إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
كلمة توجيهية في مكتب الدعوة بجدة
2925 مشاهدة print word pdf
line-top
أهمية العمل الدعوي في مدينة جدة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، في الحقيقة لا مزيد على ما ذكره الإخوان ولا نستطيع أن نحثهم على زيادة على ما قاموا به، فإن هذه النشرات وهذه المطويات وهذه الأشرطة وهذه الرسائل والكتيبات بهذا العدد الكبير يندر أن يصدر من مكتب واحد ولكنه توفيق الله، توفيقه وإعانته على القائمين به حيث بذلوا ما استطاعوا من الجهود، ولا شك أن مدينة مثل هذه المدينة تستدعي مضاعفة الجهود وكثرة البذل وكثرة الدورات وكثرة المحاضرات؛ وذلك لسعة البلاد وسعة فروعها وكثرة السكان والمواطنين، فإن البلد إذا اتسعت تحتاج إلى جهود يبذلها أهل الخير لنشر الدعوة الإسلامية وفي بث الوعي في المسلمين.
سيما أن هذه المدينة يتوافد إليها الكثير والكثير من البلاد الأخرى سواء من داخل المملكة أومن خارجها، ويجتمع فيها الديانات المختلفة، ديانات نصرانية وبوذية وهندوسية وغيرها من الديانات الباطلة، وكذلك البدع: بدع الرافضة، وبدع الصوفية، وبدع العلمانية، وبدع البهائية، وبدع الدروز، والنصيرية، وغيرهم من المبتدعة، وكذلك أيضاً العصاة والمخالفون لا شك أيضاً أن لهم تواجد في كثير من المدن الكبيرة، ولا شك أن الجميع من هؤلاء الأصناف الثلاثة لهم جهود في نشر باطلهم، وفي دعم ما يميلون إليه وفي الإكثار من الدعايات والإعلانات؛ للتمكين مما يدعون إليه، سواء صرحوا بما يدعون إليه من دياناتهم، وعقائدهم، وبدعهم، ومعاصيهم، ومخالفاتهم، وخلافاتهم، وسخريتهم، واستهزاءهم بالسنة، وبأهلها.
أو لم يصرحوا ولكن بالإشارات وبالتشكيك وبإلقاء الشبهات، أو لم يصرحوا بذلك بل أعلنوا أعمالهم الكفرية والشركية ومعاصيهم ومخالفاتهم أعلنوها جهاراً، ولا شك أن الإعلان لها دعاية إليها، حيث إن السذج والجهلة إذا رأوها معلنة صريحة وليس هناك ما يقاومها ولا من يردها فإنهم يتظاهرون بفعلها ويتجرأون عليها، فإذا كان هناك من ينبه هؤلاء السذج وهؤلاء الجهلة ويخوفهم ويحذرهم وينذرهم ويبين لهم سوء عاقبة هؤلاء المبتدعة والدعاة والعصاة والمخالفين وتهافتهم وكثرة ما يدعون إليه وينفقونه في السوء وفي الشر وأهدافهم وأغراضهم السيئة التي يميلون إليها ويدعون إليها.
فإن الجمهور إذا نبهوا على ذلك انتبهوا وحذروا من الوقوع في شباك هؤلاء ومن الانخداع بما يدعون إليه، وإذا غفلوا غفل أهل الخير، لم يغفل أولئك الدعاة سواء بالأقوال أو بالأفعال؛ فلذلك كان واجباً على أهل العلم وأهل العبادة وأهل الخير وأهل الصلاح وأهل الاستقامة أن يقوموا بما يقدرون عليه من هذه الدعاية إلى الخير لمقاومة دعايات أهل الشر، وواجباً عليهم أن يكافحوا ويجاهدوا في سبيل الله لإظهار الحق ولنصره، ولا شك أن ما قام به الإخوان في هذا المكتب جهد كبير وعمل صالح يشكرون عليه.
ولكن نحن نقول إن المدينة المذكورة هذه تستدعي مكاتب كثيرة كلها تعمل مثل هذا العمل، وفي العام الماضي قد زرنا مكاتب كثيرة كلها والحمد لله تبذل جهوداً وتواصل عملاً وكلهم يعملون مثل أو قريباً من هذه الأعمال، ولعلهم أن يخففوا من الشر ولو قليلاً ويقوموا بالواجب الذي أوجبه الله على الأمة، والذي هو فرض على الكفاية، فإن هذا الأمر الذي هو الدعوة إلى الله تعالى فرض على الأمة جميعاً، وهو من آكد فروض الكفايات.
وأما الدعوة إلى المعاصي والدعوة إلى تمكين العصاة من إظهار وإعلان فسوقهم وذنوبهم فإنها دعوة محرمة، ومع ذلك فإن تلك النفوس التي تدعوا إليها والتي تهز المشاعر إلى المنافسة فيها لا شك أنها نفوس رديئة مقصدها سيئ، فواجب أن يكون هناك من يرد عليهم ويقال لهم نحن نقوم بواجب على الأمة، وأنتم تقومون بمحرم على الأمة وفرق كبير بين من يقوم بما حرم الله وبين من يقوم بما أوجب الله، فالواجب أن تتضافر الجهود، وأن يبذل كل ما استطاعه من قوة، سواء من بذل الأوقات، أو بذل الأموال، أو بذل العلوم، فإذا تضافرت الجهود حصل بذلك إن شاء الله خير كثير واستفاد المسلمون واندفع الشر وضعف أهله.
وقد زرت هذه البلاد قبل خمس سنوات، عندما قمت بإلقاء دروس في جامع الملك سعود وفي تلك السنة أعجبت بكثرة المندوبيات في كل حي مندوبية عندما نزورهم ويشرحون لنا ما يقومون به نجد أو نتخيل أن جهدهم أكبر من جهود من قبلهم، فواجب على المكاتب أن يشجعوهم وأن يحثوهم على المواصلة، جهود فردية وجهود جماعية يشاركون فيها المكتب في تفريق النشرات والمطويات والأشرطة، ويزيدون بالاتصال بالأئمة وحثهم على تفقد المصلين، وحثهم على تشجيع من يصلي وتحذير من لا يصلي، وكذلك حث كل والد على أن يقوم على أولاده ويحرص على إحضارهم إلى المساجد، وهكذا جهود أخرى تقوم بها تلك المندوبيات في تشجيع من يكون معهم وفي القيام على المخالفين جميعا، لابد أن تلك المندوبيات بحاجة إلى من ينبههم ويحفزهم ويشجعهم على المواصلة، وإذا رؤي أن بعضاً من تلك المندوبيات ضعف جهدهم أو حاولوا أو رأوا تقويض أمرهم وطي عملهم وتركه، فلا يتركون، بل يعاد إليهم نشاطهم ويشجعون بما يستطيعونه.

line-bottom