word pdf
line-top
رابعا: الأسئلة التي وجهتها لجنة كفالة الأيتام

نبذة عن اللجنة:
لجنة كفالة الأيتام من اللجان العاملة بالندوة، وبدأت عملها في عام 1406 هـ، وتكفل اللجنة حاليا حوالي (5000) يتيم من ستة بلدان، هي: أفغانستان فلسطين كشمير بنجلاديش كردستان العراق تايلاند و تبلغ قيمة الكفالة السنوية للأيتام (1200) ريال لكل من كردستان العراق، وفلسطين و (960) ريالا لكل من كشمير بنجلاديش تايلاند أفغانستان وتقوم اللجنة بتشغيل مشاريع الكفالة للأيتام عن طريق مكاتب الندوة الخارجية في البلدان المعنية، أو بالتعاون مع مؤسسات خيرية مسجلة وموثوقة، كما تسوق اللجنة استمارات الأيتام عبر مكتب الدمام والمكاتب الأخرى التابعة لمكتب الندوة بالمنطقة الشرقية وترصد مخصصات الأيتام، ثم تقوم بتحويلها إلى الجهات المعنية، وتقوم اللجنة أيضا بتوفير تقارير عن حالة الأيتام، وكذلك تذكر الكفلاء بمواعيد حلول دفع مخصصات الأيتام، وترسل مندوبين لتسليم أموال الأيتام، ولزيارة مشاريع الكفالة للمراقبة والمتابعة.

السؤال الأول: <ملحق_ربط رقم=14/>
لدى لجنة كفالة الأيتام بالندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمنطقة الشرقية مشروع لكفالة الأيتام الأفغان، يقدر حاليا بحوالي أربعة آلاف يتيم، مع العلم بأن عددهم قد بلغ قبل عدة سنوات حوالي 7500 يتيم، وسبب ذلك عودة عدد كبير من الأيتام إلى مناطق نائية داخل أفغانستان وتركهم لمخيمات الهجرة في باكستان بعد اندحار الغزو الشيوعي، وبلوغ عدد منهم لسن الرشد، بالإضافة إلى الإحباط الذي أصاب عددا من الكفلاء؛ جراء ما يحدث على الأرض الأفغانية من احتزاب بين الأخوة هناك، تسبب في توقفهم عن الكفالة.
وتتابع اللجنة مشروع الكفالة المذكور منذ عام 1406 هـ بالتعاون مع مؤسسة الاتحاد الخيرية في بيشاور بباكستان وقد كانت هذه المؤسسة طيلة الفترة على قدر كبير من المسئولية (تعاونا وانضباطا ومتابعة).
وبسبب رحيل عدد كبير من الأيتام الأفغان من مخيمات الهجرة في بيشاور لمدنهم وقراهم النائية داخل أفغانستان ونتيجة لصعوبة مراجعة هؤلاء الأيتام لمكتب مؤسسة الاتحاد الخيرية في بيشاور لبعد المسافة ولظروف الحرب الأهلية ولأسباب أخرى عديدة؛ تكدس لدى مؤسسة الاتحاد أموال لهؤلاء الأيتام الذين لم يراجعوا منذ فترة طويلة لاستلامها، وأصبح من المستحيل الاتصال بهم.
وتجد لجنة كفالة الأيتام صعوبة في إرجاع هذه الأموال لأصحابها الكفلاء؛ نظرا لطول الفترة الزمنية، وبسبب توقف بعض الكفلاء وسفر بعضهم الآخر، أو انتقالهم لأماكن عمل جديدة خلال هذه الفترة الطويلة، وما يتبع ذلك من تغير لعناوينهم البريدية، فهل يجوز للجنة كفالة الأيتام أن تستعيد هذه الأموال لاستثمارها هنا في المملكة لصالح مشروع كفالة الأيتام؛ حيث أن وجودها لدى اللجنة في المملكة أكثر أمنا من بقائها في حساب مؤسسة الاتحاد في بيشاور ؟
الجواب:
أرى جواز استعادة هذه الأموال واستثمارها لصالح مشروع كفالة الأيتام؛ حيث إن أهلها الذين بذلوها قد سمحوا بها وتبرعوا ببذلها، ولا رغبة لهم في استرجاعها بعد أن أخرجوها صدقة لوجه الله، ثم بعد استعادتها لا مانع من استثمارها أو صرفها لجهة أخرى، فالأيتام موجودون في كثير من البلاد الإسلامية: كالبوسنة والهرسك والصومال وكشمير والفلبين ونحوها، وكذا المشاريع الخيرية بحاجة إلى هذا المال المرصد بدون أن يصرف لمستحقه، ويجري أجره لمن بذله، والله أعلم.
السؤال الثاني: <ملحق_ربط رقم=15/>

خلال موسم شهر رمضان الماضي، قامت لجنة كفالة الأيتام بالندوة بتعميد مؤسسة الاتحاد الخيرية في بيشاور والمشرفة على مشروع تحفيظ القرآن الكريم بـ أفغانستان الذي ترعاه اللجنة، بصرف مبلغ من المال لتفطير الطلاب الذين يدرسون في حلق التحفيظ، على أن يتم تسديد المبلغ من تبرعات إفطار صائم لنفس العام، إلا أن اللجنة لم تتمكن من جمع المبلغ كاملا، فهل يمكن للجنة أن تعوض العجز الذي طرأ في موسم رمضان الماضي، من حصيلة جمع إفطار صائم في رمضان القادم؟
الجواب:
أرى أنه لا مانع من تسديد المبالغ التي اقترضتها اللجنة في العام الماضي لتفطير الصوام، من التبرعات التي تبذل لتفطير الصوام من هذا العام؛ لأن الذين يبذلونها يريدون الأجر، وحيث إن تلك المبالغ صرفت في إفطار الصوام، فإن تسديدها يكون فيه الأجر المرتب على ذلك، والله أعلم.

line-bottom