درس في الجمعة مع بلوغ المرام
ما يقطع الصلاة
باب الحث على الخشوع في الصلاة. وعن عائشة اسم> رضي الله عنها قالت: رسم> سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد متن_ح>
رسم> رواه البخاري . وللترمذي اسم> وصححه رسم>
إياك والالتفات في الصلاة فإنه هلكة فإن كان لا بد ففي التطوع متن_ح>
رسم>.
نكمل الكلام على ما يقطع الصلاة. ذكر في هذا الحديث أنه رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
بلغ ذلك عائشة اسم> فأنكرت عليهم ذكر المرأة، وقالت: شبهتمونا بالحمير والكلاب. وفي رواية: إن المرأة لدابة سوء؛ يعني في تقديركم. ثم ذكرت أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي، ويستقبل السرير الذي هي نائمة عليه. تنام على سرير فيصلي ويجعل ذلك السرير سترة له وهي على السرير، تذكر أنه يبدو لها حاجة فتنسل من الفراش؛ كراهة أن تستقبله. قالت: والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح ؛ أي ما فيها سرج ولا أنوار. إذا بدت لها حاجة انسلت من السرير؛ أي من قبل رجلي السرير حتى لا تقابله ويتأذى بها، فجعلت استقباله لها، وهي على السرير دليلا على الجواز، وأنها لا تقطع الصلاة.
ذكرت أيضا في حديث آخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي، وهي على فراشها تمد رجليها في قبلته؛ وذلك لضيق المكان. فإذا مدت رجليها وأراد أن يسجد غمزها فقبضت رجليها حتى يسجد، فإذا قام وقف للقراءة بسطت رجليها، قالت:والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح، ما عندهم سرج يوقدونها ينورون بها، فلا تشعر إلا وقد غمزها إذا أراد السجود؛ فجعلت هذا دليلا على أنه لا يقطع الصلاة مرور المرأة.
الذين قالوا: إنها تقطع الصلاة، قيدها بعضهم بالمرأة الحائض، قال: المرأة الحائض. مذكور أيضا في بعض روايات الأحاديث، واختلف في معنى المرأة الحائض؛ فقيل: هي التي عليها الدورة؛ يعني حائضا في تلك الحال، ولكن الحائض لا يدري أنها حائض؛ وذلك لأن الحيض شيء خفي، قد لا يعرفه أخواتها وإخوتها وإنما هي التي تعرفه، فالذي تمر بين يديه لا يدري هل هي حائض أم لا؟ وإذا سألها فقد تستحيي؛ فلذلك قال بعضهم: الحائض هي البالغة، المرأة الحائض؛ يعني التي قد حاضت؛ أي قد بلغت سن المحيض.
فإن هذا هو الأصل أنه لا يقطع الصلاة إلا إذا كانت قد حاضت؛ يعني قد بلغت. وتسمى البالغة حائضا. ففي الحديث الآخر رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ثم يدل على ذلك أيضا ما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مرة يصلي فجاء غلام ليمر قدامه فأشار إليه فرجع، وجاءت جارية لتمر بينه وبين سترته فأشار إليها ولكنها ما توقفت ولا رجعت، بل مرت بسرعة، ومرت بينه وبين سترته، ولم يقطع صلاته. قيل: لأنها صغيرة؛ وذلك لأنها جارية صغيرة لم تتحجب، وقيل: إنها لا تقطع الصلاة؛ يعني لا تبطلها؛ وذلك لأن القطع قد يعبر عنه بالتنقيص ففي قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ورد في ذلك أيضا حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وفي حديث آخر أن: أبا سعيد اسم> كان يصلي إلى سارية، فأراد غلام من بني مروان أن يمر بين يديه فدفعه، ثم أراد أن يمر فدفعه بقوة؛ فاشتكاه إلى مروان اسم> -وكان أميرا على المدينة اسم> ولما اشتكاه قال أبو سعيد اسم> إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وقد عرفنا أن الحكمة في ذلك -منعه من أن يمر- حتى لا ينقص أجر المصلي، وأما الحمار فقد قال بعضهم: إنه لا يقطع، واستدل بحديث ابن عباس اسم> وفيه أنه يقول: أقبلت راكبا على حمار أتان؛ يعني أنثى والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه في منى اسم> يقول: وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام، فمررت بين يدي بعض الصف ونزلت وأرسلت الأتان ترتع، ودخلت في الصف، فلم ينكر ذلك علي أحد.
ففي هذا أنه مر بين يدي بعض الصف على هذا الحمار ولم يقطعوا صلاتهم. أخذ من هذا أن الحمار لا يقطع لهذا الحديث؛ أي لا يبطل. وقيل: إن مروره لم يكن بينهم وبين موضع السجود، وإنما مر قدامهم، قد يكون بينه وبينهم عشرة أمتار أو خمسة أمتار، أطلق أنه مر بين يديهم، والعادة أنه يكون بعيدا فلا يدل هذا على أن الحمار لا يقطع. وأما الكلب فلم يرد فيه استثناء إلا حديث عن الفضل بن العباس اسم> ذكر أن أباه خرج مرة في بادية، زارهم النبي صلى الله عليه وسلم في باديتهم.
يقول: ولنا كليبة وحمار فصلى وهما يلعبان بين يديه: الحمار والكليبة. فاستدل بهذا على أن الحمار والكلب أيضا لا يقطعان، ولكن هذا الحمار والكلب بعيدة عنهم، إنما هي في القبلة بينه وبين القبلة وهو في العادة يصلي إلى سترة، فلا يكون فيه دليل على أنها لا تبطل الصلاة إذا مرت بين يدي المصلي. ثم جاء حديث آخر في السترة رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
استحب الإمام أحمد اسم> إذا خط خطا أن يكون كالهلال؛ يعني كأنه نصف دائرة دليل على أنه اعتبر ذلك لأن المصلي إذا أقبل على صلاته قصر نظره على هذا الخط ولم يرفعه إلى غيره. لم يرفع بصره إلى ما وراءه فيكون الخط كالسترة، كما لو كانت هناك سترة منصوبة كمعلم أو حجر، أو نحو ذلك. فهذا دليل على أن القصد حد البصر عن أن يتشوش بما ينظر إليه؛ يتشوش بالنظر إليه.
مسألة>