شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
كلمة في مسجد
4606 مشاهدة print word pdf
line-top
نعمة التوحيد والعقيدة السليمة

فإذا عرفوا أن الله سبحانه وتعالى مَنّ عليهم وهداهم، فعليهم شكر ربهم على هذه المنة وعلى هذه النعمة، الشكر يتمثل في أن يتقبلوا كل ما أرشدهم إليه نبيهم -صلى الله عليه وسلم- وأن يعملوا به بقدر ما يستطيعون، وألا يردوا شيئا جاء به نبيهم، وأن يحمدوا الله ويثنوا عليه ويعترفوا بفضله، وأن يتركوا المحرمات صغيرها وكبيرها؛ فكل ذلك من شكر الله على هذه النعمة. ونعرف أيضاً أن الله تعالى أنعم على هذه البلاد بنعم خاصة متفرعة عن نعمته العامة التي هي بعثة الرسل؛ فمن ذلك نعمة التوحيد الذي هو إخلاص العبادة لله، فما أعظمها من نعمة! حيث إن الكثير الذين دخلوا في الإسلام واعترفوا بالشهادتين لم يعبدوا الله وحده؛ بل وقعوا في كثير من الشركيات، يظنون أنها لا تنافي الإسلام.
كذلك نعمة عقيدة السلف، السلف الصالح عقيدتهم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتقبل ما جاءت به النصوص في أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله سبحانه، فهذه قد أنكرها كثير ممن يدعون الإسلام وممن يأتون بالشهادتين، ومع ذلك فضل الله تعالى بها هذه البلاد وله الفضل حيث نشئوا على عقيدة أهل السنة والجماعة، وتركوا ما عليه أهل البدع وأهل المخالفات؛ فهذه نعم عظيمة، نعمة التوحيد يعني: الإخلاص، ونعمة العقيدة يعني: عقيدة أهل السنة والجماعة؛ فنتواصى بتذكرها، نتواصى بقراءة كتب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، الذي هو توحيد العبادة، وكذلك أيضاً بقراءة كتب العقيدة، كتب السلف -رحمهم الله- حيث إنهم اهتموا بعقيدة أهل السنة، وردوا على من كان في زمانهم ممن خالف في ذلك، فمتى حققنا الإسلام من حيث العموم، وحققنا التوحيد، وحققنا العقيدة وأركان الإيمان فإننا -إن شاء الله- من أهل الفوز ومن أهل السعادة في الدنيا والآخرة؛ مع أن ذلك كله فضل الله يؤتيه من يشاء.
إلى هنا نتوقف، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوزعنا شكر نعمه، وأن يدفع عنا نقمه، وأن يجعلنا ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبسًا علينا فنضل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على محمد .

line-bottom